بعد مضي قرابة خمس شهور على تولي اللواء جمال نور الدين منصبه محافظا لأسيوط ترموتر الأمن في مصر ولعاصمة الصعيد شعر المواطنون بأن حجرا ألقي في المياه الراكدة ويفتح قلبه لأول مرة ويكشف المستور حول مافيا غسيل الأموال والتجارة غير المشروعة والضغوط التي يتعرض لها صانع القرار ومواجهته فساد الإدارات الهندسية مؤكدا أنه لا أحد يستطيع أن يضغط على الدولة.
أخبار متعلقة
* كيف تفسر مشكلة ظاهرة مخالفات البناء والتعدي على الأراضي الزراعية في أسيوط؟
- بالنسبة للبناء المخالف كان فيه تكليف من الرئيس عبدالفتاح السيسي بالحزم مع المخالفين والضرب بيد من حديد وقد أعلنت صراحة أنه لا بناء مخالف أو تطوير بناء مخالف منذ يوم وصولي إلى أسيوط أول سبتمبر 2018. مشكلة محافظة أسيوط أنها بقعة محصورة بين سلسلة جبال لذلك تم التعدي في السنوات الأخيرة على الأراضي الزراعية وعلى قيود الارتفاع وقيود التنظيم وبدأت اسعار الوحدات السكنية والأراضي تتضاعف والمواطن تحمل ذلك رغما عنه وبدأت تتكون مافيا من أصحاب المصالح والمنتفعين والمواطن استجاب للأسف رغم فقر الامكانيات ورغم توفير الدولة للبديل. من يخالف حاليا يعلم تماما أنه سيتلقى من الدولة أشد الإجراءات العقابية وفقا للقانون ومن يخالف في إنشاء عمود خراساني كمن يخالف في برج سكني.
* هل هناك حلول تقدمها الدولة كبديل للتعدي على الأراضي الزراعية؟
- الدولة من 18 سنة قامت ببناء مدينة أسيوط الجديدة وأنفقت فيها أموالا ضخمة وهي مدينة تحظى بكم كبير من الخدمات وأصبحت تشابه أحياء كبرى في القاهرة ولكن هناك عزوف من جانب المواطن في أسيوط ربما بسبب المسافة واعتياد المواطن الأسيوطي على الإقامة بجوار عائلته. سيكون لأسيوط الجديدة طريق رئيسي من 3 حارات إضافية إلى أربعة أنفاق على الطريق للقرى الموجودة على مسار الطريق لنقل المركبات الخفيفة ونتوقع أن يساهم ذلك في الإقبال على المدينة، وهدفنا الحالي خلخلة حوالي 10% من القوة السكانية على مدار السنوات القادمة.
* كيف تفسر ظاهرة ضخ مليارات في شكل اقتصادي واحد وهو الاستثمار العقاري في أسيوط؟
- هذا هو عصب المشكلة فمنذ وصلت إلى أسيوط ذهلت ليس من عدد العمارات والأبراج بل من كم المباني والأحياء الكاملة المقامة في عشوائيات مثل حوض أبوكلام ومنطقة الأربعين وخلف منطقة سيد والبيسري والمعلمين عقارات وأبراج تناطح السحاب غير آهلة بالسكان وغير ممدودة بالمرافق وتم بناؤها بطريقة عشوائية بحتة في التنظيم لأن الردود والفراغات والمساحات البنائية والارتفاعات كانت خارج حسابات من قام بالبناء.
تكلفة البرج السكني أكثر من 15 مليون جنيه ومغلق منذ خمس أو ست سنوات أو مشغول منه وحدات بسيطة متناثرة وهذا في الاستثمار يعتبر مالا مهدرا – فليس من المعقول أن دورة رأس المال تتعدى خمس أو ست سنوات فهناك خطأ ما، أنا كرجل أمن أرجع ذلك إلى أن وراء ذلك نسبة كبيرة من هذا الاستثمار تجارة غير مشروعة وربما قد يكون غسيل أموال.
* هل بدأت تصطدم بهذه المجموعة في قراراتك الأخيرة بالنسبة للإزالات؟
- بالتأكيد هناك مجموعة من المنتفعين تشكل مافيا تحاول الضغط للتراجع، وكنت أتوقع ذلك ولا أخشى المواجهة طالما أن القرار في صالح الدولة واسترجاع هيبة الدولة والمواطن وأنا لا أتراجع ولا أخشى شيئا طالما هذه هي مصلحة الدولة.
* هل هناك قوى ضاغطة على اللواء جمال نور الدين وهل هناك إملاءات سياسية؟
- لا أحد يستطيع أن يضغط على الدولة وأنا امثل الدولة ولا أهتم بالشخص أو وظيفته أنا أطبق قرارات الدولة واهتم بالمخالفة والدولة يجب أن تأخد حقوقها وتسترد هيبتها.
* هل هناك ضغوط على صانع القرار في اسيوط وكيف يتم التعامل معها؟
- بالتأكيد فيه ضغوط بدليل أنه لم تتم مواجهة البناء العشوائي والمخالف بصورة شاملة من قبل وأنا رأيت الضغوط وتجاهلتها ولا أتعامل معها – ومن يستجب لها لا يستحق أن يمثل المحافظة، أنا لا أؤمن بمثل «اضرب المربوط يخاف السايب»- انا بحب أضرب السايب.
* هل هناك فساد في الإدارات الهندسية؟
- هذا شيء طبيعي ولدينا فساد ولكنه بالنسب الطبيعية- أنا لا اؤمن إلا بالبتر – بدأنا نتعقب الفاسدين وقمنا بخلخلة وحركة تنقلات حتى نفكك منظومة الفساد وبدأنا نحيل البعض ونأخذ إجراءات قانونية.
* هل يأخذ اللواء جمال نور الدين قرارا ويتراجع في تنفيذه بسبب الإملاءات؟
- إطلاقا لسبب أني أفكر في القرار بكل أبعاده الأبيض والأسود بكل ظروفه أفكر في القرار بكل أبعاده الأمنية والاجتماعية ولا أستجيب لضغوط ضد مصلحة الدولة
لا يوجد إملاءات ولا أراعي سوى ضميري ومصلحة المواطنين وهذه هي توجيهات رئيس الدولة التي تدعم المحافظين في الضرب بيد من حديد على المخالفين.
* المناطق الصناعية من سنين طويلة متوقفة ما هي معوقات الاستثمار وهل هناك صناعات حقيقية؟
- بداية لدينا 7 مناطق صناعية نسبة التصنيع ليست النسبة المطلوبة وذلك لتراجع بعض المستثمرين عن استكمال أو تطوير مشروعاتهم لتعثر مالي أو تعثر في البناء أو خلافة – ونعقد كل 15 يوما اجتماع للمستثمرين في المناطق الصناعية ونختار مدينة مدينة حتى نناقش مشاكلها، قد يكون بعض المشاكل ناتجة عن عدم ترفيق بعض المناطق أو المناطق المستحدثة فيها بمشروعات تخدم البيئة لدينا.
* هل المناطق الصناعية تحت سيطرة المحافظة وهل هناك تسقيع للأراضي؟
- المناطق الصناعية تحت سيطرة المحافظة وابتدينا نحصر كل المشروعات العاملة والمتوقفة ومع ذلك نحن عناصر بشرية وحصل في الفترات السابقة تسقيع أراض وبدأنا نأخذ حق الدولة ولدينا حصر كامل وللعلم أراضي الدولة بغرض الاستثمار الصناعي لا يمكن استغلالها في نشاط آخر ومن درب المستحيلات أن تتم الموافقة على إقامة نشاط ترفيهي بهذا الشكل على أراض مخصصة للاستثمار الصناعي لأن نشاط المناطق الصناعية صناعي بحت – ولا يمكن الموافقة على نشاط ترفيهي – حتى لو اشترى الارض وسقعها لن يسمح بذلك لأنه ببساطة لن يستطيع الحصول على ترخيص بذلك، وندرس حاليا الموقف القانوني لقاعات أفراح بمدينة أسيوط على ترعة الإبراهيمية.
حاليا استردت المحافظة الولاية على الأرض بالمناطق الصناعية ونتوقع أن تسير الأمور بشكل أفضل وبدأنا التخصيص لعدد من المشروعات وفقا للإجراءات القانونية المعروفة ونستعين حاليا بجامعة أسيوط كمطور صناعي لمحافظة أسيوط.
* أين ذهبت خطة المحافظ السابق الخاصة بفتح قيد الارتفاعات؟
- قيد الارتفاع يحدده رقم كان تم فتحه لأصحاب العقارات وعدد يسير دفع القيمة المطلوبة ولكنه لم يكتمل ووصلت لحوالي 5 إلى7% من المبلغ المطلوب تسديده لفتح قيد الارتفاعات ووأد المشروع في مهده.
* سوق العصارة مشكلة استمرات عشرات السنوات كيف تم نقله؟ هل واجهت ضغوطا؟
- الحقيقة أن السوق كانت لها تأثير سيئ صحيا وبيئيا السوق ملوثة للبيئة المحيطة وقد جمعت الجهات المعنية كلها وكانت المشكلة في تنفيذ نقل السوق وتم نقلها إلى آخر حكومية وهي سوق عرب العوامر.. مفيش حاجة هنا خاصة بالمحافظة أو الدولة إلا وراها منتفعين ومصالح ولا بد من وجود مجموعة من مافيا المنتفعين.
* ما علاقة اللواء جمال نور الدين بالنواب وهل هناك خلافات؟
- علاقتي بالنواب أكثر من ممتازة ولا أختلف معهم إلا إذا كان هناك تعارض مع سلطة الدولة والحقيقة أن النواب في أسيوط أذكى من أن يختلفوا معي في ذلك.
كان مقرر عقد اجتماع عام كل أسبوعين لمناقشة الموضوعات والمشكلات، ولكن كان يتم بشكل عام وحتى لا تختلط الأمور قررنا أن تأخذ الاجتماعات شكلا أكثر تخصصا، وتم تقسيم الخدمات إلى قطاعات لعرض مشاكلها.
* بالنسبة للأحزاب هل هناك حزب يمثل الرئيس؟
- هدف الحزب أساسا إعلاء الدولة وخدمة المواطن وهو هدف مشترك لكل الأحزاب وهو شيء أساسي وهو ما يسعى إليه الرئيس والدولة.
* كيف ترون قيام بعض الأحزاب بإنشاء معارض وهمية وتوزيع بطاطين ونحن في مرحلة بناء الدولة؟
- بشكل عام قد يكون جزء البطاطين مقصود به خدمة المواطن في بعض الأماكن التي حدثت به كوارث أو سيول مثلا ولكن هذا منظور حزبي ضيق والمواطن يستطيع التمييز جيدا بين من يعمل ومن لا يعمل.
* هل هناك أموال تخص الجماعة الإرهابية في أسيوط خارج الرقابة؟
- أنا مؤمن بـأن المؤسسة العسكرية والأمنية قوية جدا ولو هناك أموال ستكون تحت الرصد لكن برؤيتي الأمنية السابقة لا أعتقد أن هذا الكلام مضبوط.
* الرئيس يتبني خطة لتطوير القرى الأكثر فقرًا فماذا يقدم محافظ أسيوط؟
- حاليا نقوم بحصر الاحتياجات العاجلة للقرى بالتعاون مع وزارة التخطيط حتى يتم تطويرها من خلال مبادرة حياه كريمة التي يرعاها الرئيس عبدالفتاح السيسي والدولة تستهدف حاليا هذه القرى والتطوير لن يشمل فقط المرافق والطرق بل يمتد لتدريب الشباب وتشغيلهم .
