وصل الدكتور أحمد حرارة، الذي فقد عينيه في مظاهرات 28 يناير، و19 نوفمبر، إلى مطار القاهرة، مساء الأحد، بعد رحلة علاج في الخارج، وكان في استقباله مئات النشطاء والمتضامنين معه.
وطالب حرارة، بمحاكمة المسؤولين عن قتل الشهداء، سواء خلال الثورة، أو في الاشتباكات الدامية بعدها، وشدد على ضرورة محاكمة «كل من قتل أو أصاب متظاهراً في اشتباكات محمد محمود (التي فقد فيها عينه الثانية)، ومجلس الوزراء».
وأوضح أن الرحلة العلاجية تكفلت بها إحدى الجمعيات الأهلية المصرية، وليست الحكومة، كاشفاً عن رفضه تولي وزارة رعاية أسر الشهداء والمصابين، وأوضح أن قراره بالرفض جاء لأنه «لا يتمتع بالخبرة الكافية، وفقدان البصر قد يعيق تأدية مهام الوزارة».
كان في استقبال حرارة نحو 1000 من النشطاء وشباب الثورة، ووفود من حركات 6 أبريل، وكلنا مينا دانيال، وهتف مستقبلو حرارة «يسقط يسقط حكم العسكر.. إحنا الشعب الخط الأحمر».
وحرارة اسمه الحقيقي، أحمد البلاسي، ويعمل طبيب أسنان، وهو في الثلاثين من العمر، وتخرج في كلية طب الأسنان بجامعة 6 أكتوبر.
وفقد طبيب الأسنان الشاب عينه اليمني، في 28 يناير (جمعة الغضب)، في ميدان التحرير، ورغم إصابته إلا أنه عاد للميدان مرة أخرى ليشارك في مظاهرات شارع محمد محمود، ويفقد عينه الثانية، في الاشتباكات التي راح ضحيتها أكثر من 40 شهيدا، ومئات الجرحى والمصابين، ودامت لـ 6 أيام، لتنتهي بخطاب للمشير محمد حسين طنطاوي يعلن فيه للمرة الأولى منذ تسلم المجلس العسكري مسؤولية إدارة البلاد في فبراير الماضي، موعداً محدداً لتسليم السلطة للمدنيين، وإجراء الانتخابات الرئاسية.