قال سياسيون فلسطينيون لـ«المصري اليوم»، إن الأوساط السياسية الداخلية في الأرض المحتلة، تلقت لقاءات المصالحة التي عقدتها الفصائل المتناحرة في القاهرة، بتفاؤل حذر، وكثير من التشكيك، بل وربما بشيء من عدم الاكتراث.
وأعرب واصل أبو يوسف، الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، عن اعتقاده بأن المصالحة هذه المرة ستفضي إلى تنفيذ، لأن الاجتماعات وضعت آليات تطبيق ما تم الاتفاق عليه. وأضاف أبو يوسف في حديث مع «المصري اليوم» أن انضمام حركتي المقاومة الإسلامية «حماس» والجهاد الإسلامي للإطار القيادي لمنظمة التحرير يعتبر من أهم الإنجازات، بما خلقه من إجماع فلسطيني على أهمية المنظمة وضرورة إعادة تفعليها لتكون المظلة التي تمثل الجميع.
أما خالدة جرار، عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لمنظمة التحرير، فرغم اتفاقها مع أبو يوسف على أن اجتماعات القاهرة وضعت آليات «ممتازة»، لكنها كانت أكثر تشكيكا بشأن «وجود إرادة سياسية» لتنفيذ ذلك.
وقالت جرار «يجب الضغط بشكل حقيقي لتنفيذ هذه الآليات، لأننا لا نثق كثيرا بما يتم التصريح به، فلدينا تجربة متكررة بالاتفاقيات التي لا تطبق على أرض الواقع". ومضت جرار قائلة «كان على الأطراف المجتمعة الإعلان عن تشكيل الحكومة فورا وليس تأجيلها إلى نهاية يناير المقبل»، مشيرة إلى أن هذا الانتظار هو محاولة أخذ الموافقة من الجانب الأمريكي و اللجنة الرباعية.
وشددت عضو المكتب السياسي على أنه «بدون تشكيل فوري لحكومة ائتلاف وطني، ببرنامج سياسي متفق عليه لن يتم تنفيذ أي من بنود الاتفاق على الأرض». وأكدت رفضها المصالحة برعاية أوروبية أو أمريكية أو بانتظار الرباعية، و قالت «آن لنا نحن كفلسطينيين أن نتفق فيما بيننا دون انتظار الوهم الخارجي أو إبقاء الأمور متعلقة بتأثيرات خارجية».
ما قالته جرار بخصوص تأجيل تشكيل الحكومة، يوافقها عليه المحلل السياسي هاني المصري، الذي شكك أيضا بإمكانية التوصل لأي اتفاق يفضي إلى نتائج إيجابية بدون تشكيل الحكومة. وقال لـ «المصري اليوم» إنه «لا شئ مما أعلن عنه يدعو إلى التفاؤل وما يجري هو مجرد إبقاء قوة دفع للحوار، بدون ترقب حدوث اختراقات جوهرية، والدليل على ذلك تأجيل تشكيل الحكومة».
وما يقلق أكثر، بحسب المصري، هو أن هذا التأجيل بانتظار موافقة أمريكا واللجنة الرباعية «الوحدة على أساس الخضوع لا تقدم للشعب الفلسطيني الكثير، نحن نريد وحدة على أساس برنامج وطني فلسطيني". وحول رأي الشارع فيما يجري، قال المصري إن «الفلسطيني غير مكترث ليس لأنه ضد المصالحة، وإنما لأنه يشعر أن هذه الأطراف لا تريد المصالحة ولا أن تدفع ثمنها».