x

قوات الأسد تقصف «حمص» بالمدفعية قبل وصول البعثة العربية

الأحد 25-12-2011 17:56 | كتب: عنتر فرحات |
تصوير : أ.ف.ب

شنت قوات الأمن والجيش السورى حملة هى الأعنف على مدينة حمص، واقتحمت أحياء البياضة والخالدية والقصور فى المدينة وسط قصف عنيف، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى غالبيتهم من المدينة قبل أن تتحرك بعثة المراقبين العرب إلى المدينة إذ من المقرر أن تزور دمشق أولا فى بداية عملها بعد وصول 50 من أعضائها اليوم وسط شكوك المعارضة حول جدوى أنشطتها.

وأفاد ناشطون بتعرض «حمص» إلى قصف مدفعى كثيف ضمن عملية عسكرية كبرى استهدفت المدينة، وقال نشطاء إن الآلاف من القوات السورية اقتحمت «حمصً وطوقتها من جميع الجهات وسمع دوى إطلاق نار، وقامت القوات الأمنية بحفر خنادق حول بعض أحياء حمص فى حين تمركزت الدبابات على مداخلها وأطلقت قذائف مباشرة على المنازل وسط أزمة إنسانية خانقة مع شح الوقود وزيوت التدفئة وأطعمة الأطفال.

وأهاب الناشطون بدعم المجتمع الدولى، وطالبوا بفرض منطقة حظر الطيران والمزيد من الضغوط على نظام الرئيس بشار الأسد، داعين بعثة المراقبة العربية إلى التوجه إليها لتوثيق جرائم النظام.

وقالت لجان التنسيق فى سوريا: «إن قوات الأمن السورى قصفت 3 أحياء فى حمص، وحلقت الطائرات الحربية فوق المنطقة، وأضافت أن أكثر من 50 قتيلا وعشرات الجرحى سقطوا خلال اليومين الماضيين من بينهم 30 فى حمص وحدها بينهم 4 أطفال». وذكر المرصد السورى لحقوق الإنسان أن قوات عسكرية كبيرة ترافقها دبابات وناقلات جند مدرعة «اقتحمت» بلدة بصر الحرير فى درعا بحثا عن عشرات الجنود المنشقين، محذرا من أن يلقوا مصير عشرات الجنود المنشقين الذين قتلوا الاثنين الماضى فى جبل الزاوية بعد محاصرتهم.

ووصل رئيس بعثة المراقبين العرب، محمد أحمد الدابى، إلى دمشق، وقال إن التفجيرات الأخيرة لن تحول دون أداء البعثة مهامَها، بينما يصل غدا نحو 50 مراقبا إلى سوريا سينتشرون فى مختلف مدنها لرصد ما يجرى على الأرض، تنفيذا لبروتوكول المراقبين العرب. ومن المقرر أن يبدأ فريق المراقبين عمله من دمشق ثم حمص وينتقل تباعا إلى باقى المحافظات. وسيكون للسلطات السورية الحق فى الاطلاع على التقارير التى يعدها المراقبون ويرسلونها للقاهرة دون إجراء تعديلات.

ويقول معارضون للأسد إن البعثة لن تنفع إلا كغطاء لكسب النظام مزيدا من الوقت، بينما تواصل قوات الأمن تقدمها لسحق الانتفاضة، وقالت المعارضة السورية إنها زودت البعثة بأسماء 85 محاميا فى سوريا للتواصل والتنسيق معهم.

وفى غضون ذلك، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أنها بذلت جهودا كبيرة ومتواصلة للمساعدة فى حل الأزمة السورية والتوصل لحل سياسى يحقن الدماء، معربة عن إدانتها للتفجيرين الأخيرين اللذين وقعا فى دمشق.

وقالت حماس فى بيان إنها «بادرت ولا تزال بجهود كبيرة من أجل المساعدة فى خروج سوريا من هذه الأزمة الصعبة، من خلال حل سياسى يحقن الدم السورى».

وأكدت أن الحل يكمن فى «تحقيق تطلعات الشعب السورى فى الإصلاح والديمقراطية، ويحفظ لسوريا أمنها واستقرارها، ويُعزز جبهتها الداخلية، ويجعلها أقدرَ على مواجهة التحديات والمخاطر الخارجية». ويوجد مقر المكتب الرئيسى لحركة حماس فى الخارج بدمشق، وتواترت أنباء عن رحيل بعض قيادات الصف الثانى للحركة خارج سوريا وهو ما نفته حماس لاحقا.

وعلى صعيد متصل، ذكرت مصادر إيرانية أن السلطات السورية أفرجت عن جميع السجناء الإيرانيين لتفسح مجال السجون لاستيعاب عشرات آلاف المعتقلين السياسيين، وتؤكد المعارضة السورية أن عدد المعتقلين منذ بداية الثورة طال 100 ألف شخص، ولا يزال يقبع عشرات الآلاف منهم فى السجون فى ظروف قاسية، بينما تظاهر السوريون الأحد فى أحد «إيران شريكة فى الجريمة» مع الأسد وقواته ضد المدنيين السوريين. وفى الوقت نفسه، لا يزال الجدل محتدما بين الجهة التى تقف وراء تفجيرى دمشق الإرهابيين اللذين وقعا الجمعة الماضى فى مقر الاستخبارات العامة وأحد المراكز الأمنية، وتساءلت صحيفة «ديلى تلجراف» حول هوية الجهة التى تقف وراء التفجيرين ونقلت عن عدد من سكان دمشق قولهم إن مبنى المخابرات الذى انفجرت أمامه السيارتان الملغومتان محاط بنقاط تفتيش وأكياس رمل أقيمت مع بدء الانتفاضة، وقال متحدث باسم جيش سوريا الحر إنه مكث خلال العامين الماضيين داخل مبنى المخابرات، وإنه ليس بإمكان المرء الدخول إليه «فهناك حراس ونقاط تفتيش كل 50 مترا قبل الاقتراب من الأسوار الخارجية للمبنى، ولا أحد يحلم بمهاجمتهً.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية