داخل زقاق السباعي، يسكُن الطالب، محمد مجدي، تايلاندي الجنسيّة، وهو أحد المصابين في انفجار قنبلة «الدرب الأحمر»، أمس الاثنين، تحديدًا في العقار رقم (4). توجهّت «المصري اليوم» إلى مكان سكن الطالب التايلاندي، في شقة أعلى سطوح العقار، برفقة مجموعة من الطلاب التايلانديين، إذ تكثُر في المنطقة إيجار الشقق للطلبة غير المصريين، وبالأخص الآسيويين الذين يحرصون على الدراسة في جامعة الأزهر.
بنظرة بسيطة إلى الغرفة التي يسكُن بها «مجدي»، يظهر موضع نوم الشاب المُصاب، والذي يتكوّن من بطانية خفيفة، بينما يعلق ملابسه على شماعة مثبتة إلى الحائط، فيما يمتلك الشباب سبورة في الصالة المتواضعة يتمرنون فيها على كتابة اللغة العربية، ويدونون عليها أسماء الكتب والمقررات التي يدرسونها.
بحذر شديد، تحدّث «صبري» إلينا، شابٌ عشريني، وزميل سكن محمد مجدي، والذي يعرف القليل من العربية، إذ يُباشر دروس اللغة العربية، فيما يقوم بالدراسة في كلية الدعوة الإسلامية، ويسكُن برفقة 4 طلاب آخرين يدرسون بين التمهيدي والصف الأول، إذ قال: «كان رايح يشتري كتاب».
وبلغة عربية متواضعة، يكمل «صبري» حديثه: «ليلة الاثنين، سمع الشباب صوت الانفجار، فهرعوا إلى الشارع، لنجد صديقنا (محمد مجدي) مصابًا في ذراعه وركبته، بعد أن كان في طريقه لشراء كتاب دراسي من مكتبة (النبراس)، الواقعة في زقاق الكحكيين».
أمسك «صبري» هاتف أحد زملاء «مجدي» ليُرينا صورة صديقهم المُصاب، تبدو ملامح «مجدي» خلال الصورة، هادئًا وبشوشًا، إذ يؤكد أصدقاؤه أنه يحب التصوير، وفقًا لزميله «خالد»، والذي أضاف أنهم يسكنون في المنزل، منذ نحو عام في إبريل الماضي.
تُبادر إحدى الجارات برواية شهادتها عن الشباب التايلانديين الذين يسكنون فوقها مباشرة، لتصفهم قائلة: «هم أشخاص هاديين، مبنسمعش ليهم حِس»، إذ شهد الجميع لهم بحسن السيرة والهدوء.
تحاول الجارة نصيحة الشباب بسرعة التوجّه إلى المستشفى للحاق بموعد الزيارة من الرابعة إلى الخامسة مساءً، فيما يقول أحد زملائه إنهم ذهبوا إلى مستشفى الحُسين الجامعي، لإلقاء نظرة بسيطة واطمأنوا عليه، فيما ينتظرون موعد الزيارة ليعودوا إليه مرة أخرى.