في سابقة هي الأولى من نوعها، صوّت مجلس شيوخ الجامعة الأمريكية بالقاهرة على سحب الثقة من رئيس الجامعة، فرانسيس ريتشاردونى، بسبب «استضافته وزير الخارجية الأمريكى، مايك بومبيو، الشهر الماضى، ومنحه منصة الجامعة لإلقاء خطابه».
وينص ميثاق الجامعة، التي تحتفل بمئويتها غداً، على أنها مؤسسة تعليمية غير مسيّسة وغير هادفة للربح، ولا يجب أن تتخذ موقفا سياسيا أو تستضيف شخصيات تُسقط توجهاتها على صورة الجامعة.
ونال سحب الثقة موافقة 90% من مجلس الشيوخ بالجامعة والذى يعد الممثل الرئيسى لأعضاء هيئة التدريس، بالإضافة إلى ضمه لطلاب وأعضاء بالإدارة، وخاطب مجلس الشيوخ مجلس الأوصياء للبدء فورا في البحث عمن سيخلف «دونى»، ومن المقرر أن يتخذ مجلس الأوصياء القرار النهائى بسحب الثقة من عدمه في اجتماعه نصف السنوى في القاهرة خلال أيام.
وقال عدد من أعضاء هيئة التدريس إنهم يرفضون استضافة بومبيو دون استشارة مجتمع الجامعة الأمريكية، محذرين من ربط الجامعة كمنصة أكاديمية مستقلة بسياسات الإدارة الأمريكية.
وقالت باسكال غزالة، رئيس قسم التاريخ بالجامعة، في خطاب إلى دونى: «هل تشاورتم مع أحد في جامعتنا، عما إذا كان يصح دعوة مدير سابق لوكالة المخابرات المركزية الامريكية، سى آى إيه، الذي تحدث مؤيدا التعذيب؟».
وأكد أكاديميون أن شكاواهم ضد دونى، تتضمن أيضاً «فرض قيود على الأنشطة الطلابية بمنع التدريبات وجلسات النقاش السياسية، وزيادة المصروفات الدراسية بشكل غير مسبوق، وتناقضه وتدخله بشأن إجراءات التثبيت، والإجراءات الأمنية غير المبررة». وقال اتحاد طلاب الجامعة في بيان: «لا ثقة في رئيس لا يفهم أن هذا المكان للتعليم فقط»، في إشارة إلى خطاب بومبيو.
وكان «دونى» سفير الولايات المتحدة السابق في مصر وتركيا والفلبين وبالاو، برر في 3 فبراير الجارى، في اجتماع مع الأساتذة، استضافته لـ«بومبيو» بأن «جهة ما» طلبت منه استضافة الخطاب في حرم الجامعة.
من جانبها، قالت رحاب سعد، مديرة المكتب الإعلامي بالجامعة، إن توصية مجلس شورى الجامعة بسحب الثقة من رئيس الجامعة استشارية وليست إلزامية، وأوضحت أن جلسة التصويت على سحب الثقة كانت بحضور ريتشاردوني ما يعكس الأجواء الديمقراطية بالجامعة.
وأضافت سعد لـ«المصري اليوم»، أن الجامعة مكان للرأي والرأي الآخر وأنها سبق واستضافت العديد من الدبلوماسيين مثل كونداليزا رايس وجيمي كارتر وهيلاري كلينتون.
وتابعت أن الجامعة لا تتبنى أي من الآراء المطروحة داخل قاعاتها إلا أنها توفر مساحة لجميع الآراء وهذا جزء من التجربة التي تقدمها الجامعة للطلبة والأساتذة على حد سواء.