توجه الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى ألمانيا، صباح الخميس، للمشاركة في مؤتمر ميونخ للأمن، الذي تجرى أعماله بداية من الغد، وتستمر على مدار 3 أيام لمناقشة الأزمات والصراعات والسياسات العسكرية والأمنية في العالم.
السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، قال إن الرئيس سيطرح، خلال كلمته بالمؤتمر، رؤية مصر لسبل التوصل إلى حلول سياسية لمختلف الأزمات التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط. كما يتطرق إلى علاقة القاهرة بدول القارة الإفريقية، إضافة إلى لقائه عددًا من رجال الأعمال وممثلي الشركات الألمانية.
لكن ماذا عن تاريخ المؤتمر وأهميته وأبرز الموضوعات والمتحدثين فيه بدورته الـ56؟
عُقد مؤتمر ميونخ للأمن للمرة الأولى في العام 1963، وسط أجواء رمادية تفيض بالصراعات وحروب الوكالة تشبه أجولء هذه الأيام، لا سيما في وقت الحرب الباردة بين الكتلتين الشرقية والغربية.
وساهم في تأسيسه الناشر الألماني إيفالد فون كلايست، وهو أحد مقاومي النازية وهتلر، مع الفيزيائي إدوارد تيلر.
وحسب موقع «دويتشه فيله»، اكتسب المؤتمر أسماءً عديدة قبول أن يصبح «مؤتمر ميونخ للأمن»، ففي البداية كان يطلق عليه اسم «اللقاء الدولي لعلوم الدفاع»، ثم «المؤتمر الدولي لعلوم الدفاع، مؤتمر العلوم العسكرية الدولي، مؤتمر الدبابات والصواريخ المضادة».
ورغم أن المؤتمر يعرف نفسه بأنه مؤسسة مستقلة غير ربحية، إلا أنه يتلقى إعانات حكومية.
ووفق تصريحات رئيس المؤتمر، الدبلوماسي الألماني السابق فولفجانج إشينجر، سيشارك في أعماله نحو 35 من رؤساء الدول والحكومات، فضلا عن 50 وزير خارجية و30 وزير دفاع.
وأشار إشينجر إلى أن النسخة الحالية من المؤتمر ستصبح الأكبر في تاريخه.
ويكتسب مؤتمر ميونخ أهميته من كونه يشكل فرصة لاجتماع هذا العدد الهائل من ممثلي الحكومات (منها حكومات تعادي بعضها)، بحيث يتيح إمكانية حدوث تواصل غير رسمي على هامش المؤتمر وتبادل الآراء والأفكار.
وربما يساهم في حدوث لقاءات مباشرة تحول فندق بايريشر هوف إلى بقعة ضيقة خلال وقت المؤتمر الذي يضم مثل هذا العدد الضخم للمشاركين.
ويحتوى الفندق الفاخر، الذي يفتح أبوابه مجانا للجمهور خلال الحدث، على 340 غرفة ( تشمل 65 جناحًا) و40 غرفة اجتماعات. ويستدعي المؤتمر عمل نحو 1000 موظف فيه أثناء الفعاليات.
وتأتي ملفات سياسات الاتحاد الأوروبي والتعاون عبر الأطلنطي والعواقب المحتملة لعصر متجدد من المنافسة في القوى العظمى، على رأس الموضوعات التي سيناقشها المؤتمر.
«عند النظر إلى الحالة الراهنة للشؤون الدولية، من الصعب الإفلات من الشعور بأن العالم لا يشهد فقط سلسلة من الأزمات الأصغر والأكبر، ولكن هناك مشكلة أكثر جوهرية. في الواقع، يبدو أننا نمر بمشكلة»، قالها رئيس المؤتمر مُوضحًا أن حقبة جديدة من المنافسة العالمية بدأت تتطور بين الولايات المتحدة والصين وروسيا مصحوبة بفراغ قيادي معين فيما أصبح يعرف باسم النظام الدولي الليبرالي.
وسيناقش خبراء من جميع أنحاء العالم مستقبل الحد من التسلح والتعاون في مجال السياسة الدفاعية. وسيتم بحث التقاطعات المشتركة بين التجارة والأمن الدولي، وكذلك تأثيرات تغير المناخ والابتكارات التكنولوجية على الأمن الدولي.
وتعود المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مرة أخرى لحضور المؤتمر بعد حضورها في العام 2017. ومن بين رؤساء الدول ورؤساء الحكومات الذين أعلنوا حضورهم الرئيس الأفغاني محمد أشرف غني والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي. ويانج جيتشي، عضو المكتب السياسي التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني، وكذلك الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس، ورئيس أوكرانيا، بترو بوروشينكو، ورئيس رواندا، بول كاجامي، رئيس وزراء بنجلاديش، الشيخة حسينة واجد، وأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
كما يتوقع مشاركة واشنطن بأكبر وفد أمريكي على الإطلا، يرأسه نائب الرئيس مايك بنس ووزير الدفاع بالإنابة باتريك شاناهان مشاركتهما. بجانب وفد من الكونجرس ومجلس الشيوخ.
وعلى هامش المؤتمر سيتم تنظيم أكثر من 100 حدث جانبي تتركز بعض موضوعاته على الأمن السيبراني، والقطب الشمالي، والطاقة، والصحة، والتهديدات العابرة للحدود، والتكنولوجيا والدفاع الأوروبي.