قال الأمين العام لمجلس الكنائس العالمى، الدكتور أولاف فيكس تافيت، إن فكرة المؤتمر العالمى للأخوة الإنسانية، تلقى الضوء على كيفية العيش المشترك والاندماج الإيجابى بين المجتمعات متعددة الثقافات والأديان، وتساعد فى مواجهة التحديات المختلفة التى تواجه الأديان. وأضاف «تافيت»، فى تصريحات على هامش فعاليات ملتقى «الأخوة الإنسانية» الذى اختتم فعالياته بالعاصمة الإماراتية أبوظبى، مساء أمس الأول، أن مشاركة رمزين من قادة الأديان هما الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وبابا الفاتيكان، فرنسيس الأول، تبعث رسائل ملهمة لمعتنقى الأديان مفادها أهمية العمل على تكوين أسرة واحدة رابطها الإنسانية، ترفض العزلة والإقصاء وتعزز قيم التسامح والإخاء، مشيدًا بدور شيخ الأزهر فى تعزيز ثقافة السلام والدعوة المستمرة للحوار الإنسانى المتبادل بين بنى البشر.
وقال المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء الأسبق، إن الأزهر يمثل صورة مشرفة للإسلام الحقيقى ويلعب دورا كبيرا فى تجديد الفكر وتحقيق إنسانية الإنسان، كما يحمل على عاتقه مسؤوليات كبيرة جعلته محط أنظار العالم كله.
وأشاد «محلب» بمساعى شيخ الأزهر لتنظيم مؤتمر الأخوة الإنسانية، الذى قدم رسائل قوية من أرض التسامح، مؤكدًا أنه يبذل جهودا حثيثة من أجل تعزيز الحوار والتعايش والتقريب بين الديانات وتعزيز التسامح والأخوة الإنسانية.
وقالت المديرة السابقة لمنظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم «يونسكو» إيرينا بوكوفا، إن مؤتمر الأخوة الإنسانية يوجه رسائل قوية للعالم تساعد فى تعليم الناس أهمية التعايش وقبول ثقافة الآخر وتحقيق الأخوة الإنسانية وتعزيز التكافل والتضامن بين البشر لمواجهة العنف والتطرف.
فى سياق متصل، قرر على خليل، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية بالأزهر، تخصيص الحصة الأولى من الفصل الدراسى الثانى بجميع المعاهد على مستوى الجمهورية، لتعريف الطلاب بمضمون وثيقة «الأخوة الإنسانية»، التى أصدراها الأزهر والكنيسة الكاثوليكية.
وقال خليل إن الوثيقة تمثل طوق النجاة للعالم أجمع، وميثاقًا عالميًّا للتسامح والتعايش والسلام، ولوقف ما يشهده العالم من حروب وصراعات.
وأكد أن العالم بات ينظر للأزهر باعتباره مرجعية للسلام العالمى وقبلة لكل مريدى الخطاب المعتدل ومعرفة الصورة الصحيحة للإسلام، مشيرًا إلى أن هذه الوثيقة تحظى بأهمية كبرى كوثيقة تاريخية للتعايش بين المسلمين والمسيحيين وبين البشر جميعًا.
وأوضح أن كلمة شيخ الأزهر جاءت لتؤكد ما يدعو إليه دائمًا فى خطاباته من تبرئة الأديان من الإرهاب وآثامه، ومحاربة الأفكار المتطرفة، وتبنى ثقافة الحوار، والتعاون المشترك، والتعارف بين الناس، والاقتداء بدعوة الأديان لبناء علاقة تقوم على التسامح بين أتباع الديانات المختلفة.
وأصدر الأزهر، عبر صفحته على موقع «يوتيوب»، فيلما قصيرا حول وثيقة الأخوة الإنسانية التى وقعها شيخ الأزهر، وبابا الفاتيكان، فى أبوظبى، يستعرض فيه كيف نشأت فكرة الوثيقة، وأهم المنطلقات الفكرية والقيم الأخلاقية التى تعبر عنها، كما يتضمن مقطعا صوتيا قصيرا للطيب وفرنسيس، يتحدثان فيه حول الوثيقة والهدف من إصدارها، وأهم الرسائل التى تحملها.