أعلنت المملكة العربية السعودية، الجمعة، البدء في وضع خطة لإدراج اللغة الصينية كمقرر دراسي على جميع المراحل التعليمية في المدارس والجامعات السعودية.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية «واس» أنه تم الاتفاق على هذه الخطوة، خلال زيارة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، إلى العاصمة الصينية بكين.
وتأتي هذه الخطوة إيمانًا بأهمية تعزيز أواصر التعاون والتواصل في كل المجالات، وتمكيناً لتحقيق شراكة استراتيجية شاملة ترتقي لتحقيق تطلعات القيادتين السعودية والصينية. كما أن إدراج اللغة الصينية يعزز من التنوع الثقافي للطلاب في المملكة، وبما يسهم في بلوغ المستهدفات الوطنية المستقبلية في مجال التعليم على صعيد رؤية 2030، كما أنها خطوة مهمة باتجاه فتح آفاق دراسية جديدة أمام طلاب المراحل التعليمية المختلفة بالمملكة، باعتبار أن تعلم اللغة الصينية يُعد جسرًا بين الشعبين سيسهم في زيادة الروابط التجارية والثقافية.
ونشرت وزارة الخارجية السعودية، على حسابها على «تويتر»، انفوجراف عن اللغة الصينية، حيث تعد أقدم لغة مكتوبة بالعالم، ويعود بداية ظهورها إلى 6000 عام، وهي الأكثر استعمالا في العالم من حيث عدد الأشخاص الناطقين بها، حيث يتحدث بها 1.38 مليار شخص كلغة أولى.
#إنفوجرافيك_الخارجية | تعزيزاً لأواصر التعاون والتواصل بين المملكة والصين.. اللغة الصينية في مدارسنا 🇸🇦🇨🇳#إدراج_اللغة_الصينية_في_المناهج pic.twitter.com/HdYGwcYGYz
— وزارة الخارجية 🇸🇦 (@KSAMOFA) ٢٢ فبراير ٢٠١٩
وحول تعلم الطلاب للغة الصينية، ذكرت الوزارة أنه يمنح المواطن أولوية الاستفادة من الاقتصاد الصيني، ويؤدي إلى خلق لغة مشتركة بين الشعبين السعودي والصيني، ويحقق شراكة استراتيجية شاملة بين المملكة والصين.
فيما علق وزير التعليم السعودي، الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ، على حسابه على «تويتر»: «الدولُ المتقدمة تَعتمد في تعليمها لغتين أو أكثر بالإضافة للغتها الأم، وحان الوقتُ من أجل إدراج اللغة الصينية في المناهج ليكون تعليمنا مواكباً لتلك التوجهات، وقد اختيرت اللغة الصينية من منطلق قوة الصين الاقتصادية وشراكتها الاستراتيجية للمملكة».
الدولُ المتقدمة تَعتمد في تعليمها لغتين أو أكثر بالإضافه للغتها الأم وحان الوقتُ من أجل #إدراج_اللغة_الصينية_في_المناهج ليكون تعليمنا مواكباً لتلك التوجهات، وقد اختيرت اللغة الصينية من منطلق قوة الصين الاقتصادية وشراكتها الاستراتيجية للمملكة. pic.twitter.com/uXVh0zxu3L
— د. حمد بن محمد آل الشيخ (@minister_moe_sa) ٢٢ فبراير ٢٠١٩
وشملت الزيارة تعزيز التعاون الثقافي بين البلدين، فقد أعلن الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، وزير الثقافة السعودي، عن جائزة الأمير محمد بن سلمان للتعاون الثقافي بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية، وذلك خلال زيارته مكتبة الملك عبدالعزيز في جامعة بكين.
وتعني الجائزة بتكريم المتميزين من المملكة والصين من الأكاديميين واللغويين والمبدعين في فئات: أفضل بحث علمي باللغة العربية، وأفضل عمل فني إبداعي، وأفضل ترجمة لكتاب من العربية إلى الصينية وبالعكس،وشخصية العام وأكثر شخصية مؤثرة في الأوساط الثقافية للعام.
وعلى صعيد متصل، أعلن مساعد رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون بالسعودية، الدكتور عادل بن عيفان الحارثي، البدء بوضع الخطط لإدراج اللغة الصينية ضمن اللغات التي تبث في الإذاعات الدولية السعودية.
وأوضح «الحارثي»، حسبما ذكر موقع سعودي، أن هذه الخطوة تأتي إيماناً من رئاسة الهيئة ممثلة في شؤون الإذاعة بأهمية التنوع الثقافي في البث الإذاعي لإذاعات المملكة، والذي سيسهم في بلوغ المستهدفات الوطنية المستقبلية، حيث تلعب الإذاعة دوراً رئيساً كجهاز مهم وفاعل في تحقيق الأهداف المنشودة من رؤية المملكة العربية السعودية 2030.
توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم ومشروعات الاستثمار والتعاون الثنائي بين المملكة وجمهورية #الصين الشعبية 🇨🇳🇸🇦#ولي_العهد_في_الصين#CrownPrinceinChina pic.twitter.com/dlUVyauJrF
— وزارة الخارجية 🇸🇦 (@KSAMOFA) ٢٢ فبراير ٢٠١٩
وكان قد وصل الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز إلى بكين، الخميس الماضي، التقى خلال الزيارة شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية، ونائب رئيس مجلس الدولة بجمهورية الصين الشعبية هان تشنغ، وجرى استعراض العلاقات الاستراتيجية السعودية الصينية، وأوجه التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات، فضلا عن توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم ومشروعات الاستثمار والتعاون الثنائي بين البلدين، إلى جانب استعراض تطورات الأوضاع في المنطقة والمستجدات على الساحة الدولية، والجهود المبذولة تجاهها.
وتمتد العلاقات الوطيدة بين البلدين إلى جذورها التاريخية منذ 77 عامًا، وشملت مختلف أوجه التعاون والتطور، في شكل علاقات تجارية بسيطة واستقبال الحجاج الصينيين وصولًا إلى شكلها الرسمي عام 1990م بعد اتفاق البلدين على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بينهما وتبادل السفراء وتنظيم اجتماعات على المستويات السياسية والاقتصادية والشبابية وغيرها.