تعرضت العملة الأمريكية إلى تغيرات هائلة خلال تاريخها، لم تقل فى حجمها عن التغيرات التى طرأت على الولايات المتحدة ذاتها.
الدولار هو العملة الرسمية فى الولايات المتحدة الأمريكية ويساوى مئة سنت، وهناك فئات عديدة للدولار أكبرها ورقة فئة مائة دولار وهناك فئات أخرى تبدأ بالدولار الواحد ثم الدولارين فالخمسة والعشرة والعشرين والخمسين، حيث يقوم مجلس الاحتياط الفيدرالى الأمريكى، وهو بمثابة البنك المركزى، بإصدار هذه الفئات، بينما تعمل الحكومة الأمريكية، بشكل دورى على إعادة تصميم أوراق العملات حتى تكون أيسر استخدما لكن أكثر صعوبة عند التزوير.
وفيما يتعلق بأساليب التحقق من حقيقة العملة الأمريكية وكشف جريمة التزوير، فيتم– حسب برنامج التوعية بالعملة الأمريكية- من خلال عدد من الحيل لاختبار العملة من بينها أن تلمسها بيدك، وتقوم بإمالتها، وتفحصها مع الضوء ومن خلال تكبيرها فضلا عن الأرقام المسلسلة.
ينصح البرنامج بأن تمرر إصبعك عبر الورقة، والتى يجب أن يكون ملمسها خشنا نتيجة لعملية النقش للورقة النقدية الأمريكية التى يدخل فى تكوينها 75% قطن و25% كتان.
وعندما تقوم بإمالة الورقة النقدية كى ترى الحبر فى الأرقام المطبوعة فى أسفل الطرف الأيمن تجدها غيرت لونها من النحاسى إلى الأخضر وذلك فى الفئات التى تبدأ من عشرة دولارات فيما أعلى، كما يتغير شكل الجرس فى عملة المائة دولار من اللون النحاسى إلى الأخضر، فى حين يوجد شريط أمنى ثلاثى الأبعاد فى فئة المائة دولار، لونه أزرق وبه صور للأجراس و«المئات» وعندما تميل الورقة ذات اليمن واليسار تجد صور الأجراس و«المئات» تتحرك إلى أعلى وأسفل، فهذا الشريط منسوج فى العملة وليس مطبوعا عليها.
وهناك أيضا الخيط الأمنى، فعندما تمسك الورقة أمام الضوء ترى هذا الخيط مثبتا رأسيا على فئات الخمسة دولارات أو أعلى، لكن هذا الخيط مثبت فى مكان مختلف باختلاف فئة العملة ويشع بلون مختلف عندما يتم تعريضه لضوء فوق بنفسجى، بينما يظهر الخيط الأمنى من جانبى الورقة.
ومن ضمن الحيل أيضا العلامة المائية فحينما تمسك الورقة أمام الضوء ترى صورة باهتة على يمين الشخصية المرسومة على العملة فئة الخمسة دولارات فيما أعلى.
أما الحروف المطبوعة الصغيرة التى توجد فى كثير من المواضع فتساعد فى عملية التحقق من تزوير العملة من عدمه، والكلمات المطبوعة بخط صغير، تستلزم عدسة مكبرة حتى تكون واضحة، مثل عبارة «الولايات المتحدة الأمريكية» أو اختصارها باللغة الإنجليزية وغيرها، كما أن هناك أنسجة حمراء وزرقاء.
وثار الجدال فى السنوات الأخيرة الماضية لإدخال مزيد من الشخصيات التاريخية المختلفة على وجه العملة كى تكون أكثر تمثيلا للشعب والدولة.
ورفعت الولايات المتحدة الأمريكية الغطاء الذهبى عن الدولار عام 1973، وذلك عندما طالب رئيس جمهورية فرنسا شارل ديجول باستبدال ما هو متوفر لدى البنك المركزى الفرنسى من دولارات أمريكية بما يعادلها ذهباً.
ومنذ عام 1973 م انخفضت القيمة الحقيقية للدولار الأمريكى حوالى 40 مرة.
وقالت مجلة تايم إن قصة العملة الأمريكية لم تبدأ مع الدولار الذى نعرفه ونحبه أو «نكرهه» فالعملة الورقية كانت فى وقت سابق موحدة وتصدر على المستوى الفيدرالى من خلال الدولة التى تعرف اليوم باسم الولايات المتحدة، حيث تأسست الخزانة الأمريكية فى الثانى من سبتبمر عام 1789.
وأضافت: «كانت المستعمرات الأمريكية فى أيامها المبكرة تقوم بسك وإصدار العملة» مشيرة إلى أن الأموال «المعدنية» كانت النموذج المفضل للتبادل.
وكانت ولاية ماساتشوستس أول مستعمرة تصدر عملتها الورقية فى عام 1690، وسرعان ما حذت مستعمرات أخرى حذوها، لكن تسببت هذه الأوراق الائتمانية فى احتكاك بين المستعمرات وبريطانيا العظمى، مما أدى إلى إصدار قوانين العملة فى عام 1751 و1764، حيث أصدر الكونجرس «القارى» العملة الاستعمارية التى كانت معروفة باسم «كونتننتاليس» أى القارية.
وكان تصميم تلك العملة القارية الجديدة، حسب التايم، يختلف تمام الاختلاف عن الشكل الحديث للعملة الورقية الأمريكية، ولكنها كانت تحمل بالفعل أشكالا وصورا مألوفة مثل الهرم غير المكتمل ذى الثلاث عشرة درجة، والذى يمثل المستعمرات الثلاث عشرة «وعين العناية الإلهية» التى تمت إضافتها بعد ذلك.
ونبهت المجلة إلى أن مطبعة بنيامين فرانكلين سعت إلى مواجهة المزورين من خلال إضافة عناصر من الطبيعة مثل أوراق الشجر للأوراق كى تخلق تصميما فريدا يصعب نسخه.
إلا أن التضخم وانهيار قيمة العملة «القارية» أدى إلى إصدار قانون سك العملة عام 1792 والخروج بشكل جديد لسكها، فلم تعد الولايات تقوم بإصدار العملة، ولكن كيانات خاصة وبنوكا أدت هذا الدور من خلال إصدار مختلف الأوراق النقدية على مدار 70 عاما، وفقا لـ«لار ألين» فى موسوعة المال.
ومع نشوب الحرب الأهلية، بدأت الكونفيدرالية فى إصدار عملتها الورقية الخاصة التى كانت تعرف باسم «الخلفيات الرمادية» والتى بدأت فى الرواج فى أبريل 1861 وتميزت بسمات تصميمية جديدة، وصور وصفية تشمل العبيد الذين يعملون فى الحقل.
وظهرت العملة الحديثة بموجب قانون الاحتياط الفيدرالى عام 1913، والذى أعطى الحكومة الفيدرالية السلطة فى إصدار أوراق نقدية كعملة رسمية، والتى تعرف بالدولار الأمريكى.