ياعزيز ياعزيز.. كبة تاخد الانجليز «شعار ثورى شهير نعرفه جميعا، من كثرة تكراره في الأعمال الفنية والأدبية القديمة.
بالطبع قيل في ظل الإحتلال البريطانى لمصر والذى استمر لما يزيد عن السبعة عقود.
ولكن من هو «عزيز» الذى يتكرر اسمه في هذا الشعار الثورى.
الفريق عزيز المصرى شخصية مجهولة لمعظم المصريين، حتى أن المعلومات المتاحة عنه للمتخصصين من دارسى العلوم السياسة والاستراتيجيات العسكرية أو التاريخ، تكاد تكون معدومة. لا يوجد رسالات أكاديمية في مصر ولا مراجع مهمة عنه.
مات «عزيز المصرى» عام 1965، وكان على رأس مشيعيه، الرئيس جمال عبدالناصر من جامع عمر مكرم، ولما لا وهو الأب الروحى لثوار يوليو، وناصحهم كضباط أحرار، لكنه رفض أن يكون أول رئيس لمصر.
هذه هي المحطة الأخيرة في حياة هذا القيادى العسكرى الثورى، التي يسجلها الزميل محمد السيد صالح، في كتابه «عزيز المصرى» «أبوالثوار» والذى تنشره وتوزعه دار «بتانة» ومتوفر،بجناحها A25 قاعة1 بمعرض الكتاب الذي ينطلق الأربعاء المقبل.
الكتاب يطوف أيضا بمحطات حياة «أبوالثوار» الأخرى والمليئة بالدراما والمغامرة والحروب، في ليبيا لمقاومة الايطاليين، حيث أنه هو من علم عمر المختار فنون القتال والكر والفر،وفى اليمن ،ليتحول بعدها سياسيا ،وليصبح قائدا للقوات العربية في الثورة العربية الكبرى ضد الدولة العثمانية، قبل أن ينقلب عليه الهاشميون ثم الإنجليز، وليتم نفيه إلى اسبانيا.
يوثق الكتاب، معتمداً على أرشيف صحفى عمره مائة عام تقريبا، حكم الإعدام ضده في أسطنبول وكيف أجبرت الإرادة الشعبية وخطباء المساجد وأجراس الكنائس،وقصيدة شوقى الخالدة، قادة «جمعية الإتحاد والترقى» للتراجع عن هذا الحكم الجائر.
وفى مصر ،تتعمق فصول الكتاب،في إصرار الملك فؤاد ليجعل من «عزيز المصرى»رغما عن الخلاف السياسى والفكرى بينهما،معلما لإبنه وولى عرشه فاروق،وصولا للخلاف مع السياسى الداهية، أحمد حسنين باشا.يتعمق الكتاب أيضا في علاقاته المناوئة للانجليز ،وتقربه من الألمان والشباب المصرى المتعاطف معهم وأبرزهم أنور السادات،وصولا لقصة هروبه بطائرة حربية وسقوطها قرب قليوب.