قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين إن نتائج تشريح جثمان الشهيد الأسير فارس بارود أظهرت تعرضه لإهمال طبي واضح من الاحتلال الإسرائيلي على مدار السنوات الماضية، وإن السبب الرئيسي للوفاة إصابته باحتشاء حاد في عضلة القلب نتيجة انغلاق كامل في الشريان التاجي الأيسر الأمامي (جلطة قلبية)، وأمراض أخرى مزمنة وخطيرة.
ونقلت الهيئة عن مدير عام الطب الشرعي د. ريان العلي، الذي شارك في عملية تشريح جثمان الشهيد في معهد «أبوكبير» اليوم الثلاثاء، أن الشهيد بارود عانى من مرض التهاب «الكبد الوبائي C»، وداء ارتفاع ضغط الدم الشرياني ومن قرحة في المعدة، حيث تعرض لنزيف حاد جدا في المعدة نتيجة القرحة أواخر العام الماضي.
ولفت العلي، إلى أن الحالة الصحية للشهيد بارود كانت سيئة للغاية خلال الأشهر الماضية، بسبب إصابته بتشمع في الكبد في مراحله الاخيرة نتيجة الاصابة بفيروس الكبد الوبائي، وأن الانتكاسة الصحية التي حصلت لدية قبيل استشهاده بتاريخ 5/2/2019، والتي ادخل على اثرها إلى مستشفى «سوروكا» الإسرائيلي، تم تشخيصها بتجرثم الدم نتيجة انفجار قرحة المعدة، بالإضافة إلى وجود الاستسقاء وتجمع السوائل داخل تجويف البطن نتيجة التشمع الكبدي، وايضا إصابته بفشل كلوي مزمن.
وأكد العلي ضرورة الوقوف عند جميع حيثيات استشهاد بارود، لإبراز مدى الاهمال الطبي الذي تعرض له خلال الأعوام الماضية، وعلى وجود تشخيص طبي خاطئ لحالته الصحية عند ادخاله للمستشفى قبيل استشهاده.
وكان محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين كريم عجوة، قال إن شرطة الاحتلال أبلغته برفض تسليم الجثمان بعد انتهاء التشريح، بالرغم من وجود قرار من المحكمة بتسليمه. وحملت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، سلطات الاحتلال وادارة مصلحة سجونها المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسير بارود الذي تعرض لقتل طبي ممنهج ومتواصل على مدار عدة سنوات. ولفتت الهيئة إلى أنه وباستشهاد بارود يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ العام 1967 إلى 218 شهيدا.
والشهيد بارود من قطاع غزة، اعتقل في آذار 1991 ومحكوم بالسجن المؤبد، وعانى من حرمان الزيارات منذ عام 2000، وتوفيت والدته دون أن تراه، واستشهد الأربعاء الماضي داخل سجون الاحتلال، بعد وقت قصير على نقله من معتقل «ريمون» إلى مستشفى «سوروكا» الإسرائيلي.