x

«حبوب حفظ الغلال».. سموم «الموت السريع»

الأربعاء 16-01-2019 23:28 | كتب: حمدي قاسم |
الحلقة النقاشية بمركز النيل عن تزايد حالات الانتحار بالبحيرة الحلقة النقاشية بمركز النيل عن تزايد حالات الانتحار بالبحيرة تصوير : آخرون

كشف المشاركون فى حلقة نقاشية لرصد حالات الانتحار بالبحيرة ارتفاع أعدادها خلال ديسمبر الماضى، وقال الدكتور محمد عفيفى، رئيس قسم الصحة المهنية بإدارة الدلنجات الصحية، إن عدد حالات التسمم بحبوب «حفظ الغلال» بدأ فى التزايد منذ عام 2015، ووصل إلى 7 حالات فى مركز الدلنجات عن شهر ديسمبر الماضى، حيث شمل إجمالى الحالات المنتحرة 50 حالة.

وأضاف «عفيفى»، خلال الحلقة التى نظّمها مركز النيل للإعلام بدمنهور، التابع للهيئة العامة للاستعلامات، برئاسة عادل قميحة، بعنوان «سبل مواجهة حبوب الغلة للحد من ظاهرة الانتحار والقتل»، والتى عقدت على مدار يومين، بهدف زيادة وعى المواطنين بتلك المشكلة، أن نسبة التسمم بمثل هذه الحبوب تنتشر بنسبة كبيرة فى المحافظات الريفية، حيث تحولت من حالة عابرة إلى ظاهرة شبح موت يطارد الجميع، منوهًا بأن حوادث الانتحار بهذه الحبة تنتهى بالموت السريع.

وبين «عفيفى» أن حبوب الغلة عندما تتعرض للرطوبة تقوم بتدمير الخلايا التى تنتج الأكسجين داخل الجسم، حيث يدخل فى تصنيعها مادة «زينك فوسفيد» التى تخرج منها غازات ضارة جدًا، لافتًا إلى أن كثرة التعامل مع هذه الحبوب واستنشاق الغازات المتصاعدة منها، يؤدى إلى الإصابة بالعديد من الأمراض، ومنها (سرطان الرئة والكبد وتشوهات الأجنة وتدمير العديد من خلايا المخ والزهايمر والعقم عند الرجال)، كما أنها عندما يتناولها الإنسان يموت فى الحال، لأنها شديدة السمية، وكانت تستخدم قديمًا كسم للفئران والثعالب فى القرى.

وطالب «عفيفى» بتفعيل دور الأزهر والكنيسة فى الوعظ والتحذير من الانتحار وبيان سوء عقوبته، وضرورة التوعية فى وسائل الإعلام المناسبة لبيان خطر هذه المادة، مستدركًا: «هذه الحبة تباع فى الصيدليات البيطرية أو محال المبيدات الزراعية ولا تخضع لأى رقابة للحد من عمليات بيعها وتداولها بين المواطنين، كما أنه لا يوجد أى أمصال لمواجهة أضرار هذه الحبة رغم أن آلاف الفلاحين يعتمدون عليها فى تخزين القمح بينما يستخدمها الشباب فى الانتحار مؤخرًا». وحذر «عفيفى» من استخدام المزارعين تلك الحبوب فى رش الخضروات والفواكه، ما يضاعف من خطورتها، مطالبًا بتقنين المبيدات شديدة السمية التى يتم توزيعها عن طريق الإرشاد الزراعى أو الجمعيات الزراعية، وذلك للحد من خطورتها وتحديد المسؤولين عن استخدامها فى غير ما وضعت له.

من جانبه، أوضح رجب يوسف، مسؤول المتابعة بمركز النيل للإعلام، أهمية الندوة نظرًا لزيادة عدد الحوادث المتسببة فيها هذه الحبوب، بعد إقدام العديد من المواطنين على الانتحار باستخدام حبة الغلة السامة فى ظاهرة غريبة على المجتمع المصرى، مُرجعًا إياها إلى ضعف الوازع الدينى، وشدد فى الوقت ذاته على أن الانتحار من كبائر الذنوب. وقال فايز رزق، مدير الإدارة الزراعية بالدلنجات، إن خطورة حبوب الغلة السامة ترجع لسهولة استخدامها، خاصة أنها تستخدم فى الزراعة لمواجهة تسوس القمح، الأمر الذى ساعد على انتشار تلك الحوادث بعدة قرى حتى أصبحت تلك الحبة أداة رئيسية فى عملية انتحار المصريين.

وأشار «رزق» إلى أن تلك الحبوب لها 18 اسمًا تجاريًا، وأن اسمها العلمى هو «الألومنيوم فوسفيد»، وكان يتم حفظ المحاصيل بطريقة بدائية آمنة فى السابق، واتجه الناس بعدها إلى استخدام المواد الكيميائية فى التخزين، رغم خطورتها، مؤكدًا أن عشرات الدول قامت بمنعها وحظرها، بعد زيادة نسبة وفيات الأطفال بسببها، لكن الأمر فى مصر مختلف تمامًا حيث لايزال هناك إصرار على استعمالها.

وبيّن «رزق» أن هناك عدة طرق تغنى عن استخدام حبوب الغلة والحفاظ على المحاصيل من التلف، ومنها حصد المحصول عند النضج الجيد مع تطهير مكان التخزين وتعرّضه للشمس، بالإضافة إلى عمل صوامع وخلط الحبوب بالرمل أو الملح ووضع المحاصيل بطريقة تمنع وجود فراغات للتهوية بينها.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية