x

شهداء فى «معركة الكفاح»

الخميس 24-01-2019 23:27 | كتب: حسن أحمد حسين, عصام أبو سديرة |
الشهيد مصطفي عبيد الشهيد مصطفي عبيد تصوير : اخبار

لم يكن التباهى والتفاخر هو السبب فى التحاقهم بكلية الشرطة، فبالرغم من انتشار الإرهاب والعناصر الإجرامية فى السنوات الاخيرة إلا أن أعدادهم بالكلية تزداد عاما بعد عام رغبة منهم وإقداما على تقديم أغلى ما يملكونه فى سبيل الوطن.

كانوا يتوقون للالتحاق بكلية الشرطة واضعين نصب أعينهم الحفاظ على أمن واستقرار البلاد، واختاروا العمل فى سيناء للمشاركة فى القضاء على الإرهاب وللقصاص من قتلة زملائهم وذويهم، حتى صدقوا ما عاهدوا أنفسهم والوطن عليه ولحقوا بزملائهم وأصبحوا ضمن كتيبة الشهداء الذين فدوا مصر بأرواحهم تاركين رسائل فخر لأطفالهم وزوجاتهم تعبيرا عن فرحتهم بنيل الشهادة.

مصطفى عبيد..

أول شهداء «الداخلية» فى ٢٠١٩

الشهيد مصطفى عبيد، أول شهداء الشرطة فى 2019، استشهد أثناء تفكيك عبوة ناسفة بالقرب من كنيسة أبوسيفين بمدينة نصر، وكانت تستهدف الكنيسة، وأصر الشهيد على التعامل معها وتفكيكها، وقالت أسرته إنه قبل استشهاده بدقائق أجرى اتصــــالا هاتفيا تحـــدث خلاله مع ابنته ثم تحدث مع زوجته، وآخر كلمة قالها قبل أن يغلق الهاتف عندما أوصته الزوجة على نفســـه «سبيها على الله».

ولم يخبر الشهيد عبيد زوجته، التى تحدث معها هاتفيا قبل تفكيك العبوة التى انفجرت فى جسده بدقائق، أنه فى مأمورية مهمة وصعبة فى نفس الوقت حتى لا ينتابها القلق.

وصية محمود منير لابنه:

«إوعى تزعل يا إبنى لما أموت»

استشهد النقيب محمود منير، الضابط بإدارة البحث الجنائى بمديرية أمن شمال سيناء، مع 12 من عناصر وأفراد الشرطة، أثناء تواجدهم بخدمة أمنية بشمال سيناء فى هجوم بقذيفة هاون على كمين الصفا يعقبه هجوم مسلحين واستشهاد أفراد وضباط الكمين، وكانت وصية الضابط الشهيد لابنه الصغير «اوعى تزعل لما اموت، افتكر إن أبوك استشهد عشان خاطر مصر، لازم تكون فخور بيا وبمصر»، هذه الكلمات هى الوصية التى أوصى بها النقيب محمود منير يونس ابنه الصغير ٥ سنوات، قبل أن يودعه للمرة الأخيرة قبل أن يذهب لتأدية واجبه فى حراسة كمين الصفا بالعريش، ولم يعد مرة ثانية وهو ما تسبب فى حالة من الحزن الشديد سيطرت على أهالى البلدة بالكامل لأن الشهيد كان يتمتع بالسمعة الحسنة وحب الجميع.

أبوشقرة

9 رصاصات فى الظهر على يد ٤ ملثمين

أطلق عليه زملاؤه لقب «الشبح» وحصل على أعلى الأوسمة والتدريبات القتالية، واستشهد فى مواجهة مع عناصر خطرة بمدينة العريش، وكان من أكفأ ١٠ ضباط مقاتلين فى وزارة الداخلية،، وكان دائم التردد على دور المسنين، ليقدم لهم المعونة، إضافة إلى حرصه على التصدق على المحتاجين.

واستشهد أبو شقرة على يد ٤ مسلحين ملثمين، يستقلون سيارة دفع رباعى، تمكنوا من تضييق الخناق عليه، وأطلقوا وابلًا من النيران، فبادلهم الطلقات وقتل اثنين منهم، لكنه تلقى ٩ رصاصات، ٣ بالذراع اليمنى و٦ بالظهر، ليدخل ضمن قائمة شهداء الشرطة الذين ضحوا بأرواحهم فداء للوطن خلال السنوات الأخيرة التى عانت مصر خلالها كثيرا بسبب الإرهاب.

وقالت أسرة الشهيد أبوشقرة عندما علمت باستشهاده فى عيد الشرطة الذى يعتبر عيد ميلاد كل شهيد: «كل سنة وانت فى الجنة متهنى، كل سنة وانت حبك فى قلوبنا بيزيد، ربنا يرحمك يا محمد».

محمد السحيلى..

شهيد شعاره «لا تراجع ولا استسلام»

عبارة قصيرة جدا لكنها تحمل مئات من المعانى الكبيرة تركها الشهيد محمد السحيلى، رئيس مباحث قسم ثالث العريش بمديرية أمن شمال سيناء، قبل وفاته، حيث كان قد دون عبارة على صفحته فيس بوك، قال فيها: «يشهد الله أنى باشتغل المهنة دى لوجه الله وإذا حصل لى نصيب فى الشهادة فأنا ماتركتش لبناتى ولا مراتى فلوس، بس سبتلهم على قد ما قدرت اسم محترم».

وقالت أسرة الشهيد عندما وصلها خبر الاستشهاد إن الشهيد السحيلى كان يتمنى الانتقال للعمل فى مديرية أمن شمال سيناء، وتحديدا العريش، وتمت الموافقة على نقله فى أغسطس عام 2010 وظل بالعريش إلى يوم استشهاده.

وأضافت الأسرة أن الشهيد قضى أول عام فى منطقة بالوظة وبعدها ظل فى العريش، وعمل فى قسم ثان العريش وبعدها وكيل مكتب مكافحة المخدرات ثم معاونا ورئيس مباحث لقسم ثالث العريش وكان فى سن صغيرة، وذلك بسبب كفاءته فى العمل.


وائل طاحون..

التضحية حتى «النفس الأخير»

كان الشهيد وائل طاحون من أكفأ ضباط الأمن العام، وتم اغتياله عقب خروجه من منزله، وقالت أسرته فى لقاءات كثيرة إن قيادات الدولة بصفة عامة، ووزارة الداخلية بصفة خاصة، تولى أسرته اهتماما بالغا، ولم تتركهم فى أى مناسبة.

وقال عاطف، نجل الشهيد طاحون، إنه فخور بوالده الذى ترك لهم هذا الإرث من الحب والتضحية من أجل الوطن.

وعن قتلة الشهيد طاحون، فقد أصدرت المحكمة العسكرية حكمها على 52 متهمًا من قيادات وعناصر الإخوان، بينهم 16 هاربًا، فى اتهامهم باغتيال العقيد وائل طاحون، ضابط الأمن العام، وقضت بإعدام 8 متهمين حضوريا هم «محمد بهى الدين، وخالد صلاح الدين، وأسامة عبدالله محمد، ومحمود محمد سعيد»، وغيابيا: «جاد محمد جاد، وحسام الصغير، وعلاء على على، والحسينى محمد صبرى» وبالسجن المؤبد لـ10 متهمين حضوريًا و6 غيابيا.

وضمت قائمة المتهمين كلاً من يوسف القرضاوى، وعبدالرحمن البر، مفتى الإخوان، ومحمود غزلان، عضو مكتب إرشاد الإخوان.

وكشفت التحقيقات وقتها عن تورط المتهمين بالتحريض على قتل وائل عاطف طاحون، ضابط الأمن العام، ومجند شرطة، وشخص آخر، وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة، وأشارت إلى ارتكاب أعضاء المجموعات المسلحة أعمالًا عدائية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية