لم تسلم الشعائر الدينية من استغلال الشعارات التى تم رفعها خلال الثورة للإعلان عن التقدم لتأدية الشعائر الدينية، وهو ما رفضه علماء الأزهر بشدة وأكدوا عدم جوازه شرعاً.
كانت إحدى الشركات السياحية قد لجأت للإعلان عن عمرة رجب عبر نشر إعلانات فى بعض الصحف، بينها صحيفة الأهرام، استخدمت شعارات مثل: «عمرة التغيير» و«الشعب يريد زيارة الحبيب».
وأعلن العديد من علماء الأزهر رفضهم الشديد لهذا النوع من الإعلانات والتعامل مع الشعائر الدينية على أنها مجرد «سلعة» لتحقيق مكاسب مادية، وقال الدكتور عبدالمعطى بيومى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، لـ«المصرى اليوم»: هذا استغلال لا يجوز شرعاً ولا يليق بمكانة وقيمة الشعائر الدينية التى يجب أن تأخذ موضعها اللائق من التوقير والاحترام، وألا تكون عرضة لمثل هذه الشعارات، والإعلانات التى تروج للعمرة على أنها مجرد سلعة لتحقيق المكسب المادى فقط.
وأضاف بيومى: المتاجرة بالشعائر الدينية يؤثم مرتكبها لقول المولى عز وجل: «فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً»، فإذا كانت الشركات السياحية تقدم العمرة كعبادة لمن يريدها إخلاصاً لله وابتغاء مرضاته، فعملها مبارك، أما الذين يتاجرون بالشعائر الدينية ويكسبون الأموال عن طريق رفع الشعارات التى لا تليق بمكانة وقيمة هذه الشعائر، فعملهم، كما شبهه القرآن الكريم، كالمطر الذى نزل على صخرة فلم تفض منه خيراً ولا بركة ولم تنبت به زرعاً.
وقالت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، إن هذه الظاهرة والمتاجرة باسم الدين أصبحت منتشرة فى الوقت الراهن، مثل إرسال بعض شركات المحمول رسائل «SMS» بأن تقوم بإرسال دعاء معين فى الرسالة إلى 10 أشخاص لتدخل الجنة أو الترويج للعمرة والحج باستغلال الشعارات التى لا تتناسب مطلقاً مع قدسية الشعائر الدينية.