x

عشرات الآلاف يشاركون فى «جمعة الحرائر» ويطالبون «العسكرى» بتسليم السلطة

تصوير : صفاء سرور

احتشد عشرات الآلاف فى ميدان التحرير، الجمعه، للمشاركة فى جمعة «حرائر مصر - رد الشرف»، والتنديد بانتهاكات قوات الجيش ضد المتظاهرات على خلفية اشتباكات مجلس الوزراء الجمعة الماضى، وأدى المتظاهرون، عقب صلاة الجمعة، صلاة الغائب على أرواح الشهداء منذ يناير وحتى شهداء الاشتباكات الدامية بين قوات الجيش والمتظاهرين فى مجلس الوزراء والتحرير، ورددوا هتافات تطالب بإسقاط المجلس العسكرى، وتسليم السلطة لرئيس مدنى منتخب.

وطافت مسيرة أرجاء الميدان حاملة نعشا رمزيا لشهداء أحداث مجلس الوزراء ورددت هتافات «انزلوا من بيوتكم.. طنطاوى عرى بناتكم»، وأكد والد أحد شهداء شارع محمد محمود، ويدعى مصطفى محمود، أن نجله كان ينقذ مصابى الأحداث وأطلق عليه «رصاص حى» فى رأسه مباشرة، وقرأ والد الشهيد رسالة كتبها نجله قبل وفاته بأيام وجهها لأمهات الشهداء فى ثورة 25 يناير، دعا فيها الجميع بألا يقفوا مكتوفى الأيدى وأن يسارعوا لإنقاذ وطنهم.

ونصب المتظاهرون خيمة كبيرة بعلم مصر علقوا عليها صوراً فوتوغرافية وأعمالاً كاريكاتير توثق لأحداث الثورة منذ بدايتها، ورفعوا لافتات تُحّمل المجلس العسكرى مسؤولية الأحداث الأخيرة، وتساءلوا «كيف يؤمن الجيش الانتخابات فى مصر كلها.. ويفشل فى تأمين مبنى واحد»، ووجه المتظاهرون انتقادات شديدة للإخوان والسلفيين، حيث رفعوا لافتة «إنت فين يا سلفى إنت فين يا إخوان أختنا اتعرت فى التحرير، فالح بس تاكل فى ودانى عايز أختى عبير».

وأعلن ياسر راضى، أحد شباب السلفيين، تشكيل تحالف «الإسلاميين الأحرار»، بمشاركة 13 ائتلافاً وحركة تضم 5000 من شباب الإخوان والسلفيين الذين انشقوا عن مكتب الإرشاد وهيئة الدعوة السلفية.

وقال «راضى» لـ«المصرى اليوم»، إننا سنفضح مخطط قيادات مكتب الإرشاد والدعوة السلفية للسيطرة على مقدرات الأمور بالبلاد، وسنزيل الستار عن الاجتماعات السرية التى جمعت قيادات الإخوان والسلفيين بالمجلس العسكرى وأسفرت عن الاستفتاء والتعديلات الدستورية.

ومن جانبه، اعتبر المهندس أحمد بهاء شعبان، مؤسس الحزب الاشتراكى، أن عدم مشاركة الإخوان والسلفيين فى جمعة الحرائر رسالة للثوار مفاداها أنهم باعوا دم الشهيد لكراسى الحكم، فيما حمّل عبدالحليم قنديل، المنسق العام السابق لحركة كفاية، المجلس العسكرى مسؤولية الوقيعة بين الجيش والشعب، وقال إن المجلس العسكرى أكد فى بداية نزوله إلى الميدان أنه لن يطلق رصاصة ولن يقف ضد إرادة الشعب، ورغم ذلك سمحوا لأنفسهم بالاعتداء على كرامة مصر، وطالب حسام عيسى، أستاذ القانون الدولى، بمحاكمة علنية للمتورطين فى سحل وتعذيب الفتيات فى الأحداث الأخيرة.

ووزع عدد من المتظاهرين فى الميدان بياناً طالبوا فيه برحيل المجلس العسكرى، وبتشكيل مجلس رئاسى مدنى، مكون من رئيس مجلس الشعب المنتخب، والدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، والدكتور حسام عيسى، أستاذ القانون، وجورج إسحاق، عضو حركة كفاية، وحمدين صباحى، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية.

وعقب صلاة الجمعة انطلقت مسيرة حاشدة ضمت الآلاف من المصلين بالجامع الازهر، إلى ميدان التحرير، وندد المشاركون فى المسيرة بحكم المجلس العسكرى مرددين هتافات «إعلى إعلى يا صوت الأزهر.. يسقط يسقط حكم العسكر».

وأكد الدكتور نصر فريد واصل، مفتى الجمهورية الأسبق فى خطبة الجمعة بالجامع الأزهر، أن حرمة دم المسلم أشد حرمة عند الله من البيت الحرام، واستدل واصل بالعديد من الآيات القرآنية التى تؤكد حرمة الاعتداء على النفس الإنسانية مثل قول المولى عز وجل، من قتل نفس بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعا، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا.

وفى خطبة الجمعة بميدان التحرير، قال الشيخ عبدالعزيز النجار: «إن الشعب المصرى قرر رحيل المجلس العسكرى على أن يقوم بتسليم السلطة إلى مجلس رئاسى مدنى، بعضوية رئيس مجلس الشعب وكل من الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح والدكتور حسام عيسى وجورج إسحاق وحمدين صباحى»، مؤكداً أن هذه الأسماء ممكن النقاش فيها أو تعديلها، لكنه من المرفوض تمام النقاش حول قرار الشعب بتسليم المجلس للسلطة.

ورفض الشيخ النجار بقاء المجلس العسكرى فى السلطة «بعد الجرائم الأخيرة التى ارتكبها فى الأيام الماضية من قتل وإزهاق أرواح الثوار» محملاً المجلس مسؤوليتها، وأضاف: «أن العار لحق بالمجلس بعد الجريمة التى تعرضت لها متظاهرة التحرير من اعتداء سافر»، وتساءل ثلاث مرات: «هل تعلمون من هذه الفتاة» وأجاب «إنها مصر التى تعرت أمام العالم»،

وألقت الدكتورة كريمة الحفناوى، الناشطة السياسية بحركة كفاية، كلمة اتهمت فيها المجلس العسكرى، بالمسؤولية عن كل الأحداث التى وقعت فى الفترة الأخيرة، مؤكدة أن «المجلس العسكرى هو نفسه الطرف الثالث المتهم بكل الجرائم التى وقعت فى ميدان التحرير وماسبيرو»، على حد قولها.

وأضافت: «لن نقبل اعتذار المجلس العسكرى، لأنه أهان الشعب المصرى كله وعليه أن يعتذر لكل بنت وكل رجل وكل أم». ورفضت «الحفناوى» اقتراحات البعض بتنظيم مسيرة إلى وزارة الدفاع، مؤكدة أن ميدان التحرير هو المكان المعبر عن ثورة مصر ومن خلاله يستطيع الشعب أن يرسل رسائل لكل مؤسسات الدولة، كما أكدت عدم وجود نية للاعتصام من جانبها أو من جانب حركة مصريات مع التغيير بعد انتهاء اليوم.

وتقدمت الفتيات أمام المنصة لحمايتهن والحفاظ عليهن وقام عدد من الشباب بعمل كردون أمنى حولهن أمام المنصة، وهتفت الفتيات وهتف خلفهن كل الشباب «بنات مصر خط أحمر.. بنات مصر خط أحمر».

وطالب حزب التحالف الشعب الاشتراكى، فى بيان بعنوان «فليرحل المجلس العسكرى»، بتشكيل لجنة تقصى حقائق فى أحداث مجلس الوزراء، وإلغاء انتخابات مجلس الشورى وإجراء الانتخابات الرئاسية فور إنهاء الانتخابات البرلمانية بما يتيح انتقال السلطة فى أقرب وقت لرئيس وبرلمان منتخبين من الشعب.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية