دعا مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، التابع لدار الإفتاء المصرية، الأسرة المصرية والقائمين بالعملية التعليمية داخل المدارس والجامعات، لليقظة المستمرة في محاولة لمنع أو تجفيف منابع مداخل التطرف التي تبثها الجماعات المتطرفة، وعلى رأسها جماعة الإخوان.
وأوضح المرصد أن «الجماعات المتطرفة تسعى دائما إلى استغلال التجمعات الدراسية من أجل بث سمومها الخبيثة في عقول الطلبة والتلاميذ، مستغلين بذلك خطابات هوجاء عاطفية تستميل تلك العقول».
وأكد أن مداخل التطرف تظهر عبر مراحل مختلفة، تبدأ بالدعوة للتشدد في العبادات ومناسكها، ثم تكوين مجموعات تبرز أن لها بعدا أخلاقيا رافضا لبعض القيم داخل المؤسسة التعليمية، ثم تنتقل بعد ذلك إلى استخدام لغة ولهجة شديدة تجاه المدرسة، يتبعها خطاب عنيف تجاه المجتمع ومؤسساته المختلفة.
وأشار أيضا إلى اتباع الجماعات المتطرفة نموذجا من الاختبارات المختلفة والأنشطة المتعددة لجذب بعض الطلبة، منها بعض الأنشطة الاجتماعية والرياضية التي تسمح لهؤلاء بالتواجد أكبر وقت ممكن، كما تستخدم أيضا بعض أدوات المساعدة المالية والنفسية في محاولة لإقناع الفرد بأن تلك المجموعة تستطيع أن تحقق له كافة احتياجاته في مرحلة سابقة لعزله عن مجتمعه وأسرته.
وتابع المرصد تأكيده أن تلك الجماعات تركز جهدها بشكل أساسي على الأعمار العمرية التي تبدأ من الطفولة والمراهقة، وهي المراحل التي تشهد بعض التقلبات النفسية والمزاجية المصاحبة للنمو الطبيعي لدى الفرد، ومن هنا يشدد المرصد على ضرورة اتباع استراتيجية شاملة لقطع الطريق أمام هذه الجماعات من محاولة استقطاب الشباب داخل المدارس أو الجامعات.
وأشاد المرصد بالجهود التي تقوم بها المؤسسات التعليمية المختلفة في تجفيف منابع الجماعات المتطرفة داخلها خلال السنوات الماضية، ولكنه أوضح أن المؤسسة التعليمية ليست الجهة الوحيدة المنوط بها هذا الدور، وإنما هو دور مجتمعي تتشابك أدواره، ويقع العبء الأساسي فيه على الأسرة في كشف ورصد أي مؤشرات للتطرف قد تظهر على الأبناء، وضرورة متابعة الأبناء ودوائر أصدقائهم خاصة تلك التي تتشكل خارج المؤسسات التعليمية وعلى رأسها الدروس الخصوصية.