x

بعد عامين.. الآثار تستعد لافتتاح مقبرة بطلمية عمرها 2300 سنة في الإسكندرية (صور)

الجمعة 25-01-2019 15:22 | كتب: رجب رمضان |
افتتاح مقبرة بطلمية عمرها 2300 سنة فى الإسكندرية افتتاح مقبرة بطلمية عمرها 2300 سنة فى الإسكندرية تصوير : اخبار

تستعد وزارة الآثار لافتتاح مشروعات تم الانتهاء منها في الإسكندرية خلال أيام، فيما يقوم الوزير الدكتور خالد العناني بزيارة مُرتقبة للمحافظة للإعلان عن اكتشافات أثرية مُهمة، خاصة في ميت أبو الكوم وجبل الزيتون وطابية مطوح ومقابر كوم الشُقافة (غرب الإسكندرية).

وقال الدكتور غريب سنبل، رئيس الإدارة المركزية للترميم والصيانة بوزارة الآثار، إنهم انتهوا من إعادة بناء وترميم المقبرة الأولى التي تحمل رقم 989، المعروفة بـ«مقبرة سوق الورديان» بكوم الشقافة.

وقال «سنبل»، في تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم»، إن المقبرة المُقرر افتتاحها استغرق بناؤها عامين بواسطة مُتخصصين من الإسكندرية وسيناء وعدد من المناطق، وهى مقبرة كانت مُقتطعة من جبل الورديان وتم نقلها إلى الحديقة القبلية للمتحف اليوناني الروماني، لكن تم فكها وتشوينها في كوم الشقافة أثناء مشروع الترميم والتطوير والتحديث الجاري حاليًا في المتحف.

وأوضح أن الفريق الأثري نجح في إعادة تركيب مقبرة لم يكن لها أي ملامح بسبب عوامل التعرية والظروف المناخية السيئة التي تعرضت لها المدينة خلال السنوات الماضية، وهى الآن جاهزة للافتتاح الرسمي من قبل وزير الآثار.

وأشار إلى أن الإدارة المركزية انتهت من عمل القاعدة الخرسانية الخاصة بالمقبرة الثانية، رقم 990، وتعرف أيضًا باسم مقبرة الورديان، وأنه جارٍ عمل الدراسات الهندسية والفنية الخاصة بإعادة تركيبها.

وعن الأعمال الجارية، قال سنبل إنه سيتم الأسبوع الجاري الانتهاء من الموسم الأول لمشروع ترميم وتوثيق النقوش والكتابات الموجودة على جدران معبد إسنا في قنا، الذي بدأ نوفمبر 2018 من خلال شراكة بين الوزارة وجامعة طوبنجن الألمانية، المُمول الرئيسى للمشروع.

ويشارك الجانب الألماني في مشروعات قومية تنفذها الوزارة حاليًا، بينها مقابر البيت الفارسي وإنجاز ترميم مقبرتين أُخريين، إضافة إلى تنفيذ مشروع ترميم مسجد محمد علي ببعثات مصرية 100% لتنظيف التكيسات الرخامية في واجهات وجدران المسجد وضريح محمد علي، الذي تم الانتهاء من 80% من أعماله لاستعادة شكله الأصلي. وكشف «سنبل» عن بدء المرحلة الثانية من مشروع ترميم سجاد مسجد محمد الأسبوع المقبل.

وقال رئيس الإدارة المركزية للترميم والصيانة إن الإدارة تعتزم بدء مشروعات جديدة، منها ترميم فنار البرلس، الذي يعد الفنار الإسلامى الوحيد الذي لا يزال باقيا بشكله الكامل في مصر إلى الآن.

بجانب طابية عرابي، حيث يجري التنسيق بين وزارة الآثار ومحافظة كفر الشيخ لتنفيذ المشروع ووضع الموقع على خريطة السياحة المصرية للمرة الأولى. ويجري حاليًا عمل الأبحاث والدراسات الفنية اللازمة للمشروع، لا سيما أن الفنار يعاني وجود طبقات صدأ كثيرة ومظاهر تلف وسيتم إزالتها وتهيئة للموقع بشكل كامل يليق بالأثر الإسلامي المهم.

كما يجرى العمل على ترميم معبد إيزيس في أسوان وقصر الكسان باشا في أسيوط. ووجه «سنبل» شكره للمحافظ اللواء جمال نور الدين، لدعمه غير المحدود لفريق العمل.

وتحدث عن الانتهاء من ترميم مجموعة من المقابر في الهرم والجبانة الغربية ومقبرة قار، وأخرى مُكتشفة حديثًا في سقارة والأقصر ومعبد اسنا، والمسجد العباسي في بورسعيد ومقصورة سيدي علي زين العابدين في مصر القديمة، ومشروع ترميم سارية الجبل في القلعة، وجامع إنجي هانم والكنيسة المُعلقة، فضلا عن بدء خطة ترميم كنيسة أبو سرجة.

من جانبه، قال الخبير الأثري أحمد عبدالفتاح، عضو مجلس إدارة المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية، إن مقبرة سوق الورديان (989)، تعد مقبرة بطلمية عمرها 23 قرنًا، وتعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد. وجرى فكها أثناء مشروع تطوير المتحف بواسطة قسم الترميم برئاسة أميرة أبوبكر في العام 2006.

وأوضح أنها نُقلت مرتين، الأولى من جبل الورديان في بداية القرن الماضي إلى المتحف اليوناني، والثانية من المتحف إلى كوم الشقافة، منوهًا أنها بالغة الأهمية كونها من الجزء الخاص بالمذبح الذي كان يقدم قرابين للآلهة.

وتضم غرفة دفن رئيسية ذات سقف مقبي قليلاً، يتقدمها سلم وأمامه مذبح لتقديم القرابين. وداخله تابوت ذو شكل بالغ الطرافة منحوت في نفس صخر الحجرة من الحجر الجيري. وعلى كل من الجانبين وسادتين حجريتين لإراحة الموتى.

واحتفظت الحجرة من الداخل ببقايا ألوان تعبر عن أجمل مقابر العصر البطلمى التي نقلت إلى المتحف. وتشكل مادة خصبة لطلاب وعلماء الدراسات اليونانية الرومانية في الإسكندرية.

ويقول عبدالفتاح، في حديثه لـ«المصرى اليوم»، إن المقبرة الثانية المقرر إعادة بنائها، رقم 990، ترجع للقرن الثاني الميلادي، وعمرها 1800 سنة. وتتميز بأن واجهتها بالغة الروعة، تعلوها القوقعة البحرية. ومن الداخل مكونة من 3 توابيت منحوتة في الصخر في غرفة واحدة. وهى من النماذج النادرة لمقابر الرومان في الإسكندرية.

وطالب الرجل بتحويل منطقة كتاكومب كوم الشقافة كما كان مخططًا لها من قبل إلى متحف مفتوح للجبانة الغربية القديمة بالإسكندرية، خاصة أن المنطقة يوجد فيها أجمل جبانة رومانية في البحر الأبيض المتوسط، كائنة في أعماق الأرض.

وفيها مقبرة تدعى سلفاجو، ترجع إلى عصر الأسرة الـ26 الفرعونية، بالتالى يضم الموقع مقابر فرعونية وبطلمية ورومانية في ساحة أضخم مقبرة رومانية اُكتشف في مصر تتكون من 3 طوابق تحت الأرض، إضافة لتابوت ضخم عُثر عليه في المكس غرب الأسكندرية ومجموعة من التوابيت التي عثر على جانب منها في الجبانة الغربية.

«وبالتالى لا توجد منطقة تجمع هذا الزخم المعماري بالإسكندرية غير كوم الشقافة.. ومع الانتهاء من إعادة بناء المقبرتين يصبح متحفاً مفتوحًا ذا طبيعة خاصة في الإسكندرية ومصدرا لمضاعفة ساعات السياحة بالمدينة وبالتالى جلب العملة الصعبة».

وتعود مقابر كوم الشقافة إلى العصر الروماني، وتقع في حي كرموز، وأطلق عليها هذا الاسم إحياءً للاسم اليوناني القديم (لوقوس كيرامايكوس)، وتقع كوم الشقافة فى المنطقة التى قامت فيها قرية راكوتيس، وهو الاسم الذى عرفت به عند الرومان، وذلك إحياءً للاسم الفرعونى القديم «ra-gadit» كما هو مذكور فى نقش هيروغليفى من عهد بطليموس الأول.

وبدأ الحفر في منطقة كوم الشقافة بالعام 1892، إلا أنه تم اكتشاف فتحة في سقف الجبانة عن طريق الصدفة في عام 1900. والجبانة من نوع الكاتا كومب، وهو نوع من المقابر انتشر في القرون الثلاثة الأولى الميلادية. وحملت هذا الاسم نظرًا للتشابه في التخطيط بينها ومقابر الكاتا كومب المسيحية في روما، واسم كاتا كومب يشير إلى المقابر المحفورة تحت سطح الأرض.

افتتاح مقبرة بطلمية عمرها 2300 سنة فى الإسكندرية

افتتاح مقبرة بطلمية عمرها 2300 سنة فى الإسكندرية

افتتاح مقبرة بطلمية عمرها 2300 سنة فى الإسكندرية

افتتاح مقبرة بطلمية عمرها 2300 سنة فى الإسكندرية

افتتاح مقبرة بطلمية عمرها 2300 سنة فى الإسكندرية

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية