سائق وزوجته قررا الانتقام من شاب يعمل بالدجل والشعوذة على طريقتهما، فقتلا والدته السيدة المُسنة المعروفة في منطقة إمبابة بمحافظة الجيزة بـ«الجدة عزيزة»، والتي تعيش وحدها.
المتهم الأول قال موضحاً هدفه من الجريمة: «كنت عايز أحزن ابن عزيزة عليها»، وذلك بعدما أخبرت المتهمة الثانية زوجها بأن نجل الضحية ويُدعى «مصطفى. ص»، تحرش بها، قبل هروبه إلى مسقط رأسه في محافظة أسوان.
الأحد الماضي، كان شارع الطناني مكتظا بالشرطة والأهالي، لا أحد يعرف سببًا لمقتل الجدة عزيزة، 74 عامًا، والتي اكتشفت جثتها ابنة أخيها «أم علاء»، التي تعمل بمحل كوافير سيدات، على بُعد خطوات من شقة عمتها التي تقطن بالطابق الأرضي.
وقالت «أم علاء»، لـ«المصري اليوم»، إنها ظلت تطرق باب شقة عمتها نحو نصف الساعة دون أن تجيب وتفتح الباب كالعادة، ولاحظت ارتفاع صوت التليفزيون داخل الشقة، فلجأت إلى الدخول من شباك يطل على الشارع، ففوجئت بجثة المجني عليها على الأرض، ولاحظت وجود جرح برقبتها، وبعثرة بمحتويات الشقة.
وتجمهر سكان الشارع بسبب صراخ «أم علاء»، واتصلوا بالشرطة، وكانوا مندهشين لأن الضحية ليست على خلاف مع أحد، وبحسب «أم عبده»، إحدى الجارات، فإنهم لم يروا منها أي مكروه على مدار أعوام طويلة تجاوزت الـ10 سنين منذ سكنها بالمنطقة.
فحصت الشرطة كاميرات مراقبة مثبتة أعلى محل عطارة قرب شقة «عزيزة»، وبحسب «محمود»، مالك المحل، فإن الكاميرات أوضحت دخول رجل وسيدة إلى بيت المجني عليها، وكانت أيديهما خالية، وعقب دقائق خرجا يحملان حقيبة كبيرة.
الشىء الوحيد الذي كان يثير خلافات بين سكان الشارع والضحية دخول وخروج أناس غرباء إلى بيتها، أغلبهم رجال، حسب قول مالك محل العطارة، حيث اكتشفوا منذ سنوات أن ابن المجني عليها «مصطفى» يعمل بالدجل والشعوذة، قبل رحيله عن المنطقة «والناس كلها خافت إنه ممكن يعملهم سحر».
ظلت الجدة عزيزة، بعد رحيل ابنها إلى مسقط رأسه، بشقتها وكان الأهالي يعطفون عليها، وحكت أم طارق، جارة المجني عليها، أن الأخيرة كانت تدبر نفقات معيشتها بالاعتماد على معاش زوجها المتوفي، ومساعدات أهل الخير، إضافة إلى عملها السابق بجمعية خيرية.
تواصلت «المصرى اليوم» مع أسرة المجني عليها، ورفض الابن «محمد»، الذي حضر من أسوان، التعليق على اعترافات المتهمين، وقالت «منى»، ابنه المجني عليها، إنها متزوجة وتعيش في شقة قريبة من مسكن والدتها، وتمر عليها دائمًا وتقضي لها حاجتها، ونفت علاقة أمها بأعمال الدجل والشعوذة، أو معرفتها بما يشاع عن شقيقها.
وتسلمت أسرة صاحبة الـ74 عامًا، جثتها وتم دفنها، عقب تشريحها بمعرفة خبراء مصلحة الطب الشرعى، وقالت «منى» في أسى: «أمى كانت ست نوبية طيبة، لا تضر أحدًا، ليه تُقتل بطريقة بشعة وهي الحنونة بشهادة كل الناس».
ودلت تحقيقات نيابة حوادث شمال الجيزة، برئاسة محمد شرف، على أن الدافع وراء الجريمة التي شغلت الرأي العام خلال الأيام الماضية، ليس السرقة، وإنما الانتقام، وأظهرت معاينة النيابة أنه تم العثور على جثة «عزيزة»، ترتدي ملابسها كاملة، ووجود بعثرة في محتويات الشقة.
وقال المتهم الأول «م.ع»، للنيابة، إن نجل المجني عليها مارس الجنس مع زوجته، مستغلاً عمله بالدجل والشعوذة، ما دفعه للانتقام منه بالتخلص من والدته.
فمنذ أن أخبرت «س.أ»، المتهمة الثانية، زوجها بأن الدجال كان يحاول التحرش بها، وهو يبحث عنه في كل مكان على مدار عام، ثم قررا الانتقام من والدته «ليحرقا قلبه على أمه».
وذكرت المتهمة الثانية أنها شعرت بآلام بالجهاز التناسلي فذهبت إلى الطبيب الذي أخبرها بإصابتها ببعض الفيروسات جراء ممارسات جنسية شاذة، فقالت لزوجها إن الدجال يفعل ذلك معها وهي تشعر ولا تستطيع المقاومة «بينيمني تنويم مغناطيسي»، كما اعترف المتهمان بأنهما لجآ لابن عزيزة للحصول على الزئبق الأحمر، حتى يتمكنا من فتح مقبرة أثرية داخل منزلهما.