بسبب المخاوف الأمنية من تنظيم القاعدة والقيام بعمليات إرهابية وانتقامية خاصة بعد اغتيال القوات الأمريكية لزعيمه أسامة بن لادن قبل أسابيع أجلت إحدى شركات الإنتاج البريطانية عرض فيلم رسوم متحركة قصير، يتناول رحلة شابين بريطانيين إلى تنظيم القاعدة فى أفغانستان ومكافحة حركات الجهاد الإسلامى به، وقد جاء هذا التأجيل بعد ضغط كبير من الحكومة البريطانية على الشركة المنتجة عقب تعرضها لانتقادات عنيفة من قبل الصحافة التى هاجمت عرض الفيلم فى هذا التوقيت دون مراعاة أى ردود فعل عكسية من قبل المسلمين وتحديداً عمليات هجومية قد تحدث من تنظيم القاعدة بعد أسابيع من مقتل قائده، رغم أن الحكومة البريطانية شاركت فى تمويل الفيلم الذى يحمل اسم «أتمنى لكم وزيرستان»، ومدته 6 دقائق فقط، وتدور أحداثه حول بريطانيين ربيا شقيقين مسلمين منذ صغرهما، وفى شبابهما يتجهان إلى أفغانستان، حيث ينضمان لأحد معسكرات التدريب على الجهاد، لكن يجرى اعتقالهما والتحقيق معهما والعودة إلى بريطانيا.
ويقدم الفيلم كيفية تجنيد الشباب وضمهم إلى التنظيمات الجهادية، من خلال الشابين اللذين يشاهدان أفلام الجهاديين عبر الإنترنت لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، ويجرى تدريبهما على حمل السلاح وإلقاء القنابل اليدوية وخطف الأسرى وتعذيبهم وذبحهم.
وقال «مارتن أورتون» صاحب شركة «بولد كرياتيف» المنتجة للفيلم: إن هذا العمل صنع بهدف التحذير من التنظيم الإرهابى الشهير فى العالم، وقد كان من المقرر بثه عبر الإنترنت الأحد المقبل، لكن الحكومة تراجعت فى قرارها بعدما تخوفت من أى ردود عكسية وانتقامية قد تحدث من «القاعدة»، متأثرة بالتحذيرات التى أطلقها عدد من الكتاب فى مقالاتهم بالصحف، وهو ما نفته الحكومة البريطانية مؤكدة أنها لم تسحب عرض الفيلم بسبب تحذيرات أمنية، ولكن لعدم اكتمال تنفيذه، مؤكدة أنها لم تحدد بعد موعداً لعرضه، وأن ذلك مرهون باكتمال نسخته النهائية.
أضاف «أورتون» : نحاول مساعدة بعض الشباب المسلم الذى يندفع نحو التطرف الدينى والانخراط فى الجهاد حين يشاهد فيديوهات متطرفة عبر الإنترنت بمشاهدة فيلم مثل هذا يحذر من الجهاديين وممارساتهم الإرهابية، كما يقدم صورة غير مقبولة لمن قد ينضم للتنظيمات الجهادية، وقد نفذنا الفيلم بعد جهد استمر لمدة تزيد على عامين، وركزنا خلالها البحث عن معلومات ولقاءات مع شباب توجهوا إلى معسكرات تدريب فى تنظيم القاعدة ممن نشرت وسائل الإعلام المختلفة تقارير عن زيارتهم السرية إلى أفغانستان. وقد هوجم الفيلم بشكل كبير من قبل الصحافة الشعبية فى بريطانيا رغم عدم بثه حتى الآن، وتساءلت صحيفة «الديلى ميل» عن إمكانية تأثير فيلم رسوم متحركة قصير فى إثناء الشباب البريطانى المسلم عن الانضمام لتنظيم القاعدة، كما انتقده عدد من الخبراء السياسيين الذين شاهدوا نسخة أولية منه بدعوى أن الفيلم لا يطرح بشكل مباشر الأيدولوجية التى تخلق التطرف الدينى وتشجع عليه.
يعد الفيلم جزءاً من مشروع كبير تنفذه الحكومة البريطانية منذ ثلاث سنوات لحث الشباب على الابتعاد عن التطرف، وقد أنفقت 115 مليون دولار فيه حتى الآن، بعد ثبوت توجه أكثر من 4 آلاف شاب بريطانى مسلم إلى معسكرات التدريب فى أفغانستان منذ هجمات الحادى عشر من سبتمبر وفقا للإحصاءات الرسمية للحكومة البريطانية، وقد تكلف الفيلم 54 ألف دولار.