هجرة الأطباء بعد مرور سبع سنوات فى الدراسة الشاقة، بكلية الطب وتكلفتها الباهظة، يواجه كل خريج أمرين الأول تكاليف افتتاح عيادة طبية ومصاريف الزواج والغالبية العظمى لا يقدر والده التكفل بهما، والأمل الوحيد هو الهجرة، حيث تقدر جميع دول العالم سواء العربية أو الغربية قيمة الطبيب المصرى، علاوة على تعرض الأطباء للعدوى من الأمراض الفتاكة، فبعض الناس يخشى المرور بجوار مستشفى الحميات خوفا من العدوى، بينما الطبيب قد يضحى بحياته أمام أشد الأمراض الخطرة، أو يتعامل مع أمراض فيروسية جديدة مجهولة، وأيضا طبيب الأمراض النفسية الذى يتعامل مع مرضى شديدى الخطورة، ومع كل ذلك يحصل الطبيب على 19 جنيها بدل عدوى. وحينما أرادوا زيادتها إلى ألف جنيه، تقدمت الوزارة باستئناف الحكم ضد هذا القرار، ولأن معاناة الأطباء مزمنة، وتهمل كل الوزارات المتعاقبة مطالب نقابتهم العادلة، واصل الأطباء الهجرة إلى كافة دول العالم، التى تقدر قيمتهم جيدا، وحتى دول غربية مثل إنجلترا سهلت دخولهم، ونتج بمرور السنين نقص متواصل لأعداد الأطباء، حتى وصل الأمر لتأجيل افتتاح مستشفيات لعدم توافر الأطباء. وبدلا من مساعدة وزارة الصحة ووقوفها بجانب الأطباء، ترفض تجديد الإجازات للضغط لرجوعهم من الخارج، فحدث العكس وتقدموا باستقالتهم. وكل ذلك بسبب ضعف الميزانية المخصصة لوزارة الصحة، والحل زيادة ميزانية الصحة من الموازنة العامة، وكادر خاص للأطباء، فمعاش الطبيب الذى أمضى فى الخدمة أكثر من ٣٥ سنة فى وزارة الصحة بالكاد يصل إلى ألفى جنيه شهريا.
د.صفوت سيف- استشارى الحميات