x

«دهان العقارات» يثير أزمة بين المالك والسكان

الإثنين 21-01-2019 22:15 | كتب: رنا حمدي |
عقارات عقارات تصوير : فاضل داوود

حالة من الجدل شغلت الشارع المصرى، مؤخرًا، بعد قرار الرئيس عبدالفتاح السيسى توحيد لون دهان واجهات العقارات، فبينما رأى أصحاب العقارات أن الفكرة سترفع سعر الشقق وتحسن الشكل الجمالى للمنطقة، اعترض أصحاب الشقق على تحمل نفقة الدهان، مؤكدين أنها يجب أن تضاف مع رخصة البناء ويلتزم بها صاحب المبنى نفسه وليس السكان.

أحمد رجب، صاحب أحد العقارات بمنطقة فيصل، قال لـ«المصرى اليوم»، إنه مع قرار الرئيس الذى سيفيد أصحاب العقارات من جهة والدولة من جهة أخرى، موضحا أن صاحب العقار عندما يتميز بواجهة موحدة مع العقارات المجاورة سيزيد سعره وتتحول المبانى لما يشبه المجمع السكنى، ومن جهة أخرى، يساعد القرار الدولة فى تحسين المنظر الجمالى للمدن، وبالتالى يرى السائح منظرًا مشرفًا وراقيًا، خاصة فى الأماكن السياحية مثل مناطق الهرم والقلعة وغيرهما.

ويرى «رجب» أن القرار يسهم فى حل مشكلة العقارات المخالفة وعدم نشر العشوائية فى البناء، مؤكدًا: «لو الحى تابع موضوع الدهان بنفسه، كله هيخاف ويمشى مظبوط؛ لأنه كل شىء هيكون متراقب».

وتقول سيدة محمود، ربة منزل، ومالكة إحدى الشقق بالهرم، إن القرار يشكل قلقا بالنسبة لها، فهى لا تعلم ما إذا كان مالك العقار سيتحمل هو تكلفة الدهان أم سيتحملها السكان وحدهم، مطالبة بأن يتحمل الحى والحكومة تبعات هذا القرار، على أن تحدد ميزانية خاصة لدهان المنازل؛ لافتة إلى أن أصحاب الشقق غير قادرين على تحمل أى مصاريف إضافية، ومقترحة وجود قانون يحكم التعامل مع المقاول، وتُلزم من خلاله الحكومة مالكى العقارات بدفع مبلغ مالى يخصص لدهان واجهات المبانى يُدفع مع ترخيص البناء.

وأكد أحمد العربى، مقاول بناء، أن قرار الرئيس لا خلاف عليه وسط مقاولى البناء، لكن يجب أن يكون هناك تنظيم لهذا الشأن مع الحى، خاصة فى منطقة الدائرى، وذلك لأن لكل عقار لون واجهة مختلفا عن المجاور له، فيما يظهر على الطريق الدائرى فى بعض أماكنه ظهر العمارة وليس واجهتها، فهل «ستفرض الحكومة القرار على الواجهات والخلفيات خاصة الظاهرة على الطريق الدائرى أم يقتصر الأمر على الواجهة فقط؟». وأضاف «العربى» لـ«المصرى اليوم» أن القرار سيكون عبئًا على المقاول إذا شمل الدهان العقار كله، وكذلك على المالك، لأن تحمل دهان العمارة بشكل كامل سيؤثر على أسعار الوحدات السكنية، بالإضافة لمشكلة الشقق التى تم تمليكها قبل ذلك، حيث يصبح من حقه ألا يتكفل بدهان واجهة العمارة، كما أن صاحب العقار ليس ملزمًا بدهان واجهة شقة باعها منذ مدة.

ويوضح «محمود خميس»، أحد سكان منطقة صفط اللبن، لـ«المصرى اليوم»، أنه يمتلك شقة تطل على الطريق الدائرى، وسبق له أن قام بدهان الواجهة الخاصة بشقته بلون اختاره على ذوقه الخاص، ومع ذلك يرى أن القرار ضد مصلحة المواطن البسيط رغم أنه يخدم السياحة بشكل خاص، لافتا إلى أن الحى أو مالك العقار إذا فرضا تكلفة الدهان على صاحب الشقة التمليك ستحل الكارثة بالفعل، قائلًا: «إحنا مش قادرين على تكلفة العيشة.. هنتحمل كمان دهان وصنايعية».

ويرى «خميس» أن الحكومة لو تكفلت بالأمر فلن تسبب أى مشكلة سوى الوقت المهدر من يومه، أما إذا فرض عليه تحمل الدهان فلن ينفذ القرار، لأن الدهان ليس من أولوياته.

وأكد محمد أبوسعدة، رئيس الجهاز القومى للتنسيق الحضارى المصرى، أن «طلاء العقارات السكنية بلون موحد سيبدأ فى القاهرة، خاصة فى الأماكن السياحية، حتى تكون واجهة حضارية مشرفة»، مضيفًا أن المرحلة الأولى تبدأ بالطريق المؤدى للمتحف المصرى الكبير غرب القاهرة، إضافة إلى جميع المنازل المتواجدة على جانبى الطريق الدائرى. وتابع أن جهاز التنسيق الحضارى بدأ خلال الأشهر الماضية طلاء واجهات بنايات وسط القاهرة بلون واحد، وجاء ذلك عقب إجراء تحليل بصرى للمدن المصرية، نظرا لكون كل إقليم له طابع مختلف، وأوضح أن «المدن الساحلية كالإسكندرية وبورسعيد مثلًا تميل إلى اللون الأبيض، بينما تغلب على المناطق الجنوبية الألوان الترابية التى تتناسب مع درجات الحرارة والجو المحيط بها». وأكد «أبوسعدة» أن الأجهزة والأحياء تقوم حاليًا بعمل حصر للمبانى التى ستدخل ضمن برنامج طلاء الواجهات.

كانت وزارة التنمية المحلية قد أصدرت قرارا بأن طلاء المنازل لن يقتصر على القاهرة، بل سينفذ فى مختلف المحافظات، ولم تحدد قيمته بعد لعدم وجود حصر بالمبانى أو نوعية الخامات وأشكالها التى تنفذ على أرض الواقع، وأوضحت الوزارة أن «الحكومة المصرية لن تتحمل قيمة طلاء المنازل، بل سيتكفل أصحابها بقيمة الطلاء لأنها منازل خاصة وليست ملكًا للدولة».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية