x

خبراء لـ«المصري اليوم»: لهذه الأسباب استقال وزير الخارجية الإيراني

الثلاثاء 26-02-2019 13:31 | كتب: عمر علاء |
وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف خلال حديثه للحضور أمام مؤتمر ميونيخ للأمن - صورة أرشيفية وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف خلال حديثه للحضور أمام مؤتمر ميونيخ للأمن - صورة أرشيفية تصوير : أ.ف.ب

في إعلان مفاجئ، قدم وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، استقالته مساء الإثنين، ولم يعلن عن أسبابها بشكل واضح واكتفى بنشر تدوينة على موقع «انستجرام» للتواصل الاجتماعي أعلن فيها استقالته من منصبه، وقال في نص التدوينة إنه أعلن عن استقالته لعجزه عن الاستمرار في أداء مهامه، وأضاف ظريف: «أعتذر عن التقاعس والتقصير خلال فترة تولي حقيبة الخارجية».

من جهته، أعلن نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي، الاثنين، أن المسؤولين في الخارجية ليس لديهم علم حول استقالة محمد جواد ظريف وأكتفى بتأكيد أن حساب الانستجرام لظريف حقيقي وليس مزيفا ولم يتعرض لأي قرصنة.

في المقابل، وبعد ساعة من إعلان ظريف، أفادت قناة «الحدث» بأن الرئيس الإيراني حسن روحاني قبل استقالة وزير خارجيته، وتتزامن تلك الاستقالة مع زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى طهران، والتقى المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله على خامنئي لكن مراقبين لاحظوا أن ظريف لم يكن متواجدا فيما يعد تهميشا لدوره.

ويرى خبراء، في تصريحات لـ«المصري اليوم»، أن سبب استقالة ظريف يعود إلى العزلة التي تتعرض لها إيران في الفترة الأخيرة وسعى القوى الدولية والأقليمية للحد من نفوذها وتقليم أظافرها في المنطقة.

علاوة على عدم رضى الحرس الثورى والتيارات المحافظة في إيران عن النهج الذي تتخذه طهران المتمثل في محاولتها للتقارب مع الغرب، وحذر الباحثون من أن إيران ستستمر في سياستها العدوانية والتدخل في شؤون الدول المجاورة في الفترة المقبلة مع التوقع أن تميل الكفة ناحيه التيارات المحافظة في البلاد.

في الفترة الماضية، تعرضت إيران لانتقادات متزايدة على الساحة الدولية، حيث تأتى تلك الاستقالة بعد أقل من أسبوعين من عقد مؤتمر وارسو الدولى حول السلام والأمن في منطقة الشرق الأوسط التي دعت له الولايات المتحدة لوقف التمدد الإيرانى، والذي أدانت فيه دول عديدة السلوك الإيرانى في الشرق الأوسط وحملوها مسؤولية التدهور الذي وصلت إليه المنطقة.

في مؤتمر ميونخ للأمن تواصلت الانتقادات للنظام الإيرانى فلم يستطع ظريف أن يرد على أسئلة المحاورين ولم يستطع الدفاع عن ملف بلاده في حقوق الإنسان أمام الحاضرين.

الضغوط لم تقتصر على إيران فقط بل طالت حلفاءها حيث تزامنت الاستقالة مع إعلان بريطانيا اعتبارها حزب الله تنظيما إرهابيا وحظر كلي على أجنحة الحزب، بما يعنى مزيدا من الضغط على إيران وحلفائها الإقليميين.

ويقول هشام البقلى، مدير وحدة الدراسات السياسية بمركز سلمان- زايد، «إن ظريف تعرض لضغوطات على المستوى داخليا وخارجيا، مضيفا أنه قرر أن ينجو بنفسه بعد أن انتابه شعور بأنه سيكون كبش فداء للعزلة التي تشهدها إيران وأنه لن يستطيع مجاراة الضغوطات وفشل بلاده في المناورة في الفترة الأخيرة.

ولفت البقلى إلى أن ظريف تعرض لضغوطات عدة من قبل الأجهزة الإيرانية المختلفة مشيرا إلى استجوابه في الفترة الأخيرة أكثر من مرة من قبل مجلس تشخيص المصالح الإيرانية والبرلمان الإيرانى ووجهت له العديد من الاتهامات بالتقصير في مهامة، مما كان يمهد لطرح الثقة منه.

وأضاف البقلى قائلا: «إن القبول السريع من قبل الرئيس روحانى للاستقالة يدل على مدى الصراع وعدم التوافق بين الطرفين في الفترة الأخيرة.

يذكر أن جواد ظريف كان مهندس الاتفاق النووى الإيرانى والذي يعد أكبر إنجازاته الخارجية، والذي أبرم في يونيو 2015 بين إيران ومجموعة (5 +1) والذي أعلن الرئيس ترامب انسحابه منه في مايو من العام الماضي، ولم يستبعد البقلى أن ظريف علم أن هناك نيه أوروبية مبيته للخروج من الاتفاق لذلك قرر الاستقالة لكنه رجح أن «مستقبل الاتفاق النووي لن يتأثر بخروجه».

ويرى البقلى أنه من السابق لأوانه التكهن بخليفة طريف لكنه أشار إلى أن خليفته سيكون رجلا لديه خبرة في العلاقات الدولية قادرا على التواصل مع الخارج بشكل أفضل، وأن ينال رضا كبير من المرشد خامنئي، مرجح أن يكون على أكبر ولايتى.

وحول تزامن الاستقالة مع زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى طهران، يرى محمد حامد، الباحث في العلاقات الدولية، أن الاستقالة كان معدا لها سلفا وأن الاستقالة لا تتعلق كثيرا بزيارة الأسد بقدر ما تتعلق بسعى إيران لمزيد من التطرف في سياستها الخارجية.

و أضاف حامد «إن أسباب الاستقالة ترجع إلى اتجاه النظام الإيرانى لاتباع نهج المتشدد، «وغلبه الجناح الأمنى على الجناح الدبلوماسي والاتجاه للاعتماد على التيار المحافظ عوضا عن الإصلاحى، الذي يمثله ظريف». مضيفا أن مؤتمر وارسو نجح في إعادة ترتيب سلم أولويات إيران الخارجية وإدراكها أن المجتمع الدولى سئم من نغمة الاعتدال والتسامح ولم يعد ينخدع بنغمة التقارب مع الغرب التي ترددها إيران منذ تولى الرئيس روحانى الحكم عام 2013»، وتوقع حامد أن إيران ستتمسك أكثر بساسيتها المتشددة والتدخل في شؤون دول الجوار.

ويتفق معه هانى سليمان، مدير المركز العربي للبحوث والدراسات، مشيرا إلى أن الصراعات داخل بنية النظام أحدثت فجوة وتصدعا مهد لاستقالة وزير الخارجية، لافتا إلى أن تزايد دور الحرس الثوري الإيرانى في السياسة الخارجية أثار عضب ظريف.

وفيما يخص مستقبل دور إيران في المنطقة يرى سليمان «أن السياسة الخارجية الإيرانية لديها ثوابت قائمة على تصدير الثورة الإيرانية لدول الجوار والتدخل في شؤونهم، مشيرا إلى أنه في حالة تقديم إيران لتنازلات سيفقد النظام الإيراني شرعيته، مضيفا أن إيران لن تقدم تنازلات بخصوص مكتسباتها في المنطقة قائلا «إيران لا تملك خيارات لفكرة التراجع».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية