علانية العقوبة «2»
■ فى بداية الثمانينيات كنت أحد المسؤولين عن تنفيذ مشروع إسكان ديالى الصناعى ببعقوبة بالعراق.. كان معظم العمالة من تايلاند وحوالى خمسين من مصر وقليل من العراقيين.. ذات يوم جاءنى بعض العمال المصريين وقال كبيرهم: «مش لاقيين حشيش يا باشمهندس، والتايلانديين بيشربوا خمور وليس لنا فيها!!» وعلقت عليهم: «هو انتم جايين تشتغلوا وتبعتوا فلوس لأهاليكم ولا تدخنوا حشيش؟».. مرت الأسابيع وفى لقاء مع اخوة من حزب البعث سألت بعضهم عن عدم وجود حشيش بالعراق! فأوضحوا لى أن الرئيس صدام حسين أصدر أوامر بأن يُعدم رميا بالرصاص كل من حاز «أى كمية من الحشيش» ولا يُقبل أن يقول إنها للتعاطى الشخصى أو أى تبريرات، والنتيجة اختفاؤه وأصبحت الأراضى العراقية لا تُستخدم لنقل المخدرات عبرها.. ما رأيكم!!
■ هدفى مما أكتبه هنا أن نطبق العلانية من أجل زجر الجناة وردع من تسول له نفسه عندما يرى بعينيه الأثر المترتب على إقامة شرع الله وتنفيذ ذلك علانية.. صدقونى ستر تنفيذ العقوبة فيمن حُكم عليه بها وإخفاؤها عن جميع الأعين، بحيث لا يعلم أحد عنها شيئا إلا سماعا، من شأنه استفحال الجرائم فى المجتمع على النحو الذى نراه الآن!!