تواترت التقارير داخل وخارج اليمن التى تؤكد تدهور صحة الرئيس على عبدالله صالح وتحدثت عن نزيف فى الجمجمة وحاجته لإجراء العديد من العمليات التجميلية بعد أن غطت الحروق أكثر من ثلث جسده تقريبا. ورغم تأكيد الحزب الحاكم أن صحة صالح «100/100» كشف مصدر سعودى أن أركان نظام صالح الذين أصيبوا معه فى القصف الذى استهدف القصر الرئاسى تنوعت إصابتهم بين بتر الأطراف وفقدان البصر. وفيما امتدت الاشتباكات بين المسلحين القبليين والقوات الموالية للحكومة إلى مدينة لجح جنوباً، تصاعدت التكهنات بشأن مصير البلاد فى ظل اعتصام نظمته قوى سياسية معارضة أمام منزل عبدربه منصور هادى القائم بأعمال الرئيس لرفض محاولات لفرض نجل الرئيس أحمد على صالح فى مجلس انتقالى لإدارة البلاد.
قال مسؤولان أحدهما يمنى والأخر أمريكى إن اصابات على صالح نتيجة لهجوم صاروخى على قصره فى مطلع الأسبوع أكثر خطورة مما أعلن فى السابق. ونقلت وكالة «أسوشيتد برس»، عن المسؤول الأمريكى تأكيده أن صالح أصيب بنزيف فى الجمجمة، وذلك بعد أن نقلت شبكة «سى إن إن» الإخبارية الأمريكية عن مصدر أمريكى على صلة بعلاج صالح أن إحدى رئتيه أصيبت بانهيار، وأن الحروق أصابت 40% من جسده.
ورغم هذه التقارير نفى مصدر رفيع فى الحزب الحاكم فى اليمن ما ذكرته الشبكة الأمريكية من أن 40% من جسد الرئيس تعرض لحروق وتوقفت إحدى رئتيه عن العمل جراء إصابات لحقت به فى هجوم الجمعة الماضى. وأقر سلطان البركانى الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعب الحاكم بأن الرئيس تعرض لحروق طفيفة فى صدره ووجهه، غير أنه أكد أن الرئيس مشى على قدميه إلى المستشفى كما أنه نزل من الطائرة فى الرياض أيضا على قدميه. وقال البركانى إنه جرى استخراج الشظية من صدره، وأن صحته 100٪ وسيعود قريبا.
وفى الوقت نفسه، نقل موقع «مأرب برس» اليمنى الإخبارى عن مصدر خاص فى الرياض قوله إن صالح يمر بأزمة نفسية حادة جدا، خصوصا أنه يصارع من أجل البقاء على قيد الحياة، ومن أجل البقاء فى السلطة فى آن واحد، فى ظل الضغوط السياسية الكبيرة التى تمارس عليه حاليا. وأكد المصدر أن صالح بحاجة إلى العديد من عمليات التجميل، نظرا لأن أكثر من 40% من جسمه تعرض لحروق. كما أن صالح يعانى من مضاعفات خطيرة، من بينها الفشل الكلوى، وهناك ضربة خطيرة تعرض لها فى منطقة المخيخ، بالإضافة إلى مشاكل خطيرة فى عينيه.
أما كبار مسؤولى نظام صالح الذين يتلقون العلاج فى الرياض، إلى جواره، فلا يقل وضعهم الصحى سوءا فبعضهم، بحسب ما يؤكده المصدر، الذى أكد أنهم يعانون من مشاكل صحية كبيرة، بترت أطرافه، فيما فقد رئيس مجلس الشورى عبدالعزيز عبدالغنى، ورئيس مجلس الوزراء على محمد مجور، بصرهما نهائيا، غير أن «مأرب برس» لفت إلى أنه يسعى للتأكد من هذه المعلومة من مصادر أخرى.
والوضع الصحى لصالح ولكبار رجال دولته، فضلا عن مقتل عدد من معاونيه، يدفع بالعديد من السيناريوهات فى الحكم، خاصة أن كثيرا من المراقبين يؤكدون أنه رغم أن زمن صالح قد انتهى بالفعل، إلا أن زمن نجله أحمد لا يزال قائما حيث إن الأخير لايزال يطبق على القصر الرئاسى ويمنع نائب الرئيس الهادى من دخوله ما يثير مخاوف من أن تدخل الثورة اليمنية مرحلة جديدة، من مطالب المعتصمين برحيل العميد أحمد على.
وذكرت مصادر يمنية أن القائم بأعمال رئيس الجمهورية، عبدربه منصور هادى، تعرض للمنع من مزاولة عمله فى دار الرئاسة، من قبل نجل صالح، الذى يرفض أى توجيهات لنائب الرئيس، وعلى رأسها التوجيه بعقد هدنة مع أنصار الشيخ صادق الأحمر فى منطقة الحصبة، وسحب التعزيزات العسكرية من المنطقة، حيث وجه أحمد على. وأشارت المصادر إلى أنه أمر بحشد قوات ودبابات إلى محيط بيت الأحمر، الأمر الذى ينذر بدخول البلاد فى دوامة جديدة من العنف. ووفقا لذات المصادر فإن هناك تمردا يقوده نجل صالح، ما ينذر بعدم انتهاء الأزمة حتى إن مات صالح، حيث أكدت المصادر أن العميد أحمد على، ينتهج سياسات تصعيدية.
ويترافق ذلك مع ضغوط دولية وعربية للخروج من الأزمة، وتدور عبر طرحين الأول، العودة للمبادرة الخليجية، والثانى تشكيل مجلس مدنى عسكرى، يضم كلا من اللواء على محسن صالح، والعميد أحمد على عبدالله صالح، وأحزاب اللقاء المشترك، وممثلين عن الشباب، لإدارة المرحلة الانتقالية. ولكن القوى الثورية أعلنت رفضها الخيار الثانى وتوجهت لمنزل منصور هادى ونصبوا الخيام فى اعتصام لمدة 24 ساعة لحين تنفيذ مطلبهم بتشكيل مجلس انتقالى لقيادة البلاد يعلن انتهاء حكم صالح مشددين على ضرورة ألا يضم المجلس نجل على صالح.