قال فريد الديب، محامى الرئيس السابق حسنى مبارك، إن «مبارك» نفى جميع الاتهامات المنسوبة إليه تماماً، وهى الاشتراك فى قتل المتظاهرين، والحصول على مبالغ مالية من رجل الأعمال حسين سالم، والاشتراك مع وزير البترول السابق، سامح فهمى، فى تصدير الغاز لإسرائيل بسعر متدن، وإنه يملك الرد عليها جميعاً.
وأضاف الديب فى حواره مع برنامج «ضوء أحمر» الذى قدمه الإعلامى سليمان جودة أمس، أن مهمته ليست ثقيلة، وأن القاتل ليس من الصعب الدفاع عنه، لكن من الممكن الدفاع عن قاتل بشرط معرفة السبب لأنه قد يكون قتل مقابل الدفاع عن نفسه وعرضه ونفس الغير، وقد يكون قتل فى ظروف استفزاز قاسية يصعب على أى إنسان تحملها.
وتابع: «أتعامل مع أى قضية من خلال الأوراق والمعلومات، أما رأيى الشخصى فلا أعتمد عليه لأننى ربما أكون مخطئاً، وأنا فكرت كثيراً قبل قبولى القضية والدفاع عن (مبارك) لكنى أتعامل مع أدلة وليس شائعات وحديث منتديات».
ورفض «الديب» الحديث حول مبادرته بالتطوع للدفاع عن «مبارك» وقال: «لم أعرض نفسى ولم أتطوع بالدفاع عن أحد وقبلت الدفاع بعد اللجوء إلىّ كمحام، وأعرف أنها قضية من نوع خاص باعتبار أن هذا رجل مهم ورئيس سابق لكن أنا لا أعرض نفسى لا تصريحاً ولا تلميحا».
وأكد أن الاعتبار الأكبر لقبول الدفاع هو أن هذا الرجل قائد القوات المصرية فى حرب أكتوبر التى ردت إلينا الاعتبار.
ورفض الحديث عن تفاصيل الاتصال به من قبل الرئيس السابق معتبرا ذلك من أسرار المتهم، واكتفى بالكشف عن أول اتصال دار بينه وبين مبارك، قائلاً: «تحدثنا حول ما تردد على الساحة وتعرفت على وجهة نظره فى كثير من المسائل من الأمور التى أهيل عليها التراب»، لافتا إلى أنه قابل الرئيس السابق عدة مرات أثناء التحقيقات معه.
وأكد الديب أن الرئيس السابق علم من خلاله بإحالته إلى محكمة الجنايات بعد إعلان النائب العام عن الإحالة بسبب هذه التهم، موضحا أن القرار أعلن فى الإعلام قبل معرفة الرئيس به، وأن الإجراء القانونى هو أن يتم إعلان المتهم بموجب قرار الإحالة بواسطة قلم المحضرين لكن ما حدث فى القضية أنه تم الإعلان فى وسائل الإعلام بتفصيلاتها ببيان من النائب العام وفى اليوم التالى أعلنت الرئيس به.
وقال «الديب» إن الرئيس السابق كان حزيناً للغاية من ذلك، وحزن أكثر عندما أحيل للمحاكمة، وإن الرئيس السابق فى حالة صحية متردية ولا يستطيع أن يرد على ما يقال عنه فى الصحف.
وانتقد «الديب» وسائل الإعلام قائلا: «الإعلام يعود بالزمن للخلف، ويقوم بنبذ مبارك كما حدث مع الملك فاروق، وما أعلن فى وسائل الإعلام عن أن هناك محامين رفضوا ذلك غير صحيح ومن لديه دليل يقدمه، ولو كان حدث فلا يليق بأى إنسان أن يعلن هذا».
وقال: لم أنظر لغضب الرأى العام بسبب الدفاع عن (مبارك) لأن جميع القضايا التى تحملت مسؤوليتها كانت قضايا رأى عام وهناك إعلام ظالم ومتجن ويبث أشياء غير صحيحة»، مضيفاً: «النشر فى المحاكمات لابد أن يكون موضوعياً دون تعليق أو سخرية».
ورفض الإجابة عما إذا كانت المحاكمة ستكون سرية أم علنية، قائلا: «هذا قرار المحكمة والظروف الأمنية بها صعوبات شديدة، لأن هناك ضغوطاً وتسيباً وانفلاتاً»، كما رفض الإجابة عن سؤال حول محاكمة «مبارك» خارج القاهرة، مكتفياً بالقول إن المحاكمة العادلة هى ألا تؤثر فى نفسية المحكمة وسيرها لأن هناك من ينوب عن المجتمع فى الادعاء وهى النيابة العامة وهى موجودة وتترافع، وأن يتم ترك القضاة دون ضغط أو تأثير.
وقال: هناك من يحاول أن يهيل التراب على دور (مبارك)، ومنهم محمد حسنين هيكل الذى اتهمه بأنه لا يفهم شيئاً ويريد تضليل الرأى العام، وإذا كان حديثه صحيحاً عن خروج 220طائرة ليس لها قيمة إذ كيف سمح قائد الجيش بخروج 220 طائرة ليس لها قيمة وكيف سمح رئيس الأركان بذلك وهو ما اعتبره اتهاماً لرئيس الأركان.
وأضاف: «حديث هيكل ملىء بالتشفى فى الرئيس السابق، والدليل حديثه غير الصحيح عن الثروة، ولذلك طلبه رئيس الكسب غير المشروع».
واستطرد: «هناك لواءات سابقون يشككون فى دور مبارك فى حرب 73»، مؤكداً أن الرئيس السابق كان قائد أركان حرب وشارك فى الحرب، والثابت يقينا أنه قائد القوات الجوية فى حرب أكتوبر وهو من حمل مسؤولية الضربة الجوية الأولى.
وتابع: «أنا أشعر بفخر فى دفاعى عن (مبارك)، وألقى من الناس كل تقدير واحترام ولا أسلم الأمور إلى الشائعات والرأى العام، فالرأى العام حر فى استيائه، والمستاءون هم الأعلى صوتاً، وليسوا الأكثر عددا، فالأكثر عدداً هم الصامتون الذين لم تتح لهم وسائل حتى يعبروا عن رأيهم، وهم يُضربون على رؤوسهم لكى يصمتوا»، وأضاف: «من يطالبون بحق التعبير هم أنفسهم الذين يمنعون الصامتين من إبداء آرائهم».
وأكد أن الرئيس السابق نفسه أيّد المظاهرات المليونية واستجاب لمطالبهم وواسى من فقدوا أبناءهم فى أحد بياناته، وهو الذى أمر بتشكيل لجنة تقصى الحقائق، ولم يقاتل ولم يهرب مثل غيره، وآثر أن يرحل وكان قادراً على أن يخرج الحرس الجمهورى ليقتل المواطنين الذين ذهبوا إلى القصر الجمهورى لكنه لم يفعل ذلك.
وقال: «إذا أدين مبارك سأطعن على الحكم، وإذا أدين نهائياً فسأمتثل للحكم وليس من المفترض أن أكسب كل القضايا، ولن أندم على مرافعتى عن مبارك، وسيظل فى سجلى أننى ترافعت عن مبارك وغيره».