x

مؤتمر وارسو.. هل يضع العرب أيديهم في يد إسرائيل ضد إيران؟‎

الأربعاء 13-02-2019 04:37 | كتب: عمر علاء |
دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو وجاريد كوشنر - صورة أرشيفية - صورة أرشيفية دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو وجاريد كوشنر - صورة أرشيفية - صورة أرشيفية تصوير : آخرون

ردود أفعال متباينة حول الأهداف المستترة من دعوة الولايات المتحدة الأمريكية إلى مؤتمر وارسو لـ«الحد من الخطر الإيراني»، خاصة بعد تغيير الهدف المعلن إلى «بحث السلام في الشرق الأوسط»؛ بسبب التحفظات الأوروبية.

المؤتمر يعقد في العاصمة البولندية وارسو 13 و14 فبراير، بمشاركة أكثر من 40 دولة، من بينهم مصر وإسرائيل، فيما رفضت السلطة الفلسطينية المشاركة، داعية الدول العربية إلى خفض وفودها إلى مستوى أدنى من الوزاري.

يرى محللون أن الولايات المتحدة تهدف إلى تحقيق عدة مكاسب من المؤتمر، أولها الضغط على إيران وحصارها، وإشراك إسرائيل في أعمال المؤتمر لفرض الكيان الصهيوني كلاعب رئيس على الساحة في مواجهة النفوذ الإيراني.

بشير عبدالفتاح، الخبير في مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، يرى أنه من السابق لأوانه الحديث عن نتائج المؤتمر في ظل الالتباس المحيط به، معربا عن تخوفه من تمرير أجندة أمريكية لخدمة إسرائيل على حساب العرب.

يتفق «عبدالفتاح» مع الهدف المعلن للمؤتمر وهو تجحيم الدور الإيراني في المنطقة وزيادة الإجماع الدولي على حصار طهران، مشيرا في تصريحات لـ«المصري اليوم» إلى تباين وجهات النظر الدولية حول الملف الإيراني.

هشام البقلي، مدير وحدة الدراسات السياسية في مركز «سلمان زايد»، يرى أن «واشنطن تهدف من المؤتمر إلى إنشاء لجان لمراقبة النظام الإيراني في عدة مجالات منها حقوق الإنسان والأنظمة المالية والتسلح لتحجيم نفوذه خارجيا».

يقول لـ«المصري اليوم»: «تدخل إيران في شئون الدول العربية خاصة في سوريا واليمن سيكون حاضرا في نقاشات المؤتمر»، موضحًا أن «الوجود الإسرائيلي في المؤتمر سيعزز من إمكانية النقاش حول الدور الإيراني في سوريا».

توقع «البقلي» أن يطرح المؤتمر فكرة ما يعرف بـ«الناتو العربي» لمواجهة إيران، وهي مبادرة أمريكية طرحت عام 2011 وتجددت عام 2015 لتشكيل حلف أمني عربي لـ«التصدي للعدوان الإيراني والإرهاب وضمان استقرار المنطقة».

محمد جمعة، مدير وحدة الدراسات الفلسطينية في مركز الأهرام، يرى أن تباين المواقف العربية واختلاف أولوياتها يحول دون تشكيل تحالف استراتيجي الآن، لكنه لم يستبعد أن يسفر المؤتمر عن «تنسيق عربي - إسرائيلي ضد إيران».

مدير وحدة الدراسات الفلسطينية في مركز الأهرام استبعد في تصريحات لـ«المصري اليوم» ما يثار حول تشكيل تحالف استراتيجي بعيد المدى بين الدول العربية وإسرائيل، واصفا ذلك بأنه «ضد المنطق والواقع».

لا يمانع «جمعة» من مشاركة دول عربية في مؤتمر تحضره إسرائيل، ويرى أن ذلك «لا يعني تغيير المواقف العربية الرسمية، والغرض من المشاركة هو قطع الطريق على إسرائيل للترويج بأن العرب يرفضون السلام».

يقول: «المقاطعة العربية للمؤتمر تمنح إسرائيل ذريعة للترويج بأن العرب يرفضون الجلوس معها، وأنهم يرفضون السلام، ويعطيها الفرصة للشروع في إجراءات أحادية تزيد الموقف الفلسطيني تأزما».

هشام البقلي من مركز «سلمان زايد» يقول «العقبة الكبرى في طريق المؤتمر هو موقف الاتحاد الاوروبي، فبعض الدول الاوروبية تحاول إفساد الجهود لتحجيم النفوذ الإيراني بسبب مصالحها مع طهران».

بشير عبدالفتاح يرى أن «الشركات الأوروبية العاملة في إيران يمكن أن تستكمل معظم أنشطتها دون التعرض لعقوبات»، مشيرا إلى استثناء عدة دول من العقوبات مثل تركيا وعدد من دول شرق آسيا.

توقع «عبدالفتاح» أن «تتراجع إيران خطوة إلى الخلف في بعض دول الجوار، للتحايل على العقوبات الدولية في الفترة المقبلة»، معتبرا أن طهران لن تقبل بالتنازل فيما يتعلق بملف التسلح والصواريخ الباليستية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية