وقع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على قرار لفتح مؤسسات الحكومة بشكل مؤقت لمدة 3 أسابيع بعد الإغلاق، الذى يعتبر الأطول بتاريخ الولايات المتحدة، التى تكبدت خسائر قيمتها 6 مليارات دولار، لعدم موافقة الكونجرس على اعتماد 5.7 مليار دولار لبناء جدار حدودى وعد به ترامب.
القرار الذى وقعه ترامب، ووافق عليه مجلسا الشيوخ والنواب بالإجماع، أمس الأول، لا يتضمن طلب ما قيمته 5.7 مليار دولار، لتمويل الجدار الحدودى مع المكسيك، إلا أن القرار يتيح كسر الإغلاق لـ3 أسابيع فقط، إلى 15 فبراير، وقد يعود بعدها الإغلاق قائما.
ويسمح الاتفاق بتمويل مؤقت للحكومات المغلقة، وتعليق مؤقت للخلاف السياسى الذى شلّ واشنطن وأدى إلى اضطراب الملاحة الجوية وحرم أكثر من 800 ألف موظف فيدرالى من رواتبهم لـ5 أسابيع. فيما رأى البعض، القرار انتصارا لرئيسة مجلس النواب الأمريكى، الديمقراطية نانسى بيلوسى، وأنه تراجع على ما يبدو من ترامب عن إصراره السابق بشأن التمويل الفورى لبناء الجدار على الحدود الجنوبية مع المكسيك.
وقال ترامب، فى خطابه من داخل حديقة الورود بالبيت الأبيض: «الكل يعلم أنه كان لدى حل بديل قوى ولكننى فضلت عدم استخدامه فى الوقت الحالى، وآمل ألا أحتاج لاستخدامه»، فى إشارة إلى إعلان حالة الطوارئ فى البلاد. وشكر ترامب العاملين بالحكومة الفيدرالية وعائلاتهم، الذين أظهروا صمودا خلال الأزمة، على حد تعبيره وقال: «أنتم أناس رائعون، إن صمودكم وخوفكم على البلاد وعلى حدودها، شجعنى للمضى قدما».
والموظفون الفيدراليون مثل موظفى المتاحف وبحارة خفر السواحل الأمريكى لم يتلقوا رواتبهم. حتى عناصر أجهزة الاستخبارات الذين يحرسون البيت الأبيض قاموا بمهامهم دون راتب.
وبحلول، أمس الأول، بدأ تأثير الإغلاق الحكومى يضرب المطارات، حيث غاب عدد لا بأس به من الموظفين الأمنيين التابعين للإدارة الفيدرالية عن عملهم بداعى المرض ما أدى إلى تباطؤ العمليات الإجمالية، ما أثار مخاوف من تراجع النقل الجوى الأمريكى.
وقال ترامب فى خطابه: «الجدار يجب ألا يكون محل خلاف، جميع الخبراء المختصين فى الشؤون الحدودية الذين تحدثت معهم أكدوا لى أن بناء الجدار حل فعال وهو كذلك بالفعل».
وتابع: «إذا توصلنا لحل فى غضون الـ15 يوما، سيكون شعبنا فخورا بنا لأننا وضعنا الدولة قبل الحزب». واستشهد الرئيس الأمريكى فى خطابه بإسرائيل، وقال: «إسرائيل قامت ببناء جدار وهو ناجح بنسبة 99.9، ولن يكون الأمر مختلفا بالنسبة لنا، فهم يبقون المجرمين خارج بلادهم، وينقذون العديد من الأناس الطيبين من أن يسلكوا طريقهم لإسرائيل وهم يظنون أن لديهم أملا فى العبور، فبالجدار لا يوجد ذلك الأمل لدى الكثيرين».
وبعد أن أعلن ترامب الإنهاء المؤقت للإغلاق، قالت وكالة «ستاندرد آند بورز» للتصنيفات الائتمانية العالمية، إن الاقتصاد الأمريكى خسر ما لا يقل عن 6 مليارات دولار خلال الأيام الـ36 من الإغلاق الجزئى للحكومة، بسبب توقف العمال عن الإنتاج والنشاط الاقتصادى المهدر.
ويأتى تراجع ترامب عن موقفه فى وقت بات تأثير الإغلاق الحكومى وكلفته المالية على الموظفين والاقتصاد الوطنى، أكثر وضوحا للإدارة وصانعى القرار فى واشنطن، ولكن رغم تراجع الرئيس بموافقته على إعادة فتح الإدارات الحكومية دون الحصول أولا على مبلغ الـ5.7 مليار دولار لتمويل بناء الجدار، هدد مع ذلك بالعودة إلى الأزمة نفسها وبإغلاق جديد أو إعلان الطوارئ فى حال عدم التوصل لاتفاق فى الأسابيع الـ3 المقبلة، وقال: «فى الأيام الـ21 المقبلة أتوقع أن يعمل الديمقراطيون والجمهوريون بحسن نية».
وقال ترامب إن الجدار على الحدود مع المكسيك لن يكون أسمنتيا بل «ذكيا»، معربًا عن أمله أن يتوصل الجمهوريون والديمقراطيون إلى اتفاق يضمن أمن الحدود.
وحذر من أنه «فى حال عدم التوصل لاتفاق عادل فى الكونجرس، إما ستغلق الحكومة مجددا فى 15 فبراير، أو سأستخدم السلطات الممنوحة لى بموجب قوانين ودستور الولايات المتحدة للتصدى لهذه الأزمة». وقال: «فى الواقع ليس لدينا خيار سوى بناء جدار قوى أو سياج فولاذى».