x

القرى الأكثر فقراً في الصعيد: الحياة فى انتظار«الفرج»

الأهالى يحلمون بـ«سكن آدمي».. ومبادرة «حياة كريمة» تفتح أبواب الأمل
حياة بدائية يعيشها سكان قرى «الشيخ مكرم وبناويط ومزاتا شرق والباسكية» بسوهاج
حياة بدائية يعيشها سكان قرى «الشيخ مكرم وبناويط ومزاتا شرق والباسكية» بسوهاج تصوير : آخرون

وهبت مبادرة «حياة كريمة» التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى، روح الأمل لمئات القرى، التى تعد الأكثر فقراً، خاصة فى صعيد مصر، التى ينهش الفقر والجهل والمرض أهاليها منذ عقود، رغم الوعود الحكومية المتكررة لمواجهة أزمتها، إلا أن الظروف السيئة بها تزداد خطورة وتفاقماً.

الأرقام الرسمية،، تشير إلى أن نسبة الفقر فى مصر 27.7%، تحظى منها محافظات الصعيد وحدها بنسبة تفوق 50%، وأسيوط هى الأفقر، وتصل نسبة الفقر فيها لـ66%، يليها سوهاج وقنا والمنيا وأسوان ـ وفق بيانات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء.

«المصرى اليوم» زارت عدداً من القرى الأكثر فقراً بالصعيد، ورصدت أوضاعها وآمال الأهالى فيها، لتكون بمثابة دليل إرشادى أمام المسؤولين عند تحديد الاحتياجات الضرورية المطلوبة لها، عند بدء عمليات التطوير والتحديث وفقا لمبادرة «حياة كريمة» حيث إن مشاكل تلك القرى، عديدة، فمياه الشرب تختلط بمياه الصرف الصحى، والمنازل كالمقابر، والآمال تختلط بالآلام، وتصطدم أحلام العيش الكريم بالواقع المؤلم الذى يعيشونه، دون أن تحل لهم شكوى، أو تستجاب لهم مناشدة..

«الشيخ مكرم وبناويط ومزاتا والباسكية» .. تحلم بـ «سقف ونور»

حياة بدائية يعيشها سكان قرى «الشيخ مكرم وبناويط ومزاتا شرق والباسكية» بسوهاج

تجددت آمال وطموحات أهالى سوهاج فى أن تنال مطالبهم قسطا من اهتمام الحكومة ومنظمات المجتمع المدنى، مع إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسى عن مبادرة «حياة كريمة» مطلع العام الجارى، حيث تعد قرى سوهاج الأكثر فقرا بين المحافظات، وتراوحت نسب الفقر بهذه القرى بين 71 و88%. ورصدت «المصرى اليوم» أشكال الحياة فى 4 قرى بالمحافظة التى تشملها المبادرة، ومعيشة سكانها ومطالبهم من الحكومة لتحقيق معيشة كريمة بالنسبة لهم، وكانت جولتها بقرى «الشيخ مكرم» مركز سوهاج، و«بناويط» مركز المراغة، و«مزاتا شرق» مركز دار السلام، و«الباسكية» مركز البلينا. وفى قرية «الشيخ مكرم»، أسر فقيرة تفتقر لأبسط مقومات الحياة الكريمة، وأسر بأعداد كبيرة لا تقل عن 7 أفراد على الأقل، يعيشون فى منازل لا يوجد بها غرف ولا دورات مياه. أما قرية «بناويط» تعد من أعلى قرى المحافظة ارتفاعا فى نسب الفقر، حيث يبلغ عدد سكانها 18 ألفا و225 نسمة، وتبلغ نسبة الفقر بها 86.80%، ولم يكن الوضع داخل القرية بالأفضل عن سابقتها، بل أصعب منها، انعدام للخدمات وحرمان من مياه الشرب، وخدمات الصرف الصحى، والكهرباء، افتقار كامل لمعنى «حياة آدمية».المزيد

«أبوشوشة والحاج سلام وبهجورة».. قرى «قناوية» تنتظر الأمل

قرى «أبوشوشة والحاج سلام وبهجورة» فى قنا تدخل تحت مظلة مبادرة «حياة كريمة»

حظيت 3 قرى فى محافظة قنا بالعناية ضمن مبادرة «حياة كريمة» كمرحلة أولى، وهى قرى أبوشوشة بمركز أبوتشت، والحاج سلام بمركز فرشوط، وقرية بهجورة بمركز نجع حمادى.

وتعانى القرى الثلاث من شدة الفقر وانعدام الخدمات الأساسية من مياه صالحة للشرب ووحدات صحية ومدارس.

ويقول بركات الضمرانى، محام، من قرية أبوشوشة، إن القرية تعانى معاناة شديدة، خاصة فى الحصول على كوب مياه نظيف، وأن الأهالى يقومون بشراء جراكن المياه من الباعة لسد احتياجاتهم بسبب عدم صلاحية المياه للشرب، مشيرا إلى أن القرية تعانى من تدنى كافة الخدمات، وأن الكثير من أهلها ليس لديهم أوراق ثبوتية، كشهادة الميلاد والبطاقة الشخصية.

ويوضح سلام حسين، من أهالى قرية الحاج سلام، أن أمراض الفشل الكلوى والكبد تنتشر بين المواطنين بصورة كبيرة، والمياه لا تصل إلى القرية إلا ساعة واحدة فقط بعد منتصف الليل، ويستخدم الأهالى الطلمبات الحبشية الأكثر خطورة وفتكا، لاختلاطها بمياه «الطرنشات» وبيارات الصرف الصحى. ويشير عمرو فرحات، موظف بالتربية والتعليم، إلى أن القرية تعانى من فقر فى الخدمات المختلفة، ومنها مركز شباب لممارسة الرياضة، ما يضطر الشباب للذهاب إلى مركز البلينا التابع لمحافظة سوهاج، لحجز الملاعب، مطالبا بتوفير مركز للشباب لحمايتهم من الانحراف والتطرف، لافتا إلى أن هناك مدرسة ابتدائية واحدة متهالكة تخدم القرية وبحاجة للتطوير.المزيد

«الدكة».. الجهود الذاتية تنقذ أفقر قرية من «مأساة كامل العدد»

٤٨ منزلاً فى قرية «الدكة» فى انتظار إحلال وتجديد

تقع قرية الدكة إحدى قرى مركز نصر النوبة، على بُعد 60 كيلو متراً شمال أسوان، وتصنف هذه القرية كأفقر قرية فى مصر بعد أن احتلت المركز الأول وسط القرى الأكثر فقرا، وتقول الأرقام إن نسبة الفقر بهذه القرية تجاوزت91% ويبلغ تعداد سكانها نحو 7 آلاف نسمة.

وعندما تتجول فى القرية تظن للوهلة الأولى أنها خارج تصنيف القرى الفقيرة، وتتساءل لماذا احتلت هذه القرية الصدارة بين قرى مصر كأفقر قرية رغم أن الشواهد تقودك إلى أن هناك قرى أكثر فقرا، الإجابة تأتى من الأهالى قبل أن تبادر بسؤالهم: الخدمات غائبة، لكن الجهود الذاتية والتكافل الاجتماعى هو ما نعيش عليه.

ووسط شوارع القرية تجوب «المصرى اليوم» المنازل، التى يؤكد قاطنوها أن ماضى القرية أفضل من حاضرها، حيث كانت القرية القديمة على ضفاف بحيرة السد العالى أفضل مما آلت إليه الآن. وفى شوارع القرية تشاهد منازل بعضها مهدم ومهجور والبعض «غاص» فى الأرض وتبلعه الحشائش، وآخر تظهر على معالمه التشققات.

ويؤكد الأهالى أن المنازل تحتاج إلى الإحلال والتجديد خاصة التى يسكن بها أبناء النوبة وتضررت بفعل طبيعة التربة فى هذه المنطقة والتى تؤدى باستمرار إلى حدوث تشققات وانهيارات للمنازل فيضطر الأهالى إلى هجرها انتظارا لقرارات الإحلال والتجديد من وزارة الإسكان لها حيث هناك عدد من المنازل مدرج حسب الاعتمادات المالية لإجراء الإحلال والتجديد لهذه المساكن.المزيد

«كلابية الأقصر» .. تشققات المنازل أبرز المشكلات

مخاوف بين الأهالى من تعرض منازلهم للإنهيار بسبب المياه الجوفية

عقب اختيار قرية الكلابية، بمركز إسنا جنوبى الأقصر، ضمن 100 قرية ضمن مبادرة الرئيس «حياة كريمة» اتجهت أنظار جميع المراقبين والمؤسسات الخيرية والجمعيات الأهلية صوب القرية التى تتعدى فيها نسب الفقر مراحل كثيرة عن العديد من قرى المحافظة، حيث تخطت قرية الكلابية بإسنا نسبة الفقر لأكثر من 78.33% وما تضمه من إجمالى عدد للسكان يبلغ 3577 مواطنًا.

وقرية الكلابية، إحدى القرى التى تقع جنوب الاقصر، وتشتهر بأنها قرية طاردة للشباب، حيث يهجرها الشباب للعمل فى محافظتى الإسكندرية ومطروح لقلة الخدمات والمشروعات الموجودة بها إلى جانب صغر مساحة القرية، وتعد أزمات المياه الجوفية الأزمة الكبرى التى يعانى منها الأهالى، حيث يشكون بصورة دائمة من تعرض منازلهم لدخول المياه الجوفية والتى تشتد مع دخول الشتاء وما يترتب عليه من تشقق المنازل وتلف الأثاث بجانب ما تحدثه من تشققات فى الحوائط والجدران تهدد حياة السكان، بالإضافة إلى تهالك الطرق الداخلية بها وضعف الإنارة.

وتقع القرية على أطراف الجبال وتحتاج للكثير من الخدمات والبنية التحتية والمشروعات الصغيرة حيث يعانى غالبية سكانها من البطالة.المزيد

«كفر المغربى» .. كثرة الإنجاب سيد الموقف بالمنيا

شكاوى من غياب الخدمات والصرف الصحى فى قرية «كفر المغربى»

تحتل قرية كفر المغربى، المركز 68 على مستوى الجمهورية، من حيث الفقر بنسبة 78.65%، لذا اختيرت ضمن مشروع «حياة كريمة». ويؤكد أهالى القرية التابعة لمركز العدوة بالظهير الصحراوى الغربى، شمال المنيا، أن أهم أسباب الفقر هو الزواج المبكر، وكثرة الإنجاب، والأمية، بالإضافة إلى ثقافة إنجاب الذكور دون الإناث، وغياب دور الحكومات السابقة فى التوعية والاهتمام بحياة المواطنين، مؤكدين أن المنازل التى يعيشون فيها مهددة بالانهيار لكونها بالطوب اللبن وجريد النخيل. ويوضح الأهالى حجم معاناتهم فى حديثهم لـ«المصرى اليوم» وتدنى الخدمات المقدمة لهم ومنها الصحية بسبب غلق وحدة طب الأسرة، وتشوين المعدات داخل المخازن، وتكدس الطلاب والتلاميذ داخل مدرستين إحداهما «ابتدائى»، والأخرى «تعليم أساسى». وداخل القرية سألنا الحاجة فطومه موسى، 85 سنة، من أبناء القرية، «منذ ولادتى وأنا أعيش هنا، ولم أتنقل لأى مكان آخر، وطلقنى زوجى بعد أن أنجبت ولدا وبنتا، وتركهما لى لتربيتهما، وتوفى منذ 20 عاما، ومن دخلى القليل، تم زواج نجلى وابنتى، والزواج المبكر وكثرة الإنجاب، والجهل، أهم أسباب ما نحن فيه من فقر، وكل أمنياتى أن أموت مستورة».المزيد

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية