x

من المطالبة بمحاكمة الأم إلى إخلاء سبيلها.. القصة الكاملة لـ«طفل البلكونة» (تسلسُل زمني)

السبت 26-01-2019 20:35 | كتب: نورهان مصطفى |
واقعة طفل البلكونة واقعة طفل البلكونة تصوير : فاضل داوود

لمدة دقيقتين، خلال فيديو قصير، ظهرت سيدة تدفع ابنها بعُنف، من شباك في إحدى العقارات، بمنطقة حدائق أكتوبر، كي ينتقل إلى شقة أخرى من خلال «البلكونة»، بسبب نسيان «مفتاح الشقة»، وسط صراخ من الطفل ومصوّر الفيديو، الذي ردد بلا انقطاع: «بتعملي إيه يا ست؟»، أثار الفيديو الذي انتشر عبّر مواقع التواصل الاجتماعي، أمس الجمعة، غضب المتابعون واندهاشهم من «قسوة» الأم.

مصوّر الواقعة يروي التفاصيل

قال محسن عبدالراضي، مصور فيديو «طفل البلكونة»: «ملحقتش أعمل حاجة ولا كنت هلحق أعمل حاجة، لأنه ببساطة أنا في الدور السادس في العمارة المجاورة، والواقعة في الدور الثالث في العمارة اللي قصادي، يعني لما انزل هيكون الولد وقع والله يرحمه، فكان الحل إني أصور وأوثق القصة عشان نجيب حق الطفل اللي ملوش ذنب غير أنه لأم متعرفش حاجة عن الأمومة والإنسانية، وإننا نزعقلها أنا والجيران ونخوفها إننا شايفينها وده اللي حصل وسحبت الطفل بعد كده».

وأضاف «عبدالراضي»، على صفحته على «فيس بوك»: «الست هتتحاسب، والأسرة مش هيلحق بيها أي ضرر، والطفل هيتربى تربية كويسة، أنا صورت وعرفنا نجيب حقه خلال ساعات، الست حاليا في قسم الجيزة بيتحقق معاها والطفل في إيد أمينة بوزارة التضامن دمتم بخير».

«التضامن» تتدّخل

في تحرك سريع، وجهت دكتور غادة والي، وزيرة التضامن، بتوفير خدمات إعادة التأهيل النفسي والاجتماعي للطفل الذي عرضته والدته لخطر السقوط من البلكونة وما عرف إعلاميا بطفل البلكونة، خصوصا أن الطفل تعرض للرعب ويحتاج لدعم نفسي من خلال دار متخصصة تابعة لوزارة التضامن لإزالة آثار ما بعد الصدمة التي ستتسبب للطفل في عواقب مستقبلية بسبب تعرضه لخطر محدق.

كما وجهت وزيرة التضامن الاجتماعي بضرورة مناظرة حالة الأم من الناحية النفسية بشكل خاص والأسرة بشكل عام لضمان حمايتهم من الخطر، ووجهت فريق التدخل السريع وأطفال بلا مأوى باتخاذ اللازم وعمل خطة تأهيلية مناسبة للطفل.

وقدم المجلس القومي للطفولة والأمومة بلاغا للنائب العام كما وجه الشكر لوزيرة التضامن الاجتماعي لمبادرتها السريعة، وعمل بحث اجتماعي للأسرة للوقوف على ظروفهم الاقتصادية والاجتماعية ومدى الاتزان النفسي للأم وصلاحيتها لرعاية أبنائها.

القبض على الأم

في الثانية والنصف من فجر السبت، ألقت مباحث الجيزة القبض على الأم التى أجبرت طفلها على الوقوف على نافذة شقة للتسلل إلى بلكونة مجاورة معرضة حياته للخطر بسبب نسيانها المفاتيح داخل مسكنها، بعد تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى مقطع فيديو لتعرض طفل للخطر على يد والدته.

قال صبري عثمان، مدير خط نجدة الطفل ومدير الشؤون القانونية بالمجلس القومي للطفولة والأمومة، التابع لوزارة الصحة والسكان، إن العقوبة المنتظرة للأم في واقعة «طفل البلكونة» التي انتشرت على صفحات التواصل الاجتماعي الساعات الماضية، هي الحبس 6 أشهر بتهمة تعريض حياة الطفل وسلامته للخطر، أو غرامة مالية من 2000 جنيه إلى 5 آلاف جنيها حسب رؤية النيابة، وذلك بموجب المادة 196 من قانون الطفل.

وأضاف «عثمان»، في تصريحات خاصة لـ«المصري اليوم»، أن المجلس تواصل مع وزارة التضامن الاجتماعي، لمعرفة الحالة النفسية للطفل بعد تلك الواقعة، وكذا التأكد من التوازن النفسي للأم.

اعترافات الأب والأم

روى الزوج، عبد الرازق أبو زيد، اعترافاته لـ«المصرى اليوم»، في تقرير نٌشر سابقًا، إذ قال إن زوجته «هند» اتصلت مساء أمس الأول، على زوجة أخيه وأخبرتها بالقبض عليها: «الشرطة ألقت القبض علىّ، وأخذوا أسامة كمان».

«مراتى مظلومة ولم تفعل شيئًا يهدد حياة ابننا الكبير.. الواد شقي جدًا»، قالها مُدافعًا عن زوجته: «أنا أجريت عمليتين جراحيتين، ولم أستطع مواصلة العمل كسائق (توك توك)، ومراتي هند كانت تتولى الإنفاق على الأسرة بأكملها»، فيؤكد الزوج، أن هند تعمل عاملة نظافة بمدرسة بلال بن رباح القريبة من مسكنهم بـ«ابنى بيتك»: «بتقوم الساعة 6 صباحًا، تروح الشغل وترجع بعد العصر، وبتكون تعبانة على الآخر».

واقعة طفل البلكونة

أرجع زوج المتهمة سلوك «هند» بإدخال ابنها إلى شرفة الشقة كما ظهر بمقطع الفيديو المتداول، إلى أن زوجته تشقى طوال النهار: «لما جت من الشغل، ذهبت لشراء مسلتزمات منزلية، وفوجئت بأن أسامة يلهو بالشارع، ونسى المفاتيح داخل الشقة، وهىّ شقيانة ولا تستطيع البيات في الشارع بالأطفال»، ليشير إلى أنه استلم شقتهم بمساكن ابنى بيتك قبل نحو عام، وليس لديهم أقرباء: «إحنا مقطوعين من شجرة هنا، وزوجتي لم تستطع الذهاب عند أحد للاستنجاد به.

من جانبها، قالت الأم إن زوجها «مريض»، خرج لزيارة والده المريض أيضًا بمحافظة الفيوم، وبعد ذلك خرجت ونجلها أسامة البالغ من العمر 12 عاما، ثم اكتشفوا نسيان المفتاح داخل الشقة.

واقعة طفل البلكونة

واستكملت الأم، قائلة: «إنها ظلت تفكر في أي حل للدخول إلى الشقة، فلم تجد أمامها إلا محاولة الدخول عن طريق جيرانها وعبور الطفل من خلال نافذة شقتهم التي تبعد قرابة متر عن شرفة منزلها، وبعد ذلك صعد الطفل إلى النافذة وأصبحت يديه معلقتان بشرفة شقته ورجليه تستند على نافذة شقة الجيران، والأم ممسكة بقدميه»، مؤكدة أنها تصرفت على فطرتها ولم تكن تتعمد إيذاء نجلها أسامة، ولكنها أقدمت على ذلك لدخول الشقة.

بكاء عمة الطفل

فيما بكت سامية، عمة الطفل، لـ«المصرى اليوم»، وقالت: «بقينا في مصيبتين هند في النيابة، وابنها مصيره لا نعرفه»، قالت العمة ذلك، في أسى: «أخويا نقل في الشقة دى وعليه أقساط ويدفع كل شهر 700 جنيه، ويدفع علاجًا 200 جنيه كل شهر، وهو على باب الله».

تقول عمة الطفل المجنى عليه، إن أخيها «عبدالرازق» ليس لديه دخل ثابت، وتقدم بمشروع «كرامة» ولم يحصل على أي مساعدات:«هما ناس غلابة، وهند كانت لا تمتلك أموالاً لإحضار نجار لكسر باب الشقة، فلجأت إلى فعلتها بمحاولة إدخال الطفل إلى شرفة الشقة كما ظهر في مقطع الفيديو».

إخلاء سبيل

أمر المستشار مدحت مكي، المحامى العام لنيابات أكتوبر، اليوم السبت، بإخلاء سبيل هند الروبى، صاحبة الفيديو المتداول عبر مواقع التواصل الاجتماعى، بإدخال نجلها «أسامة»، إلى شرفة شقتها عن طريق نافذة السلم، بضمان محل إقامتها.

وأكدت النيابة أن القرار راجع إلى ظروف المتهمة- عاملة نظافة- الإنسانية، وحرصًا على عدم تفكك الأسرة المكونة من الطفل المجني عليه و3 أشقائه آخرين، أصغرهم عمره 5 سنوات.

واتخذت النيابة قرارًا بتشكيل لجنة من وزارة التضامن الاجتماعى مهمتها إعداد تقرير شهري عن حالة الطفل المجني عليه، إضافة إلى ظروف معيشته مع الأسرة، كما أمرت النيابة بعرض المتهمة على ديوان عام قسم شرطة ثالث أكتوبر لأخذ تعهد عليها بعدم تعريض حياة الطفل «أسامة» للخطر، وكذا أخذ ذات التعهد على والد الطفل.

طفل البلكونة

وشهدت التحقيقات بكاء الأم المتهمة بالإهمال وتعريض حياة نجلها للخطر، وقولها: «لم أكن أقصد إيذاء ابني»، وعقب مواجهة النيابة لها بالفيديو المتداول عبر مواقع التواصل الاجتماعى، كما بكى الطفل المجني عليه، وطالب بإخلاء سبيل أمه «ماما مش بتضربني خالص، ساعات بس لما بعمل حاجة غلط بتزعق لىّ، سيبوا ماما».

وعقب انتهاء التحقيقات مع المتهمة طلبت الأم مشاهدة ابنها، واحتضنته بشدة: «متزعلش مني يا أسامة».

وذكر زوج المتهمة، أمام النيابة، أن زوجته تنفق على الأسرة بأكلمها، كونه تعرض إلى ظروف صحية حالت دون عمله خلال الفترة الحالية، كما أنه وقت الواقعة كان مسافرًا إلى مسقط رأسه فى محافظة الفيوم.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية