x

آلاف السوريين يتظاهرون ضد «بروتوكول»الجامعة العربية.. ويعتبرونه «رخصة مفتوحة للقتل»

الجمعة 23-12-2011 16:46 | كتب: عنتر فرحات, وكالات |
تصوير : أ.ف.ب

تواصل نزيف القتل والمجازر التى ترتكبها قوات الرئيس السورى بشار الأسد بحق المتظاهرين السلميين، المطالبين بسقوطه، إذ تشن القوات الحكومية حملة ضارية لقمع المدن الثائرة، بالتزامن مع وصول طليعة وفد بعثة المراقبين العرب، بينما خرجت حشود ضخمة من آلاف المتظاهرين المعارضين فى غالبية المدن وفى عدة أحياء بدمشق وريفها فى جمعة «بروتوكول الموت.. رخصة مفتوحة للقتل» تنديدا ببروتوكول الجامعة العربية الذى يؤكدون أنه لم يضع حدا للقتل.

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن 40 شخصا قتلوا الخميس  برصاص قوات الأمن بينهم 22 فى إدلب و13 فى حمص، وقتل 9 سوريين الجمعة فى عدة مدن برصاص قوات الأمن وأعلن التليفزيون السورى أن «عددا من الشهداء المدنيين والعسكريين» سقطوا فى تفجيرين انتحاريين بسيارتين مفخختين استهدفا مقر إدارة المخابرات العامة وأحد الأفرع الأمنية فى دمشق، وجرى تبادل إطلاق النار بين المهاجمين وقوات الأمن بعد الهجوم، وذكرت قناة «الدنيا» السورية أن الهجومين أسفرا عن سقوط 40 قتيلا وإصابة 100 آخرين.

وحاصرت الدبابات مناطق فى درعا وسط إطلاق نار كثيف وقصف وسط مخاوف من ارتكاب «مجازر» بحق الجنود المنشقين، وقالت الهيئة العامة للثورة إن السلطات منعت صلاة الجمعة أو فتح المساجد فى مدينة انخل منعا للمظاهرات، وقصفت المدفعية السورية حى بابا عمرو بحمص مما أسفر عن سقوط 9 قتلى وسمع دوى إطلاق نار وانفجارات فى مدينة شيخون بإدلب بعد اقتحام الجيش بدباباته المدينة، وقتل 4 جنود نظاميين ومنشقين اثنين فى مواجهات ببلدة خربة غزالة ببابا عمرو،وسقط جندى وجرح 8 فى هجوم لمنشقين ضد حاجز أمنى فى إدلب.

كانت منظمة «أفاز» المدافعة عن حقوق الإنسان أعلنت مقتل أكثر من 6237 من المدنيين وقوات الأمن، وأن 617 منهم قتلوا أثناء التعذيب، وأن 400 قتيل من الأطفال، بينما أرسلت دمشق خطابا إلى الأمم المتحدة يفيد بمقتل ما يزيد على 2000 من قوات الأمن والجيش منذ 9 أشهر.

وفى جمعة جديدة أطلق عليها النشطاء جمعة «بروتوكول الموت» تظاهر عشرات آلاف السوريين الجمعة ، فى إشارة إلى بروتوكول المراقبين العرب، الذى وقعته سوريا مع الجامعة العربية، معتبرين ذلك «مناورة» من النظام. وكتب الثوار على صفحتهم بـ«فيس بوك» «بروتوكول الموت.. رخصة مفتوحة للقتل». واعتبروا أن النظام استغل توقيع البروتوكول لتكثيف عملياته العسكرية «الهمجية» التى يخوضها ضد المدن المتمردة.

وبينما تنتظر الثورة انتفاضة العاصمة دمشق لإجبار الأسد على التنحى، سجل النشطاء مظاهرات تضم الآلاف فى حى الميدان بدمشق رغم كثافة المظاهر المسلحة، وقالت صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية إنه لا مجال للمقارنة بميدان التحرير فى القاهرة، فهناك ثكنة عسكرية أو مركز للمخابرات قرب كل ساحة بدمشق، كما يحاصر الجيش كل الشوارع المؤدية إلى الساحات العامة والمساجد الكبرى بالعاصمة والبلدات المحيطة أيام الجمع، ومع تصاعد وتيرة التظاهر بات الحصار مفروضا طيلة أيام الأسبوع، وأضافت أن المتظاهرين يسعون لاستغلال وصول بعثة المراقبين العرب بعد أن أسسوا صفحة «ساعة الزحف نحو ساحة الأمويين» الأهم بوسط دمشق، الأمر الذى يرفع من مستوى الترقب لما سيحدث قريبا فى العاصمة التى يبدو وكأنها تبيت على فوهة بركان، بينما يعتمد النظام سياسة قمع أكثر شدة من حيث الوجود العسكرى الكثيف دون اللجوء إلى القتل إلا فى أضيق الحدود كما فى مدن أخرى، نظرا لحساسية الوضع فى العاصمة.

ووسط تشكيك فى إمكانية نجاح مهمة البعثة أعلنت الأمانة العامة للجامعة العربية تشكيل غرفة عمليات لمتابعة تقارير وفود بعثة الجامعة، فيما قالت مصادر فى المجلس الوطنى السورى إن القوات الحكومية قتلت 250 شخصا خلال 48 ساعة استباقا لوصول فريق المراقبين، وأكد وزير الخارجية السورى وليد المعلم أنه سيكون بإمكان المراقبين زيارة «المناطق الساخنة»، لكنهم لن يدخلوا المواقع العسكرية الحساسة، حذر المجلس الوطنى المعارض بعثة الجامعة من أن تتعرض لخداع النظام. بدوره، حذر نائب الرئيس السورى السابق عبدالحليم خدام من أن بقاء نظام بشار الأسد سيدفع السوريين إلى حمل السلاح، داعيا مجلس الأمن إلى اتخاذ كل الوسائل بما فيها التدخل العسكرى ضد نظام دمشق. واعتبر «خدام» فى رسالة وجهها إلى رئيس مجلس الأمن أن «تردد المجتمع الدولى فى اتخاذ مواقف حاسمة تنهى جرائم النظام سيؤدى إلى فتنة كبرى لن تبقى فى حدود سوريا وإنما ستشمل المنطقة العربية».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية