كشف العميد مجدى الشافعى، مدير إدارة الشرطة الجنائية الدولية والعربية «الإنتربول» فى مصر، عن تمكن الإدارة من القبض على وحيد عطاالله، المتهم الهارب فى قضية مؤسسة «أخبار اليوم»، المنظورة أمام القضاء، وكذلك ضبط المتهم الإماراتى حسين سجوانى داخل دولة الإمارات.
وأضاف «الشافعى»، فى تصريحات لـ«المصرى اليوم»، أن الإنتربول اتخذ إجراءات استرداد المتهم المصرى وفقاً لضوابط وقواعد استرداد المتهمين، بينما سيحاكم «سجوانى» فى الإمارات، طبقا للاتفاقيات الموقعة بين مصر والإمارات، موضحاً أن هناك رصداً دقيقاً لتحركات جميع المسؤولين السابقين، المتهمين فى قضايا فساد مالى.
وتابع: «إدارة الإنتربول تقوم بدور كبير فى ملاحقة الهاربين من مشاهير النظام السابق، وتعكف حالياً على إعادة ملف استرداد رجل الأعمال الهارب حسين سالم وتتابع وفقا للاتفاقيات الدولية تواجد رشيد محمد رشيد، وزير الصناعة والتجارة الأسبق، ويوسف بطرس غالى، وزير المالية السابق، المحكوم عليه غيابيا بالسجن المشدد 30 عاما فى قضيتى فساد».
وأوضح «الشافعى» أنه تم تعميم النشرة الحمراء الخاصة بالمتهمين الثلاثة فى 188 دولة. واعترف بعدم وجود اتفاقيات بين إنجلترا ومصر لتبادل المتهمين، وهو ما يجعل منها «مكاناً آمنا» للهروب، على حد قوله.
وأضاف أنه رغم عدم وجود اتفاقيات مع بعض الدول الأخرى فإنها تطبق مبدأ المعاملة بالمثل، وأن «الإنتربول» ينسق بشكل تام مع قطاعات الأمن العام ومصلحة الجوازات والهجرة والجنسية، وأن الإدارة رصدت تحركات جميع المسؤولين الهاربين، وقال إن أحدهم تحرك بطائرة خاصة من الإسكندرية بعد ساعة من تنحى الرئيس السابق حسنى مبارك، وأن الطائرة كانت متجهة إلى دبى، إلا أنها لم تهبط هناك.
واستطرد «الشافعى»: «بمجرد طلب الجهات القضائية يتم رصد تحركات المتهمين عن طريق مصلحة الجوازات والموانئ، وبعدها يبدأ التنسيق مع إنتربول الدولة، وتتم المتابعة فى هذه الدولة، وإذا تبين تحركهم من هذه الدولة يتم تعميم نشرة بهم إلى كل الدول، وهناك العديد من الحالات التى نجح الإنتربول فى استعادتها عن طريق المعاملة بالمثل».
وقال إن رجل الأعمال الهارب حسين سالم غادر مصر إلى رومانيا من واقع الجوازات، وإن إدارة الشرطة الجنائية الدولية والعربية فى القاهرة اتصلت وتلقت إفادة بأنه لم يدخلها، ثم وردت معلومات بأنه فى سويسرا، ومازال موجوداً هناك.
كما كشف «الشافعى» عن حصول «سالم» على الجنسية الإسبانية عام 2008، ونفى أن يكون موجوداً حاليا داخل إسرائيل.
كما تردد خلال الأسبوعين الماضيين، وقال إن إدارة الإنتربول تلقت إفادة رسمية من إسرائيل أكدت أن «سالم» غير موجود لديها، وكان ردها أن إثارة هذا الموضوع محاولة للوقيعة بين مصر وإسرائيل.
وتابع: «لا توجد أى أوراق رسمية مؤكدة على حصول (سالم) على الجنسية الإسرائيلية، وكل ما يتردد عن ذلك غير مؤكد»، وقال إن الإنتربول لا يتوقف عن ملاحقة أى هارب أو متهم خارج البلاد، خاصة أن «سالم» صدر قرار من المستشار عبدالمجيد محمود، النائب العام، بضبطه وإحضاره لتقديمه للمحاكمة فى قضية تصدير الغاز إلى إسرائيل، التى تحملت الدولة فيها خسائر بلغت 714 مليون دولار، منوها بأن الإدارة تعكف حالياً على إعداد ملف استرداد خاص بـ«سالم».
وأضاف: «يوسف بطرس غالى، وزير المالية السابق، الذى أصدرت محكمة الجنايات حكمها بسجنه 30 عاماً تتم ملاحقته منذ هروبه خارج مصر بعد ثورة 25 يناير، وملفه يشير إلى وجوده فى لندن، حسب آخر تحركات له». وأوضح أن «غالى» تحرك من مصر بعد ساعة من تنحى الرئيس السابق مبارك، وأنه وفقاً للأوراق الرسمية فإنه استمر فى لبنان أسبوعين فقط، ثم توجه إلى لندن، ومازال موجوداً بها حتى الآن.
وأكد أن المعلومات الموثقة تؤكد خروج «غالى» من لبنان فى 26 فبراير، بعد دخوله يوم 11 فبراير، وأن هناك محاولات مكثفة تجرى لإعادته، سيتم الإعلان عنها فى وقتها.
ونفى ما تردد عن قيام إدارة الإنتربول بسحب النشرة الحمراء الخاصة بـ«غالى» من موقع الإدارة العامة للشرطة الجنائية الدولية والعربية، مؤكداً أن هذا لم يحدث. وقال إن الإنتربول الدولى له موقعان، أحدهما مشفر لا يمكن الدخول عليه إلا لأعضاء الدول فى المنظمة الدولية وعددها 188 دولة، والثانى موقع مفتوح للجماهير، ولا يتم وضع جميع النشرات عليه، إنما يتم انتقاء بعض النشرات ووضعها على هذا الموقع.
وأوضح: «بمجرد تردد هذه المعلومات اتصلت إدارة الإنتربول بالمنظمة، وتم وضع النشرة الحمراء الخاصة بـ(غالى) على موقع الجمهور، وعن هروب رشيد محمد رشيد، وزير الصناعة والتجارة الأسبق.
قال مدير الإنتربول الدولى فى القاهرة إن قصة (رشيد) تمثل لغزاً كبيراً حتى الآن»، موضحاً أن الوزير السابق خرج من القاهرة عن طريق الإسكندرية، عبر طائرة خاصة، وأن الطائرة الخاصة التى استأجرها من إحدى الشركات أكدت أنها توجهت إلى دبى، إلا أن الإنتربول تلقى إفادة رسمية من الإمارات تؤكد أنه بعد مراجعة الجوازات تبين أنه لم يدخل أراضيها عن طريق طائرات خاصة أو عبر أى مطار تابع لها.
وتابع أنه تجرى متابعة وضعه حتى هذه اللحظة وما إذا كان موجوداً فى إحدى الدول العربية أم لا، وأنه ستتم ملاحقته فى 188 دولة أعضاء منظمة الإنتربول.
وقال «الشافعى» إن الإنتربول يلاحق أيضاً ياسين منصور، الذى تشير سجلات الجوازات إلى أنه مازال موجوداً فى لندن، وهو أحد المتهمين فى قضايا فساد مالى وإهدار للمال العام.