أنقذ القدر صاحب محل حلاقة، و«شيّال»، ومحامية، من الوقوع ضحايا تفجير إرهابى لنفسه في حارة الكحكيين في منطقة الدرب الأحمر، قبل القبض عليه على أيدي الشرطة، حيث أسفر الحادث عن استشهاد ضابط وشرطيين.
«ربنا يرحم الشهداء ويخفف عن المصابين»، هكذا ردد الـ3 في تصريحات لـ«المصري اليوم»، وهم ينظرون إلى جيرانهم المتضررين من تهدم شققهم، وأغلبهم تركوا منازلهم، وقالوا في غضب: «بتوع الآثار جم عندنا يشوفوا البيوت، والبشر لأ».
أغلق حسين، الحلاق، محله، يوم الإثنين «الإجازة الأسبوعية»، وهو اليوم الذي شهد تفجير الإرهابى لنفسه وسط رجال الشرطة الذين كانوا يلاحقونه، وقال حسين، 60 عامًا، لـ«المصرى اليوم»، إنه كان ينوى فتح المحل يوم الحادث، لكنه تراجع في اللحظات الأخيرة:«كنت قاعد في البيت ولا أعمل شيئا، كنت هنزل وإحساس داخلى جعلنى أتراجع».
صبيحة يوم الحادث، حضر «حسين» إلى محله، ليجد آثار دماء على البوابة، بخلاف تحطم الواجهة، وقال: «يمكن لو فتحت لأصبحت من بين صفوف الشهداء وهذا شرف عظيم»، مشيراً إلى أن محل الحلاقة على مقربة من «الزقاق» الذي شهد ملاحقة الشرطة للإرهابى.
أما «هند» فتلقت اتصالاً من والدها المحامى في تمام الـ9 مساءً «اقفلى يا بنتى المكتب وتعالى للبيت وهاتى العشاء»، فتوجهت هند إلى منطقة أرض اللواء، حيث تقطن أسرتها، وما إن تحركت إلى منطقة السوق، حتى سمعت بدوى الانفجار، لكنها في قرارة نفسها ظنته انفجار أسطوانة غاز، بعد 15 دقيقة عادت إلى مكتب المحاماة: «لقيت كردون أمنى وجثث متناثرة وأشلاء، ومنازل متهدمة»، وعندما سألت الجيران، أجابوا: «فى إرهابى فجر نفسه هنا».
بصعوبة شديدة صعدت «هند» إلى مكتب المحاماة، بعد سماح الأمن لها، واتصلت بأبيها لتخبره: «يا بابا المكتب كله اتدمر»، حضر والدها وذهبا إلى قسم شرطة الدرب الأحمر، لتحرير محضر بالتلفيات.
كاميرات المراقبة المتواجدة أمام منزل «عادل محسن»، ترزى، والمتهم بقتل عمته «نجاة عبدالله»، 72 عامًا، رصدت حركة الإرهابى «الحسن عبدالله»، وقيامه بتفجير نفسه برجال الشرطة، ويقول الجيران إن الشرطة طلبت من صاحب المحل تركيبها، بعد حادث القتل في نوفمبر الماضى.
وعلى غير عادته رجع «حسين»، الشاب الثلاثينى، إلى منزله قرب موقع الانفجار، بعد الـ9 مساءً لتأخره في العمل، فوجد واجهة المنزل الذي يقطنه منهارة تمامًا، وجزءا من السلم متهدما، وأشلاء الجثث متناثرة.
يعمل الشاب الثلاثينى «شيال» في منطقة الغورية، وينقل بضائع أصحاب المحال بمحيط المنطقة لبيع المفروشات وأجهزة العرائس.
وعقب الانفجار، وتفكيك الرائد «أحمد» من قوة الحماية المدنية، لقنبلة زمنية كانت موضعة داخل منزل الإرهابى، أخذ قاطنو المنطقة يلملمون ما تضرر من شققهم.
كانت أم مريم، إحدى المتضررات، تندب حظها أسفل العقار الذى تقطنه «يعنى بيتنا وشقتنا يتكسروا وبيت الإرهابى سليم»، وبدهشة فى نبرة صوتها، تقول: «بتوع الآثار عاينوا الحيطان وتأكدوا من سلامة المنازل من عدمه، وتركونا كبنى آدميين دون اهتمام».
وعقب الحادث خرجت «أم مريم»، صحبة أبنائها الـ3 إلى الشارع، بعدما لاحظت تساقط دهان الشقة عليهم، وظنت أنها قد تموت هى وأولادها: «حسينا أنه البيت بيرقص بينا، ومن شدة التفجير المجارى بمدخل العقار ضربت».
تطالب أم الـ3 أطفال بمسكن بديل، ولو مؤقت لحين إصلاح ما تهدم بشقتها: «مش ماشية من مكانى إلا بعودة حقى، بيتنا اتخرب والإرهابى بيته نجا»، وبحدة تقول: «بيتنا كله أرامل وكبار سن المفروض الحكومة تنظر إلى حالنا».
أما عم مجدى وزوجته فيعملان بمحل بقالة بسيط، هو مصدر رزقهما الوحيد بعد إصابة الزوج بمرض القلب، وآتى الانفجار على المحل ليدمر محتوياته: «إحنا بنشترى البضاعة بالآجل وعلينا 2000 جنيه قسط باقى ثمن ثلاجة المشروبات الغازية».