على عكس مرشدى جماعة الإخوان المسلمين السابقين، يتميز الدكتور محمد بديع، المرشد العام الحالى للجماعة بالصمت، وقلة الظهور الإعلامى، وإن كان تواجده الإعلامى زاد بعد ثورة 25 يناير بحكم انتهاء المعوقات الأمنية التى فرضها عليهم النظام الرئيس السابق لمدة 30 عاما، ليصبح بحق هو المرشد المحظوظ. «بديع» الذى سيكمل فى شهر أغسطس المقبل عامه الثامن والستين، تولى منصبه فى يناير 2010 خلفا لمهدى عاكف فى سابقة تحدث لأول مرة بالجماعة، وهى أن ينتخب مرشدا جديد لها، فى ظل بقاء السابق على قيد الحياة، بعد أن استمر نحو 14 عاما عضوا بمكتب الإرشاد، تخللها انضمامه لعضوية مكتب الإرشاد العالمى عام 2007، وكان طوال هذه المدة بعيدا عن الإعلام مفضلا أن يعمل فى صمت.
وعندما تولى المنصب قال البعض إن بديع سيكون رجلا قطبيا، نسبة إلى القطبية» التى كان رائدها سيد قطب أستاذه، والذى ألقى القبض عليه فيما عرف بقضية 65، والتى أعدم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر على خلفيتها سيد قطب، إلا أن المرشد استطاع منذ بدايته أن يجمع كل تيارات الجماعة حوله، وإن كان تخلل انتخابات مكتب الإرشاد الأخيرة أزمة، فى استبعاد ما يعرف بإصلاحيى الجماعة، وأبرزهم الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، ثم تجدد الأزمة أثناء مطالبة بعضهم الجماعة بمقاطعة الانتخابات البرلمانية الأخيرة، والتى لم تحصل فيها الجماعة على أى مقاعد فى الجولة الأولى، ثم قاطعت الجولة الثانية منها، احتجاجا على تزويرها من قبل رجال نظام مبارك السابق. وابتعد «بديع» عن الإعلام منذ توليه، واختارت الجماعة 3 متحدثين إعلاميين باسمها، هم الدكاترة، محمد مرسى، وعصام العريان، وسعد الكتاتنى، وظهر المرشد لأول مرة فقط فى حديث شهير مع منى الشاذلى فى برنامج العاشرة مساء، أبدى فيه عدم اعتراضه على ترشيح جمال مبارك، فى الانتخابات الرئاسية بشرط أنه يترشح وفق الآليات الديمقراطية، وأن تجرى الانتخابات بنزاهة، وطالب الرئيس السابق مبارك بالاستقالة من رئاسة الحزب الوطنى وقتها.
وبعد ذلك استمر التضييق الأمنى على الجماعة فى ظل انتخابات التجديد النصفى لانتخابات مجلس الشورى، التى لم تحصل فيها على أى مقاعد، ثم تكرر نفس الموضوع فى انتخابات الشعب، لدرجة أن «بديع» علق على هذا الموضوع بدعابة أثناء حديث الثلاثاء بمسجد عمرو بن العاص بمصر القديمة بعد الثورة، قائلا: «وشك يا بديع».
وبعد الثورة ومع انتهاء التضييق الأمنى على الجماعة، عادت الجماعة ومرشدها إلى الوضع الطبيعى، والتقى المرشد المحظوظ بعد الثورة، مع قيادات المجلس العسكرى فى حضور القوى السياسية، وحصلت الجماعة على مقر كبير لها بالمقطم، وأقامت حفل افتتاح ضخما له فى حضور جميع القوى السياسية وممثلى الجماعة بالدول العربية والإسلامية، وأنشأت الإخوان حزبا سياسياً لها، وسافر «بديع» ومعه وفد إخوانى إلى لبنان، وأصبح كل ثلاثاء موعد «المرشد» ليلقى حديث الثلاثاء أسبوعيا على أعضاء الجماعة فى كل محافظة ويفتتح مقراً جديداً للجماعة.