«نفسى حد يسمعنى».. فى ظل زخم الحياة الذى نعيش فيه، وتزاحم الضغوط التى جعلت كلاً منا يعتزل الآخر خوفا من أن يلقى بهمومه على كتفيه، فيزيد من رصيد همومه.. أصبح أقصى أمانى مَن لديه مشكلة أن يجد من يسمعه. وهذه الصفحة «مساحة فضفضة حرة»، عبّر فيها عن همومك.. آلامك.. أحلامك.. وستجد من يستمع إليك، ويساندك. وتأكد أنك لست وحدك. تابعونا أسبوعيا فى «المصرى اليوم» على نسختها الـ«pdf».
المرأة مثل الزهرة إذا اقتُلعت من مكانها تتوقف عن الحياة. وكوكب يستنير به الرجل، ومن غيرها يبيت الرجل
فى الظلام.
«شكسبير»
المرأة مخلوق بسيط لا غموض فى خلقه، وبنظرة واحدة إلى وجهها يستطيع الرجل الذكى أو متوسط الذكاء أن يتبين ما يعتمل فى قلبها من أحاسيس.
«أمينة السعيد»
ألم وقلم: نموت جوه البيت ولا فى الشارع؟
عزيزتى المحررة:
كانت حياتى تتلخص فى حياة مستقرة، بل وسعيدة. كل تفاصيلها عبارة عن أب حنين، وأم جميلة وعظيمة، ومصيف فايد، وإخوتى ودراستى. كنا أسرة بسيطة، لكن سعيدة جدا جدا. بابا كان فى كلية الزراعة، لكنه لم يستكمل دراسته، وامتهن القيادة «سواق»، وماما تعليم راهبات، وهى أيضا لم تستكمل تعليمها «ربة منزل». لكنها كانت تحتفظ بمبادئ أخلاقية، وكأنها نالت درجة الدكتوراة فى التربية والأخلاق. فهى من علمتنى أن أهم شىء فى الحياة هو دراستى، وأنها سلاحى ضد الدنيا، لما تيجى علىَّ. وكأنها كانت تستشف بقلبها الرقيق ما تخبئه لى الأيام. علمتنى عندما أرى أى مريض أن أدعو له وأحمد الله على نعمة الصحة، وأقول الحمد لله الذى عفانا وفضلنا على عباده من العالمين. علمتنى أن أفعل الخير ابتغاء وجه الله، ويكون سرا بينى وبين ربنا حتى لو كان ابتسامة، فهى صدقة. علمتنى ألا أستجدى شيئا من أحد، لأن عزة نفسى وكرامتى تساوى الدنيا وما فيها. علمتنى أن أذيتى لنفسى قد يغفرها لى الله، لكنه لن يغفر لى أذيتى لغيرى. علمتنى ألا أضحك فى وجه شخص لا أحترمه، حتى لا أكون منافقة. وبالتالى قطعت علاقتى بأناس كثيرين. علمتنى أن صديقا أفضل من 10 «لو اخترته صح»، وأكون كتومة ولا أفشى سرا. وأن النميمة حرام لدرجة أن علاقتى بكل الناس كانت سطحية خوفا من ذلك. كل هذا لم يكن مجرد أقوال ترددها أمى علىَّ من وقت لآخر وكفى. بل كانت أفعال تنفذها، وأشاهدها بعينى. وبابا لا تكفيه مجلدات لوصف حنيته وحبه لنا. فلا هم له سوى تربيتنا أنا وإخوتى والاطمئنان علينا. «كان علطول بيوصينى عليهم، وإنى آخد بالى منهم لإنى الكبيرة». فلم يكن قلب الأم فقط هو من يستشعر شيئا ما سيحدث لنا، لا يعلمه إلا الله، بل كان قلب الأب أيضا يشاركها هذا الإحساس. فمنذ ما يقرب من 40 عاما استأجر أبى منزلا بحى الوراق، بالجيزة، إيجار قديم. وظل فيه حتى بعد زواجه من أمى، ورزقهما الله بى وبإخوتى الأربعة فيه. أنا أكبرهم، ثم أختى 23 عاما، تليها أختى الثالثة 20 عاما، وولدين هما الأصغر. الأول عمره 14 عاما، والأصغر 8 سنين. قبل وفاتهما بفضل الله، وصلنا إلى مرحلة تعليمية لا بأس بها، تمكننا من الوقوف على أقدامنا، وهى رحمة ربى، أنه لم يريد أن يتركونا نواجه الحياة بمصاعبها، قبل أن يشتد عودنا، ويقوى ظهرنا. حتى اختيارى للكلية التى دخلتها وهى كلية الزراعة. فيما يبدو أنها كانت رسالة بأننى سأسلك مسلك أبى الذى لم يتمكن من استكماله تعليميا، ولن يستطيع مواصلته أسريا. بدأت المأساة بتاريخ 23/2/2016 حيث فوجئ أبى بصاحب البيت يحضر له قرار إزالة ودون سابق إنذار. فطعن على القرار، وبالفعل قضت المحكمة بإيقافه وقبول الطعن. لكن للأسف لم تتحمل أمى وتوفيت كمداً بعد ثمانية أيام فقط من القرار. ليس على ترك المنزل، التى قضت حياتها فيه فحسب، بل على أين سنذهب؟، منذ ذلك اليوم وأدارت لنا الدنيا وجهها، وكشفت لنا عن أنيابها. فتزامنا مع دموعنا التى لم تجف ثانية على وفاة أمنا، حتى زادتها دموعا أخرى جديدة، بعد الوفاة أيضا بأسبوع واحد، حيث اكتشف أبى أنه مصاب بالسرطان، وبفيروس c، وتلك كانت الطامة الكبرى لنا جميعا. وبدأ رحلة العلاج التى كنت برفقته فيها، إلا أنه توفى فى غضون ستة أشهر من وفاة أمى. تاركا لى ميراثا صعبا، وهو بالطبع ليس إخوتى، لأننا جميعا متكاتفون، ولا هم لكل منا سوى مساعدة الآخر قدر استطاعته، وذلك بفضل الله، وفضل تربية أبى وأمى لنا. لكن الإرث الصعب هو كيف سأتعامل مع كائنات غريبة فى صورة بشر. وكيف سأواجه جبروت وطمع صاحب البيت، لأحافظ على إخوتى من التشرد. اعتزلت الراحة حياتنا، ورحلت السعادة ليحل محلها الشقاء، ويتحول بيت العز إلى بيت الذل، نواجه فيه أشباحا تجيد التخفى والتلون، ولا تظهر إلا لتضرب ضربتها. حاولت البحث عن عمل، خاصة أن معاش والدى بسيط، والتحقت بإحدى الجمعيات الأهلية، فخلال فترة تعب والدى لم نتمكن من متابعة القضية، فحكمت المحكمة لصالح صاحب البيت، ورحل اثنان من الجيران بعدما حصلا على نصيبهما، خاصة أنهما كانا لا يقيمان فى المنزل أصلا. وبقى جار واحد يقيم وزوجته فى غرفة، وكان له دور فى ضياع فترة الطعن علينا، حيث كان يتسلم الإنذارات دون أن يخبرنا، وفيما يبدو أنه له مصلحة فى ذلك. إذا فلا يوجد متضرر غيرنا، ولم يتبق سوانا يقف فى وجه صاحب البيت، الذى أرسل محاميه للتفاوض معنا برسالة ظاهرها الرحمة وفى باطنها العذاب. حيث قال لى وبشكل مباشر «خدى 10 آلاف وإمشى» وحينما رفضت وجدته يقول لى: «هتاخديهم بالذوق ولا أروح أرشهم فى الحياة ومش هتطلعى بحاجة؟». لم أتراجع عن الرفض، فكيف أقبل وأنا أسكن بإيجار 35 جنيهًا؟!، ماذا سأفعل بالـ10 آلاف جنيه؟!، فأخبرت صاحب البيت أننى لا أريد الـ10 آلاف جنيه، وإن استطاع أن يحضر لى بهم مقدم شقة بالإيجار فسأرحل، حتى وإن كنت سأدفع قيمة إيجارية أعلى فى مكان آخر بأضعاف مضاعفة. وفوجئت به بعد ذلك يحضر لى بأمر إزالة نهائى، ولم أعلم حينها ماذا أفعل، خاصة مع حضور الشرطة لتنفيذ الإزالة. وجاء حينها رئيس الحى، كنت أعلم وقتها أنه ليس بيده شىء وينفذ أمر المحكمة، لكننى كنت فى حيرة من أمرى وسألته بماذا تنصحنى كأب؟، إلا أنه بادلنى الرد: تمشى!، فعدت أسأله: «طيب أروح فين؟»، فأجابنى: «إتصرفى».. «طيب حضرتك وجهنى لجهة أقدم فيها شكوتى». قال لى «ليه»، قلت له: «علشان الدولة تنقذنا وتدينا شقة». فكان رده: «هو لا مؤاخذة الدولة هتدى مين ولا مين؟!. إمشى بدل ما نهده عليكى وتموتى جواه». قلت له: «لأ، أموت جواه أحسن ما أموت براه أنا وإخواتى». والنهاية تحرير محضر ضدى باعتراض تنفيذ حكم المحكمة، وحكم علىَّ بالسجن 6 أشهر وغرامة، وتقدم المحامى بمعارضة. والآن أجلس أنا وإخوتى فى البيت، وأيادينا على قلوبنا من أن نجد أنفسنا فجأة فى الشارع.
«ص. ع»- الوراق
المحررة: فتاتى الغالية.. أعانك الله وإخوتك على فراق والديكم. بقدر ما آلمتنى قصتك، أسعدتنى شجاعتك، وتحملك للمسؤولية بجسارة. فأنت فعلا خير خلف لخير سلف. فما غرسته فيك والدتك من خير وشجاعة وعزة نفس هى أسلحتك التى استخدمتيها فى معركتك الحالية مع صاحب البيت، وستستخدمينها فى كل حياتك وحياة إخوتك، سواء كانت قرارات مصيرية، أو مواقف عابرة. والمواجهة وعدم الهروب أو الاستسلام، والشجاعة التى يغلفها الحب والحنان، اللذان أخذتيهما من والدك هما خير ميراث تركه لك. رحمه الله. فاصمدى ولا تخافى، لأن الله موجود وبيده كل الخير لعباده. وبإذن الله سيسخر لك من الأسباب الكثير، لتجدى من يقف بجوارك وبجوار إخوتك. فمجتمعنا ملىء بأناس لا يشغلهم سوى تقديم العون لمن يحتاجه. وحكومتنا أنت وأسرتك مسؤوليتها، هى أحق بكم لتوفر لكم شقة تأويكم وتحميكم من شبح الشارع الذى يطاردكم. أما صاحب البيت فليتقى الله فيكم، فإن نجح بالمكر والدهاء فى الحصول على حكم نهائى بإزالة البيت، وبالتالى طردكم منه. فليتذكر أنه حكم دنيوى لن يفيده ولو مثقال ذرة، حين يقف بين يدى الله العادل، ليسأله: ماذا فعلت مع الأيتام، بعد وفاة والدهم؟. فيجيبه: استغللت ضعفهم، فقهرتهم. فعليه أن يراجع نفسه ويتذكر قول الله تعالى «فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ» وقوله «يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ». وثقى يا فتاتى الكريمة بأن الله لن يضيعك أنت وإخوتك. فهذا وعده الذى لا يخلفه.
سؤال يهمك
فشلت فى التعامل مع أصغر أبنائى، الذى يمر الآن بمرحلة المراهقة، علماً بأننى أستاذة جامعية، وأعى جيداً مشاكل تلك الفترة، لكنه لا يستجيب لى فى شىء، فماذا أفعل؟
«س. إ»
اتركيه يفعل ما يشاء دون قلق، وأشعِريه بأنك تثقين فى كل تصرفاته وقراراته، وإن احتاج مشورتك أو دعمك، فلن تتخلى عنه، واحذرى مراقبته أو التجسس على تليفونه أو محاولة الاتصال بأصدقائه من ورائه. ولكن حاولى أن يكون متواجداً بالمنزل وقتاً طويلاً.. يمكنك أن تشترى له «بلاى ستيشن»، وهنا سيأتى إليه أصدقاؤه فى المنزل، بدلاً من الذهاب إلى «السناتر»، وبالتالى تستطيعين اكتشاف شخصياتهم وسلوكهم. هى مرحلة سيتجاوزها وسينشغل بعد ذلك- 90% من المراهقين تخطوها بسلام- خاصة إذا كان مُحصَّناً بتربية سليمة منذ الصغر.
د. إبراهيم مجدى-
استشارى الطب النفسى
لحظة من فضلك: هل للآباء الحقّ أن يأخذوا من مال أبنائهم دون علمهم؟
قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم «أنت ومالك لأبيك»، فهل هذا يعنى حق الآباء أخذ ما يشاءون من أموال أبنائهم، والتصرف فيه، حتى ولو دون علمهم؟ وماذا يفعل الابن إذا حدث ذلك؟
د. أحمد محمود كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، يقول إن كان الابن قد أطلق التصرف للوالدين، سواء كليهما أو أحدهما. ففى هذا الحال لهما التصرف فى ماله كيفما يشاءان، ولا يعد ذلك خيانة له، ولا سرقة لماله. وكذلك فى حال أن الابن حدد لهما أوجه الصرف، فتصرفا فى غير ما حُدد لهما، أيضا لا يعد تصرفهما خيانة أو سرقة لمال ابنهما، لكن عليهما مراعاة القاعدة الفقهية التى تقول «الضرورة تقدر بقدرها». أما الابن فعليه تقبل ذلك، والرضا بقضاء الله، ويدعوه بأن يخلف عليه ما ضاع منه من مال.
بينما يرى د. شريف العمارى، مدير المركز المصرى الاستشارى للأسرة والمجتمع، حتى إن قام بعض الآباء بتبديد أو سرقة مال الأبناء، فلا يحق للأبناء معاقبتهم. فيقول: نعم فى بعض الأحيان يدخر الابن أو الابنة أموالهما بمعرفة الأب أو الأم أو يعطونهما الكارت البنكى الذى يمكنهما من سحب ما يريدانه من أموال. أو عمل توكيل لهما أو لأحدهما بتسلم أموالهما، أو تحويل الأموال عليهما مباشرة من الخارج، فيبدد الأب أو الأم أموال الأبناء أو يسرقانها، دون علم الأبناء. وأذكر مثالين حقيقيين، مرا على بطبيعة عملى. وهما: أم باعت شقة الابن التى كان سيتزوج فيها، بتوكيل بحق التصرف، بدون علمه. وبددت الأموال فى ملابس واشتراك نادٍ وشراء مجوهرات من الماس، وآخر أرسل الابن لأبيه مليون جنيه ليشترى شقة له ليتزوج فيها عند عودته من الغربة. فأخذ الوالد الأموال وتزوج هو بها، حيث كان أرملاً. مثل هذه الحالات وإن كانت صعبة وتضييعا لحق الأبناء، إلا أن الأبناء ليس لهم أى حق فى معاقبة الأب أو الأم، وعليهم أن يكسبوا برهما، ويستعوضون الله فى الأموال. ويتذكر أنهم يمرون بمرحلة الضعف التى أخبرنا بها الله فى قوله تعالى «اللَّهُ الَّذِى خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ» أى انتهوا الآباء إلى مرحلة الضعف، الذى بدأها الأبناء فى صغرهم. وكان منهم من يبدد ثروة والده، ويسرق والدته ولا يحاسبانه، أو يطالبانه برد ما أخذه، بل يدعوان له بالهداية. وهم الآن فى نفس المرحلة، فعليه كسب رضائهم، وفقا لقوله تعالى «وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا».
فيها حاجة حلوة: من «هشام» إلى كل الشباب.. لو بطلنا نحلم نموت
هشام نادى، شاب مصرى عمره 32 سنة. حتى 10 سنوات مضت كان شخصا طبيعيا. كان طالبا جامعيا، ويعمل فى نفس الوقت. لكن تعرض لصعق بالكهرباء أثناء عمله، وسقط على الأرض، فأدى إلى كسر فى العنق، وأصبح لديه شلل رباعى. رغم ذلك خلص دراسته، وهذا كان أسهل إنجاز بالنسبة له. كل ذلك لا يجعل من «هشام» استثناء. لكن الاستثناء هو أنه استطاع بمساعدة من حوله أن يحول محنته إلى منحة. فهو يتحكم فى 20% فقط من جسمه. ورغم توقف يديه ورجليه، وعدم سيطرته على العمود الفقرى، إلا أنه استطاع أن يقود الكرسى الكهربائى، ويستخدم الكمبيوتر والتليفون بنسبة 100%. واخترع طريقة غريبة للكتابة وهى استخدام «الماوس» عن طريق اللسان، وكتب بذلك 150 مقالا بحثيا، وأسس صفحة على الفيس بوك ونشر عليها مقالاته، وآلاف الصور المعلوماتية التاريخية التى صممها، لأنه عاشق للتاريخ. بالإضافة إلى إنتاجه برنامجا تاريخيا بعنوان «برنامج حصة تاريخ» كتابة وتسجيل وإخراج. وأخيرا استطاع تأليف كتابين. نعم كتب كتابين بلسانه. لكن للأسف واجه عدم تشجيع دور النشر للشباب، خاصة المبتدئين منهم. أول كتاب بعنوان «رسائل من التاريخ». كان أول رد بالرفض من دار نهضة مصر، بحجة عدم احتواء خطة النشر فيها على هذا النوع من الكتب. بعدها خاطب أكثر من 25 دارا للنشر. ومن تجاوب معه منهم، طلبوا منه إرسال ملخص للعمل مع نسخة من العمل على البريد الإلكترونى، على أن يتلقى الرد خلال 3 شهور كحد أقصى. لكن للأسف، فى النهاية تلقى ردا واحدا. العمل ممتاز لكن الكاتب مجهول والدار مش هتقدر تغامر بالفلوس. ولو عايز تتحمل التكلفة هنطبع. لكنه لم ييأس، لأن ثقته فى ربنا، وفى قدراته كبيرة. واستطاع كتابة الكتاب التانى وهو بعنوان «السلف الصالح». كما أنتج الموسم الثانى من برنامجه «برنامج حصة تاريخ». واستطاع من خلال صديقة له، التواصل مع دكتور شاب آخر واجه صعوبات فى النشر. وعرفه على صديق آخر، له باع طويل فى مجال النشر، ويمتلك دارا للنشر. اتصل «هشام» به، وفوجئ بأنه يعرفه ويتابعه منذ سنوات. وبالفعل وعده بالنشر بدون تكلفة، بل قال له «أنا واثق من شغلك». والحمد لله بتاريخ 19 يناير 2019، الحلم أصبح حقيقة ولمس لأول مرة مجهوده بيديه، أثناء حفل إصدار وتوقيع الكتاب، وتم تكريمه. وعرض الكتاب فى معرض الكتاب وحقق نجاحا كبيرا. واصل «هشام» تحقيق الحلم، واشترك فى مسابقات ثقافية كتيرة، وحصل فيها على دروع وجوائز. أبرزها مشاركته فى كتابين مشتركين. واحد منهم صدر تحت عنوان «قطوف الأوطان» فيه مشاركين من 10 دول، والكتاب الثانى قيد الصدور. «هشام» بالرغم من عدم سيطرته على 80% من جسمه، وبالرغم من الألم البدنى والنفسى والمعاناة اليومية، إلا أنه أصبح شخصا إيجابيا ويحقق حلمه. مشوار طويل، لكنه قرر خوضه. مشوار متعب لكنه اختبر نفسه وقدر ينجح. رسالة نجاح يوجهها «هشام» لأى شاب، مفادها. «الحياة صعبة لكن ربنا موجود. وطالما تعمل عملا حسنا، يبقى أكيد لن يتخلى عنك. فلا تيأس، ولا تستسلم. جرب وحاول وأكيد هتنجح».