x

«معلومات الوزراء» يطلق موسوعة ‏‏«مختصر التاريخ العام لأفريقيا»

الخميس 07-02-2019 12:49 | كتب: محمد عبد العاطي |
 - صورة أرشيفية - صورة أرشيفية تصوير : آخرون

أطلق مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء برئاسة المهندس زياد عبدالتواب، خلال مؤتمر صحفي عُقد، صباح اليوم الخميس، موسوعة «مختصر التاريخ العام لأفريقيا» والتي تم إعدادها بالتعاون والتنسيق مع دار ‏الكتب والوثائق القومية، والمركز القومي للترجمة، وذلك بالمقر الرئيسي لمركز المعلومات.

وتهدف موسوعة «مختصر التاريخ العام لأفريقيا» إلى رصد تاريخ وثقافات الشعوب الأفريقية، وكذا تطورات الإدارة في أفريقيا، ‏فضلاً عن إبراز إسهام القارة في الحضارة الإنسانية، وذلك بشكل تاريخي ومحايد.

وحظي المؤتمر الصحفي بحضور ومشاركة واسعة للفيف من الشخصيات العامة وأعضاء من مجلس النواب وخبراء ‏ومتخصصين وأكاديميين وباحثين، فضلاً عن حضور مساعد وزير الخارجية ‏للشئون ‏الأفريقية، ورئيس لجنة الشؤون الأفريقية بمجلس النواب، وأمين عام المجلس الأعلى للثقافة، ومدير دار ‏الكتب والوثائق القومية، وكذا مدير المركز القومي للترجمة، بجانب ممثلين عن أجهزة ومؤسسات الدولة المعنية.‏

وتتكون موسوعة «مختصر التاريخ العام لأفريقيا» من أربعة كتب، يتناول الكتاب الأول ستة وثلاثين فصلاً، بدأت بالمنهجية والكتابة التاريخية، ثم بالمصادر المتنوعة، والثقافات ‏الأفريقية، والشعوب والجماعات، واللغات الأفريقية، وتاريخ بعض أقطار القارة القديم، مروراً بأفريقيا المسيحية ‏ثم دخول الإسلام وما ترتب على ذلك من آثار بأقاليم القارة، حتى القرن الحادى عشر الميلادي.‏

وأما الكتاب الثاني، فيتكون من تسعة وعشرين فصلاً، تناول موضوعات تاريخ القارة منذ القرن الثاني عشر، ‏وحتى أواخر القرن التاسع عشر، وهى الفترة التي ظهرت فيها الممالك الأفريقية، في أرجاء شتى من القارة، ‏وذلك فيما قبل التغلغل الاستعماري الأوروبي بالقارة، وهى ذات الفترة التي شهدت إتصالاً بالعالم الغربى، ‏وبدأت معها التبعية الأفريقية له، وأشكال الاستغلال للإنسان الأفريقى كسلعة تباع وتشترى في عصر تجارة ‏الرقيق عبر الأطلنطى، ثم الاحتلال الاستيطانى لأرض هذا الإنسان ومقدراته.‏

في حين جاء الكتاب الثالث، في تسعة عشر فصلاً، تناولت تاريخ القارة في العصر الإمبريالى خلال القرن التاسع ‏عشر، وهى الفترة التي شهدت أوج التوسع والاستغلال الغربى للقارة الأفريقية، والتقسيم الأوروبي بما أوتي من ‏قوة الآلة العسكرية أن يكسر جماح الإنسان الأفريقى المقاوم من الناحية العسكرية، وإن تنوع أساليب المقاومة ‏الأخرى.‏

وأما الكتاب الرابع والأخير، فجاء في واحد وثلاثين فصلاً تناولت تاريخ القارة منذ أوائل القرن العشرين، ‏وحتى انتهاء الحرب العالمية الثانية، وهى الفترة التي يطلق عليها البعض عصر الاستغلال والحروب ‏والأيديولوجيات، ففيه وقعت حربان عالميتان، وفيه حركات التحرر الوطني الأفريقي، وفيه أيضاً تطور لأيديولوجيات ‏الاحتكار والاستغلال الرأسمالية، التي تفننت في مبررات هذا الاستغلال لتغطية نفقات مصانعهم الحربية على ‏حساب الإنسان الأفريقى. وهو التحدي الكبير الذي واجهه الأفريقى في شتى أرجاء القارة، بإستجابة أكثر ‏صلابة وبروح أكثر تحرراً حتى استشرت روح الخلاص من الأسر، فتوجت باستقلال القارة.‏

وجاءت الكتب الأربع في 3236 صفحة، من أصل المجلدات الثمانية البالغة 7216 صفحة، وهو ما يعني ‏أن لدى القارئ والمثقف العربى ما يقترب من 45% من حجم الموسوعة الأصلى، علماً بأن اللجنة التي قامت بإعداد تلك الموسوعة قد راعت في عملها التزام الموضوعية في اختيار الفصول المقدمة لتعبر عن ‏أنحاء القارة وشعوبها، وقد أكدت الموسوعة في نهايتها على وحدة مسار التاريخ الأفريقى، بل ووحدة ‏المصير الأفريقي أيضاً. ‏

الجدير بالذكر أن الموسوعة الأصلية لـ ‏‏«التاريخ العام لأفريقيا» ظهرت في طبعتها الأولى عام 1981 بواسطة منظمة اليونسكو، في ثمانية مجلدات وقد احتوى كل مجلد على قرابة ثلاثين فصلاً، وكتبت على أيدي المؤرخين الأفارقة الذين مثلوا جميع أقاليم القارة الخمسة تمثيلاً عادلاً، وقد طبعت المجلدات الثمانية طبعة رئيسية باللغات، الإنجليزية والفرنسية والعربية، وكذلك تم ترجمتها إلى لغات ‏أفريقية مثل السواحيلية والهوسا والبيول واليوروبا واللينجالا.

في حين اتسم منهج الموسوعة، بالجمع بين عدة تخصصات علمية، وتميز بتعدد الرؤى النظرية وتنوع المصادر ‏التاريخية، الأمر الذي أثرى العمل العلمى بعدد كبير من البحوث المتنوعة، كانت إضافة سار عليها كثير ‏من الباحثين المتخصصين في الشأن الأفريقي، وأضافت كثيراً مما كان مجهولاً أو متلبساً عليهم، حتى باتت الموسوعة تمثل أحد المراجع الأساسية للتعرف على التراث ‏الثقافي الأفريقي، وإبراز إسهام القارة في الحضارة الإنسانية، وتعد أيضاً سجلاً كاملاً للحياة الأفريقية منذ أقدم ‏العصور وحتى تسعينيات القرن العشرين في آخر طبعاتها.‏

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية