x

المحافظات تودع شهداء الواجب بهتافات ضد الإرهاب وتطالب بالقصاص لهم

جنازة الشهيد محمد الشحات غازي شهيد شمال سيناء في مسقط رأسه بكفر الشيخ - صورة أرشيفية جنازة الشهيد محمد الشحات غازي شهيد شمال سيناء في مسقط رأسه بكفر الشيخ - صورة أرشيفية تصوير : آخرون

شيّع الآلاف في عدد من المحافظات، الأحد، جنازة 16 ضابطًا ومجندًا إلى مثواهم الأخيرة، استشهدوا خلال تصديهم لهجوم إرهابي على أحد الارتكازات الأمنية بشمال سيناء، وسط هتافات منددة بالإرهاب وطالبة بالقصاص لأرواحهم الذي بذلت الكثير للدفاع عن تراب الوطن.

وشارك أهالي مراكز أبوحماد وفاقوس وكفر صقر في تشييع جثامين 3 مجندين من الشهداء في جنازات عسكرية وشعبية مهيبة، وقدم الدكتور ممدوح غراب، محافظ الشرقية، برفقته اللواء جرير مصطفى، مدير الأمن، واللواء دكتور حسين الجندي، السكرتير العام، والعقيد رضا الحسيني، المستشار العسكري، وعدد من القيادات الأمنية، واجب العزاء والمواساة للأسر وأهالي القرى.

وخرج جثمان العريف عبدالرحمن سليمان، 22 عامًا، من المسجد الكبير بقرية منزل نعيم، ملفوفًا بعلم مصر، وردد المشيعون، هتافات «لا إله إلا الله.. الإرهاب عدو الله» و«يا شهيد نام وارتاح وإحنا نكمل الكفاح»، وقال والده، إن ابنه كان يعينه على أعباء الحياة؛ كونه أكبر أشقائه الثلاثة، باكيًا: «حسبي الله ونعم الوكيل في اللى حرموني من نور عيني.. الجيران طلبوا منه التأجيل علشان يساعدني في المصاريف والإنفاق على أشقائه، لكنه أصر على تأدية الخدمة العسكرية وكان معايا يوم الأربعاء اللى فات وكلمني يوم الجمعة يطمن عليّا.. في الجنة ونعيمها يا عبدالرحمن».

كما شيّع أهالي قرية السلطان خضر بمركز كفر صقر، جثمان محمد عبدالعزيز محمد على، وقال عمّه، إن والد الشهيد يعمل موظفًا ولديه 3 أبناء، حيث كان «محمد» أكبرهم، وكان محبوبًا بين أصدقائه وأهالي القرية، ويتمتع بالطيبة وحُسن الخُلق «حسبنا الله ونعم الوكيل في اللى حرمونا من ابننا الغالي».

وفي القليوبية، شارك أهالي مدينة الخصوص في تشييع جثمان المجند علاء عزت عبدالله في جنازة عسكرية مهيبة تقدمها اللواء رضا طبلية، مدير الأمن، وعدد من الأجهزة الشعبية والتنفيذية والقيادات الأمنية، حيث أكد العديد منهم أنه كان يتمتع بدماثة الخلق، معربين عن تضحيته الغالية بروحه في سبيل وطنه، وأضاف والده: «أحتسب ابني عند الله شهيدًا؛ فهو ليس غاليًا على مصر».

وودع أهالي قرية الدير بمركز طوخ، المجند أحمد عبدالهادي فؤاد عبدالفتاح، إلى مثواه الأخير، وأطلقت السيدات الزغاريد وسط دموع ذويه وأقاربه، وطلبت زوجته، عدم الصراخ على الإطلاق، مؤكدة أنه كان يتبقى له 20 يومًا فقط على إنهاء خدمته العسكرية، لكن القدر لم يمهله ومات بطلًا- «ضحي بنفسه عشان بلده».

ووجّه الدكتور علاء مرزوق، محافظ القليوبية، بتوفير كافة سُبل الراعية لأسر الشهيدين، معلنًا أنه قرر إطلاق اسمهما على مدرستين بالخصوص والدير بطوخ، مؤكدًا أن دماء الشهداء من أبناء الوطن لن تضيع هدرًا، وأن هذه الحوادث الإرهابية لن تزيد الجميع إلّا إصرارًا وعزيمة على ملاحقة الإرهاب واستئصاله من جذوره واستكمال مسيرة البناء والتنمية والتطلع لمستقبل مشرق.

وأشاد بدور رجال القوات المسلحة والشرطة المدنية في مواجهة الإرهاب، واستئصال جذوره من جميع أنحاء البلاد، بناء على تعليمات وتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي بتطهير جميع البقع من البؤر السرطانية الإرهابية التي تستهدف استقرار أمن المواطن والوطن، مؤكدًا دعمه الكامل للعمليات العسكرية الشاملة التي تقوم بها القوات المسلحة والشرطة المدنية في سيناء، وعدد من محافظات الجمهورية لمكافحة الإرهاب الأسود، ولتحقيق أمن واستقرار البلاد.

واستقبل أهالي قرية مطاي البلد في المنيا، جثمان المجند عرفات عبدالمنعم محمود عبدالحميد، بهتافات «لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله» و«لا لا للإرهاب»، وأدّى العميد أكرم على، المستشار العسكري بالمحافظة، صلاه الجنازة على الشهيد بالمسجد الكبير بالقرية، وتم دفن جثمانه بمقابر الاسره بالمقابر المقامة بجوار القرية.

وسادت حالة من الحزن قرية الزينة التابعة لمركز دمنهور بالبحيرة، انتظارًا لوصول جثمان محمد إبراهيم جمعة سعفان، حيث توافد الأهالي القرية والقرى المجاورة إلى منزل أسرة الشهيد منذ الصباح، للمشاركة في صلاة الجنازة وتوديعه إلى مثواه الأخير بمقابر العائلة، وكانت والدته في حالة انهيار تام، تدعي وهي تبكي «احمي زمايله يا رب.. يا رب يحمي زمايلك يا ولدي على قد ما حكيتلي عنهم».

وقالت: «الله يرحمه كان هيخلص 25 مايو الجاى، آخر مرّة اتصل بيا الضهر قبل الحادث بيوم، وكان كويس.. ماكنش عايز ينقل من سيناء لوحدته في القاهرة، وكان بيقولى دايمًا أنا عايز أموت شهيد، قولت له يا ابنى احنا عملنا لك الشقة، قال الشقة دى عشان أخويا، لأنى عايز استشهد زى زمايلى في سينا، وفى آخر إجازة كان بيدعى لزمايله ربنا يسترها عليهم، ورجعلهم مات معاهم»، بينما طالب والده، بالقصاص العادل.

ومن جانبه نعى المحافظ اللواء هشام آمنة، شهيد القوات المسلحة، المجند محمد إبراهيم جمعه، ابن مركز دمنهور، والذى إستشهد متأثرا بإصابته أثناء قيامه بأداء واجبه الوطنى في العملية الشاملة سيناء وجميع ضحايا الحادث الإرهابى.

وفي سوهاج، شارك الآلاف من أهالى مركز جهينة، في تشييع جثمان المجند طه إبراهيم خضيرى عبداللاه، وأحمد عدلى أحمد حسان، الذي أستشهد في الهجوم الإرهابى الذي وقع صباح أمس على كمين أمنى بالعريش، في حين تأهب أهالى قرية «إدفا» بمركز سوهاج للمشاركة في تشييع جثمان الشهيد أحمد عدلى حسان أبن القرية الذي أستشهد في نفس الحادث وتأخر وصول جثمانه.

وقد وصل جثمان الشهيد الأول إلى مطار سوهاج الدولى على متن طائرة عسكرية، وأقيمت له مراسم جنازة عسكرية بالمطار، بحضور اللواء يسرى خضر، سكرتير عام المحافظة، نائبا عن المحافظ، الدكتور أحمد الأنصارى، والمستشار العسكرى للمحافظة، وأهالى الشهيدين، وبعدها تم حمل جثمان الشهيد ملفوفا في علم مصر، ونقله بسيارة إسعاف لدفنه بمسقط رأسه بقرية «نزة الدقيشية» بمركز جهينة، واستقبل الأهالى جثمان الشهيد بحالة من الحزن والبكاء الشديدين، وأقيمت صلاة الجنازة على الجثمان، وتم حمله لدفنه في مقابر عائلته في جنازة شعبية شارك فيها آلاف الأشخاص، وعدد من المسئولين التنفيذيين، ورجال الأمن وأفراد من الشرطة العسكرية، وردد المشاركون في الجنازة هتافات تطالب بالقصاص والثأر من جماعات الإرهاب ومن يدعهما.

ومن جانبه، نعى المحافظ الدكتور أحمد الأنصارى، الشهيدين مقدما خالص التعازى لأسرتيهما ولجميع أسر شهداء الوطن في الحادث.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية