x

«ويكيليكس»: سياسيون مصريون طلبوا من أمريكا تجنب الظهور كداعم لتوريث الحكم لـ«جمال»

الإثنين 06-06-2011 02:00 | كتب: غادة حمدي |
تصوير : حاتم وليد

رصدت وثيقة بعثت بها السفيرة الأمريكية مارجريت سكوبى إلى بلادها عام 2009 تفاصيل لقاء جمعها بعدد من الناشطين والمفكرين السياسيين المصريين، موضحة أن شعوراً بالتشاؤم سيطر عليهم إزاء إمكانية أن تسفر الانتخابات البرلمانية فى 2010 أو الرئاسية فى 2011 (كما كان مقرراً من قبل) عن أى تغيير حقيقى. وبينما طالب أحد الناشطين - بحسب الوثيقة - بمقاطعة المعارضة للانتخابات دعا الكثيرون إلى مراقبة دولية للعملية الانتخابية، كما دعا آخرون إلى «حكومة مؤقتة» يمكن أن تقود مرحلة التحول الديمقراطى.


وأشارت الوثيقة إلى أن الحضور رأوا أن الدعم الأمريكى للديمقراطية فى مصر تضاءل، داعين الولايات المتحدة إلى تجنب إعطاء انطباع بدعم توريث الحكم لجمال مبارك، بينما اختتمت سكوبى برقيتها بقولها إن الإدارة الأمريكية الحالية لم تتراجع عن اهتمامها بتعزيز الديمقراطية، كما شددت على أن بلادها لن تتخذ موقفاً بشأن من سيكون الرئيس المقبل لمصر، ولكنها ستواصل تشجيع عملية انتخابية حرة ونزيهة.

وإلى نص الوثيقة

مصنفة بواسطة: السفيرة مارجريت سكوبى.. لأسباب 1.4 (ب) و(د).


1 - (ج) النقاط الرئيسية

- أبدى نشطاء سياسيون كانوا فى ضيافة السفيرة على مأدبة غداء تشاؤمهم من أن تقدم الانتخابات المقبلة فرصاً لتغيير حقيقى.

- واتفق معظم الحاضرين على أن عدم مبالاة الناخبين وانخفاض نسبة الإقبال على التصويت فى الانتخابات السابقة، يمكن تفسيرهما بغياب «الثقافة السياسية» وضغوط أجهزة الأمن وانعدام الثقة فى أن أياً من الحزب الحاكم أو المعارضة يمكنه إحداث التغيير المطلوب.

- أحد المشاركين طالب بأن تقاطع المعارضة الانتخابات لإرسال رسالة مفادها أن العملية الانتخابية غير صحيحة، فيما دعا الكثيرون إلى مراقبة دولية للانتخابات، كما دعا آخرون إلى حكومة مؤقتة يمكن أن تقود المرحلة الانتقالية إلى الديمقراطية.

- وعكست المجموعة التصور العام بأن الدعم الأمريكى للديمقراطية فى مصر قد تضاءل. وحث المشاركون الولايات المتحدة على تجنب إعطاء انطباع بدعم توريث الحكم لجمال مبارك، موضحين أن أى إشارة فى هذا الإطار يمكن تفسيرها على أنها موافقة صريحة.


2 - (ج) التعليق: التشاؤم العام، الذى ينقلب فى بعض الأحيان إلى سخرية، بشأن موسم الانتخابات المقبلة، والشكاوى من دعم أمريكى محتمل لخلافة جمال مبارك، من الموضوعات المألوفة فى حواراتنا مع الناشطين السياسيين فى هذا السياق وفى غيره. الكثيرون يشعرون بالحنين إلى الانفتاح السياسى فى عام 2005، ويرون أن ممارسات الحكومة المصرية منذ ذلك الحين قلصت من الحريات السياسية التى ظهرت فى أعقاب 2005. نهاية التعليق.


3 - (ج) استضافت السفيرة مأدبة غداء فى 4 أكتوبر مع ممثلين عن الأحزاب السياسية المعارضة والأكاديميين والصحفيين. وانضم مدير مكتب التواصل العالمى فى مجلس الأمن القومى الأمريكى براديب رامامورثى أيضاً للمأدبة. وتركزت المناقشات على حالة الشؤون السياسية الداخلية والانتخابات الوطنية المقبلة. وأبدى المشاركون تشاؤماً بشأن ما إذا كانت الانتخابات البرلمانية فى 2010 والرئاسية فى 2011 ستكون فرصة لتغيير حقيقى. وقال المعلق السياسى المعروف على القضايا السياسية الداخلية والشؤون الخارجية الدكتور حسن نافعة إن آفاق التغيير تم تقييدها عبر التعديلات التى تم إدخالها مؤخراً على الدستور، والتى قللت من دور القضاء و«فصّلت» شروط الترشح للرئاسة لتناسب جمال مبارك. وأضاف أن الافتقاد للمساءلة داخل النظام الحالى، مع سيطرة الحكومة على مسار العملية الانتخابية، يعيق جهود المراقبين.


4 - (ج) وقال الصحفى والناشط فى مجال حقوق الإنسان هشام قاسم إن تعنت الشرطة يحد من اهتمام الرأى العام بالسياسة، وتجرد المعارضة من «التكنوقراط» الذين يخشون من آثار مشاركتهم على معيشتهم، ومن يتبقى هم من يقفون متحدين تلك التكتيكات، إلى جانب أولئك الذين تقتصر مشاركتهم السياسية على شعارات «فليسقط مبارك». وقال قاسم أيضاً إنه بدون «نظام سياسى حقيقى»، فإن السلطة تتركز فى أيدى الرئاسة التى غالباً ما تترك المواطنين يخمنون نواياها.

وقال د.حسام عيسى، عضو الحزب الناصرى، أستاذ القانون بجامعة عين شمس، إنه ينبغى دفع الدولة لرفع ضغوطها عن المعارضة وتوسيع حرية الصحافة، معتبراً أن كل أحزاب المعارضة، بما فى ذلك حزبه، «جزء من النظام»، ودعا لمقاطعة المعارضة للانتخابات كأفضل طريقة لإرسال رسالة مفادها أن الانتخابات ليست تنافسية حقاً.


5 - (ج) الكثيرون أشاروا إلى عدم وجود «ثقافة سياسية». فوفقاً لأنور عصمت السادات ابن شقيق الرئيس السابق (ملاحظة: كان عضواً سابقاً بالحزب الوطنى الديمقراطى، وهو حالياً يتزعم منظمة غير حكومية ومؤسس حزب الإصلاح والتنمية تحت التأسيس. نهاية الملاحظة) فإن الافتقار لثقافة سياسية تزيده ضغوط النظام ومشاحنات المعارضة خطورة، ودعا المراقبين الدوليين إلى «حماية أصواتنا»، فيما دعت هالة مصطفى، رئيس تحرير مجلة الديمقراطية (التى تصدر عن مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية) إلى «إحياء الحوار الاجتماعى والسياسى».د


6 - (ج) رأى البعض أن «فترة انتقالية» مطلوبة لتطوير الثقافة السياسية وتنفيذ الإصلاحات اللازمة. وقال أسامة الغزالى حرب (العضو السابق فى الحزب الوطنى، وزعيم حزب الجبهة الديمقراطية المعارض ورئيس تحرير مجلة «السياسة الدولية» التى تصدر عن مؤسسة الأهرام)، إنه نظراً لأن مصر تفتقر إلى نظام سياسى حقيقى، فإنها تحتاج إلى فترة انتقالية «لبنائه من الصفر».

وقال الدكتور حسام عيسى إن تاريخ مصر يشير إلى أن التغيير يأتى من داخل الحكومة وليس كنتيجة لضغط خارجى من المجتمع المدنى، داعياً لحكومة انتقالية لمدة عامين يقودها سياسى يحظى باحترام مثل محمد البرادعى.


7- (ج) وأعرب المشاركون عن قلقهم بشأن جهود الولايات المتحدة لتعزيز الديمقراطية، محذرين من دعم التوريث. ونبه أسامة الغزالى حرب إلى تصور بأن دعم الولايات المتحدة للناشطين السياسيين قد فتر، وقال للسفيرة إن دعم الولايات المتحدة لجهود التحول الديمقراطى لا يزال حيوياً. وتضمن ما قاله تجنب إظهار الدعم لجمال مبارك. وقال الدكتور عيسى إنه وآخرين كانوا قلقين للغاية إزاء احتمالية انعقاد لقاء بين جمال مبارك والرئيس أوباما أثناء وجوده فى القاهرة، وهو شىء كانوا سينظرون إليه على أنه إشارة صريحة للدعم الأمريكى. الدكتور نافعة اقترح أيضا على السفيرة أن تتفادى الولايات المتحدة الظهور بمظهر الداعم لجمال مبارك، وأضاف أنه على الولايات المتحدة أن تفهم أنه إذا أصبح جمال رئيساً فذلك سيكون لأنه «فُرض ولم ينتخب».


8 - (ج) وأكدت السفيرة مجدداًَ فى المأدبة أن الإدارة الأمريكية الحالية لم تتراجع عن اهتمامها بتعزيز الديمقراطية، وأن النهج اللاتصادمى لا يعنى أن الولايات المتحدة تخلت عن دعمها، وأن تمويل المجتمع المدنى مازال مستمراً. وشددت السفيرة أيضاً مرارا وتكرارا على أن الولايات المتحدة لن تتخذ موقفاً بشأن من سيكون الرئيس المقبل لمصر، ولكنها ستواصل تشجيع عملية انتخابية حرة ونزيهة وشفافة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية