والدة الدكتور محمد معيط «2»
■ اتصلت بصديقى العزيز محمد أنور عصمت السادات، وتوجهنا فى الموعد المحدد لمكتب د. محمد معيط بشارع الألفى، ولأن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف، فقد شعرت بارتياح غريب تجاه الدكتور معيط، وأعجبت بصراحته وشجاعته فى طرح السلبيات، وبخططه للإصلاح!
■ أبلغنى الأخ السادات أنه مشغول، فبدأت أتردد على الدكتور معيط منفردا، وفى إحداها فوجئت به يبلغنى بأن والده كان يعمل «غفير» فى إحدى الشركات، وبرغم ضيق الأحوال المالية فقد كان متفوقا ويبذل قصارى جهده فى البحث والاستذكار، وبعد وفاة والده حملت أمه المسؤولية، وقال لى: لن أنسى منظر أمى ومعاناتها وسط حشد من النساء لتحصل على معاش أبى الضئيل الذى لا يُسمن ولا يُغنى من جوع!! ذهلت لكلماته، ووجدت قامته قد ارتفعت فى نظرى إلى عنان السماء، ولم أكتب عما ذكره لى لعشر سنوات!!
■ ازداد تواصلى معه وزارنى بمنزلى عدة مرات آخرها قبل تعيينه وزيرا للمالية بشهر.. زارنى ليطمئن على حالتى الصحية والنفسية ويشد من أزرى.. قلبى معه الآن فقد رحلت عنه «ست الحبايب»، رحمها الله وأسكنها فسيح جناته.. آمين.