بعد أن عمدت حكومة «البعث» إلى افتعال أزمتي الغاز والمازوت، اضطر السوريون اللجوء إلى الكهرباء في التدفئة واستخدام الأفران الكهربائية والمايكروويف في تحضير الطعام للأسرة، التي يتجاوز عددها أحيانا الـ 10 أفراد. أدى ذلك إلى زيادة الضغط على الطاقة الكهربائية أضعافًا مضاعفة، مما حول دفة الأزمة من الغاز والمازوت إلى قطاع الكهرباء أيضًا.
ولم تجد الحكومة إزاء ذلك سوى «التقنين» المستمر كحل للأزمة، فهي، حسب قول المواطن «عصام»: «لم تفكر يومًا سوى بالحلول الإسعافية، التي تزيد من تراكم المشكلة والأزمة أكثر». ويقدم «عصام» اقتراحًا ساخرًا للحكومة يقول فيه «بما أن الوزراء الذين تسلموا وزارة الكهرباء فشلوا في تطويرها بالشكل الأمثل، أقترح عليهم إجراء مناقصة لاختيار وزير لقيادة دفة وزارة الكهرباء، وأن تتم محاسبة الوزير بالشروط التي سيقدمها في إنقاذ الوزارة».
وتبرر الوزارة قرار التقنين بـ«الأعمال التخريبية»، التي تسببت في نقص كميات الوقود اللازم في محطات توليد الطاقة الكهربائية، «بسبب اعتداء المجموعات الإرهابية على خط الغاز والسكك الحديدية والصهاريج، التي تنقل مادة الفيول إلى محطات توليد الطاقة الكهربائية».
المواطن السوري بدوره يتساءل: «لماذا لا يحمي الجيش تلك المحطات بدلاً من انتشاره في المناطق السكنية»، لكن تساؤله لا ينفي كونه اعتاد منذ سنوات طويلة برامج التوعية الإعلانية، التي يبثها التليفزيون الحكومي لتقنين الكهرباء، كما اعتاد تعميم أوقات محددة لقطع الكهرباء، لكن «محمد» يقول «حتى في سياسة التقنين تلك، كانت الحكومة تعتمد مبدأ الخيار والفقوس، أما هذه السنة وبسبب الثورة، بدأ التقنين دون برامج إعلانية، كعقوبة للشعب المنتفض».
ويضيف:«لجأت الحكومة، عوضًا عن ذلك، إلى تعليمات شفهية للمراكز بتنفيذ تقنين يومي وبأوقات لعبت عليها بأعصاب المواطنين. ففي البداية بدأوا بنصف ساعة إلى أن وصلوا إلى 4 ساعات يوميًا»، ويتابع متهكمًا: «يمكن الحكومة خجلانة تعلن التقنين لأنها ما قدمت للمواطن شيء يبرره، فالدعم سقط والمازوت ما في والغاز حلم».
أما «أم خالد» فتقول: «الحكومة ما بتتذكرنا إلا وقت الفواتير، وهلأ بحجة الثورة ووجود مخربين هجموا على المراكز، زادوا من ساعات التقنين، وإذا ضلت الأوضاع هيك وطالت القصة، البرد راح يأكل عظام أولادنا»، وتمضي قائلة: «أحسن شيء أنو الامتحانات بعد أيام يعني أولادنا يلي عم بيدرسوا أمامون حلين، إما يدرسوا قبل ما يجي الظلام، أو الدراسة تحت ضو الشمعة».
«أبو جورج»، من ريف حمص، أكد أن «الحكومة كلها كذابة، وكل التصريحات يلي بثوها عبر التليفزيون كذب ونفاق، لأن الكهرباء عنا تنقطع باليوم 12 ساعة»، ويشير «أبو جورج» إلى أن «المشكلة أنهم يوصلونا الكهرباء ساعة ويقطعونها ساعة، أي ما في تحديد لأي شيء، يعني هم يقولون خلصت، طيب إذا خلصت، والأزمة بهذا الحجم فكيف إذن استمرت لأسابيع أو الأشهر المقبلة».
تحاول الحكومة تكثيف اجتماعاتها لتبدو أمام الناس أنها على قدر الأزمة، وأنها تتعامل معها بجدية منقطعة، لكنها على أرض الواقع ليس لديها أي حل. هكذا يصفها «حسان»، الذي يقول إنها «حكومة أقوال لا أفعال، هي جزء مسبب للأزمة، لأنها تمثل النظام السياسي في البلد. عنصر أمن برتبة مساعد أهم بمليون مرة من وزير، آه شو بدنا نضحك على حالنا، قال حكومة قال».