أطلقت عائلة الطيار ديفيد إيبوتسون الذى فقد أثره فى تحطم الطائرة الصغيرة التى كان على متنها هو ولاعب كرة القدم الأرجنتينى الراحل إيميليانو سالا، حملة لجمع التبرعات للبحث عنه وكشف مصيره.
أخبار متعلقة
وأكدت الشرطة الإنجليزية الجمعة العثور على جثة سالا فى جزء من حطام الطائرة التى تحطمت فى بحر المانش فى 21 يناير، فى طريقها من فرنسا إلى ويلز. وأتى العثور على هذا الحطام بعدما تمكنت عائلة سالا من جمع تبرعات وإطلاق عملية بحث خاصة، إثر توقيف السلطات الرسمية عملية البحث من قبلها.
كانت عائلة سالا قد أبدت، فى بيان الجمعة، تضامنها مع «ديفيد إيبوتسون وأسرته، على أمل أن تبذل السلطات قصارى جهدها للعثور عليه».
وشارك العديد من نجوم العالم أسرة سالا المواساة بعد العثور على جثته، وكان أسطورة كرة القدم الأرجنتينية دييجو مارادونا من أول المعلقين، وكتب عبر حسابه على إنستجرام «أشعر بالأسى جراء هذه الأخبار المحزنة. الكثير منا احتفظ ببارقة أمل من أجلك إيميليانو».
كما أعرب النجم ليونيل ميسى، لاعب برشلونة الإسبانى، عن تضامنه «مع عائلة سالا وأصدقائه، ارقد بسلام أيها المحارب»، بينما قال الدولى السابق جابريال باتيستوتا «يا له من حزن، إنها أسوأ الأخبار الممكنة».
وقدم الرئيس الأرجنتينى ماوريسيو ماكرى تعازيه لعائلة سالا «بعد الأخبار المؤلمة نحن بجانبكم»، فيما أكد صديق والد اللاعب أوسكار هيمو الذى يملك أحد المطاعم فى بلدة سالا الصغيرة بروجريسو أنه «منذ أن عرفنا بالأمر (فقدان الطائرة)، أصبحت هذه المسألة كل ما يتحدث عنه الجميع. كان الجميع يحبه ويقدره».
نعت عائلة المهاجم الأرجنتينى إيميليانو سالا ابنها بعدما حسمت الشرطة الإنجليزية الترقب السائد منذ أكثر من أسبوعين بشأن مصيره، بتأكيدها أن الجثة المنتشلة من حطام طائرة صغيرة فى بحر المانش تعود له، وسط موجة حداد وتضامن فى عالم كرة القدم مع عائلة اللاعب الذى قضى وهو فى الثامنة والعشرين من العمر.
وشكرت العائلة كل من ساندها فى محنتها، قائلة فى بيان «أردنا أن نشكركم على جميع بوادر المودة والدعم فى أكثر اللحظات المؤلمة فى حياتنا»، مضيفة «رؤية العالم كله يتحرك لمرافقتنا فى بحثنا، كانت مساعدة ثمينة إلى ما لا نهاية».
أضافت «بفضلكم، سنكون قادرين على البدء فى الحداد».
وكشفت شرطة دورسيت الإنجليزية مصير سالا، غداة انتشال جثتة من حطام الطائرة التى كان على متننها والطيار ديفيد إيبوتسون، وتحطمت فى بحر المانش فى 21 يناير فى طريقها من فرنسا إلى ويلز، حاملة لاعب نانت الفرنسى إلى ناديه الجديد كارديف سيتى الويلزى المشارك فى الدورى الإنجليزى الممتاز.
ولم يتبين حتى الآن مصير الطيار نظرا لأنه لم يعثر فى الحطام سوى على جثة واحدة.
وأكدت عائلة اللاعب فى بيانها «أفكارنا تتجه نحو ديفيد إيبوتسون وأسرته، على أمل أن تبذل السلطات قصارى جهدها للعثور عليه. نطلب منكم التكرم باحترام حزننا فى هذه الأوقات الصعبة، وإبقاء +إيمى+ (إيميليانو) فى صلواتكم وأفكاركم».
ورصدت جثة فى صور تحت الماء لحطام الطائرة التى اختفت فوق البحر على بعد نحو 20 كم شمال جزيرة جورنسى. وأفاد المكتب البريطانى للتحقيقات فى الحوادث الجوية ليل الأربعاء بأنه تمكن «فى ظروف صعبة من انتشال الجثة التى شوهدت سابقا وسط الحطام».
وبعد التعرف على الجثة، أعلن نادى نانت الفرنسى الذى باع سالا لكارديف مقابل 17 مليون يورو دون أن يتمكن الأخير من ارتداء قميص الفريق الويلزى ولو لمرة واحدة، أنه قرر سحب القميص رقم 9 الذى كان يرتديه سالا منذ وصوله إليه عام 2015 قادما من بوردو.
وقال رئيس النادى فالديمار كيتا فى بيان «لا أجد الكلمات. إنها مأساة، أنا محطم. إيميليانو ترك بصمته. لهذا السبب، مثل العديد من المشجعين، أود أن أكرمه مرة أخرى بسحب الرقم 9».
وتابع بيان النادى الفرنسى «هذه الأخبار تضع حدا لانتظار لا نهاية له ولا يحتمل. سيكون إيميليانو إلى الأبد جزءا من الأساطير الذين كتبوا تاريخ نادى نانت».
ووجه مدرب نانت البوسنى الفرنسى وحيد خليلودزيتش تحية مؤثرة لسالا فى مؤتمر صحفى، الجمعة، معتبرا تأكيد وفاته «حقيقة رهيبة، غير عادلة».
وأضاف عشية لقاء ضد نيم ضمن مباريات الدورى الفرنسى الذى سيكرم سالا فى عطلة نهاية الأسبوع بدقيقة من التصفيق قبل صافرات البداية، «احتفظنا دائما بالأمل، لكن كنا نعرف أنه ضئيل، وهم ربما».
ووجه المدرب المخضرم تحية إلى من «سيترك أثرا أبديا فى هذا النادى من خلال تصرفاته، تواضعه، ليس فقط كلاعب بل أيضا كإنسان تعرفون الآن فى كرة القدم ثمة تكبر، فردية هو كان على عكس ذلك».
من جهته، حيا مدرب كارديف نيل وارنوك- سالا، مشيرا إلى أن لاعبيه ولاعبى مضيفه ساوثمبتون سيضعون شارات سوداء خلال مباراتهما المقررة السبت ضمن المرحلة 26 من الدورى الإنجليزى.
أضاف فى مؤتمر صحفى بكارديف «عندما يحصل أمر مماثل، كل عائلة كرة القدم تتحد هذا خسارة للجميع فى كرة القدم».
كانت السلطات قد أوقفت البحث عن الطائرة، قبل أن تستأنف بمبادرة من عائلة سالا التى استعانت بموارد خاصة فى عملية بحث مولها دعم قدمه لاعبو كرة قدم أبرزهم مواطن سالا، ليونيل ميسى، إضافة إلى العديد من المتبرعين عبر شبكة الإنترنت.
وتجاوزت قيمة التبرعات 370 ألف يورو (422 ألف دولار). ولولا التبرعات «لم يكن ليبحث أحد عن الطائرة» حسبما قال لوكالة فرانس برس ديفيد ميرنز، المتخصص فى البحث عن حطام السفن وصاحب الشركة الخاصة التى وجدت الحطام قبل أن يتم انتشال الجثة فى وقت متأخر، ليل الأربعاء، والتعرف إليها رسميا بعد نحو 24 ساعة، ولم يتم العثور سوى على جثة واحدة فى الحطام.
وفى حين لم يتمكن سالا من خوض أى مباراة مع فريقه الجديد، أفاد مصدر مقرب من نانت الأربعاء بأن الأخير طلب من محامين دراسة الإجراءات القانونية المحتملة لإلزام كارديف بدفع قيمة تعاقده معه.
وبحسب المصدر فإن الدفعة الأولى من قيمة الصفقة التى بلغت 17 مليون يورو، والتى كان يتعين على كارديف سيتى دفعها مقابل ضم اللاعب، لم يتم تسديدها، بينما تم تسجيل عملية الانتقال.
وتحطمت الطائرة خلال رحلة بين مدينة نانت الفرنسية حيث كان سالا (28 عاما) يدافع عن ألوان فريقها المحلى، والعاصمة الويلزية كارديف التى كان فريقها المشارك فى الدورى الإنجليزى الممتاز لكرة القدم، يستعد للترحيب بالمهاجم الأرجنتينى فى صفوفه بعد انتقاله من النادى الفرنسى.
