تصاعدت الأزمة الدبلوماسية بين السعودية والمغرب على خلفية تضارب فى المواقف بين الجانبين فى عدد من القضايا، على رأسها قضية قتل الصحفى السعودى جمال خاشقجى وأزمة الصحراء الغربية.
واتخذت المغرب إجراءات تصعيدية متتالية تتمثل فى استدعاء السفير المغربى لدى الرياض، ثم إصدار العاهل المغربى الملك محمد السادس قرارا بانسحاب بلاده من التحالف العربى الذى تقوده السعودية، فى الحرب اليمنية.
ونقلت وكالة «أسوشيتد برس» عن مسؤولين مغاربة قولهم إن المغرب انسحب من التحالف العربى الذى تقوده السعودية، فى الحرب اليمنية، وإن المغرب لم يعد يشارك فى التدخلات العسكرية أو الاجتماعات الوزارية فى التحالف الذى تقوده السعودية.
وذكرت «أسوشيتد برس» أن المغرب استدعى سفيره من الرياض ردا على بث قناة «العربية» فيلما وثائقيا يتحدث عن غزو المغرب للصحراء الغربية، بعد رفض الدار البيضاء استقبال ولى العهد السعودى محمد بن سلمان، خلال جولته التى أجراها فى شمال أفريقيا منذ بضعة أيام.
وقالت الوكالة الأمريكية إن وزير الخارجية المغربى، ناصر بوريطة، ألمح خلال لقائه مع قناة «الجزيرة» القطرية إلى تحفظات بلاده الجادة، على جولة ولى العهد السعودى التى شملت دولا عربية، خاصة بعد الإدانة الدولية لمقتل الصحفى السعودى، جمال خاشقجى بقنصلية بلاده فى إسطنبول.
وردا على سؤال حول سبب عدم استضافة الرباط ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان فى أثناء جولة قام بها مؤخرا إلى دول عربية أخرى، قال بوريطة: «إن الزيارات الرسمية يتم إعدادها مسبقا، وفقا للبروتوكول».
وأوضحت «أسوشيتد برس» أنه بعد مقابلة وزير الخارجية المغربى مباشرة مع القناة القطرية، بثت قناة «العربية» السعودية فيلما وثائقيا حول الصحراء الغربية، يدعم القول بأن المغرب غزا تلك المنطقة، عقب مغادرة المستعمرين الإسبان لها فى عام 1975، وهو ما يرفضه المغرب، حيث يعتبر الصحراء الغربية ضمن مناطقه الجنوبية. وتلى ذلك رد الفعل المغربى المتمثل فى استدعاء المغرب سفيره من السعودية، لإجراء مشاورات بعد تقرير قناة العربية.
وأكد السفير مصطفى المنصورى، فى تصريح لموقع «Le360» المغربى، أن «سبب استدعائه يتعلق بالمستجدات التى طرأت أخيرا على مستوى العلاقات بين البلدين، خاصة بعد تقرير قناة «العربية».
وقلل «المنصورى» من أهمية الأزمة قائلا إن استدعاءه إلى الرباط بقصد التشاور حول هذه المستجدات يعتبر «أمرا عاديا فى العلاقات الدبلوماسية حينما تعبرها بعض السحب الباردة».