x

أمٌّ تعذب طفلها حتى الموت بالشيخ زايد

الأربعاء 16-01-2019 21:37 | كتب: محمد القماش |
الطفل المجني عليه جاسيل الطفل المجني عليه جاسيل تصوير : اخبار

لم يخطر ببال زكى عبدالستار، موظف بمكتبة الإسكندرية، ويعمل بمجال العقارات، أن تسجن زوجته «دينا» بتهمة قتل نجلها «جاسيل»، 4 سنوات، حيث تم اكتشاف إصابته بكسور فى جمجمته، وسرعان ما تدهورت حالته، ومات.

منذ الحادثة التى وقعت، السبت الماضى، ولم يذق «زكى» طعمًا للنوم، ولا يجد رغبة للرد على استفسارات وسائل الإعلام عن جريمة فيلا الحى الهادئ بالمجاورة الرابعة بمدينة الشيخ زايد، لأن حالته النفسية ليست على ما يرام.

ذهب «عبدالستار»، 43 عامًا، إلى حضانة ابن زوجته، المجنى عليه، عقب انتهائه من عمله: «تعالى نروح لماما يا جاسيل»، لم ينطق الطفل كعادته كما لم يبدِ شعورًا بالفرح، مثل أى صغير يعلم أنه فى الطريق إلى أمه، شعر الزوج بإصابة الصغير بحالة إعياء، فتوجه به إلى مستشفى الشيخ زايد العام، واتصل بالزوجة «دينا»، وقال لها: «الواد شكله تعبان جدًا»، حجز الأطباء جاسيل، وتبين مبدئيًا إصابته بكسور فى الجمجمة: «المستشفى أخطر الشرطة بأن هناك طفلاً حالته خطيرة للغاية».

ويروى محمد صلاح، مالك الفيلا، التى شهدت الجريمة، لـ«المصرى اليوم»، أنه عندما وصل ضابط من قسم شرطة أول أكتوبر إلى المستشفى تحفظ على الزوج «عبدالستار»، واصطحبه إلى الفيلا، وهناك لم يجد أدلة على تعذيب الطفل، ولكن وقتئذ كانت الأم اعترفت بأنها تعتدى على طفلها بالضرب دائمًا: «أنا بأدبه لما يعمل غلط وبضربه»، كان ذلك ردها عن سبب إصابة الصغير بالجمجمة.

استجوبت الشرطة عم شعبان وزوجته «أم محمد»، حارسى الفيلا، فأجابا بأنهما كان يسمعان بكاء الطفل، ولكنّهما لم يظنا لحظة واحدة أن هناك أماً ستقتل ابنها: «عادى.. كل الأمهات بيزعقوا لولادهم.. ويا ريت كانت تركت لنا الطفل نربيه بدل القسوة عليه».

حاولت الأم المتهمة إخفاء جريمتها بأن اتهمت القائمين على حضانة ابنها بالتسبب فى إصابته، وإهمالهم فى نقله إلى المستشفى وإخطار الأسرة، وحين تم عرض الأم «دينا»، وزوجها «زكى»، على النيابة العامة، فى اليوم التالى لنقل المجنى عليه إلى المستشفى، كانت المفاجأة، حيث توفى الطفل إثر إصابته بانفجار فى الكُلى، الأمر الذى أكدته أيضاً له شقيقة مالك الفيلا، والتى تعمل طبيبة بمستشفى زايد العام: «الإصابات اللى برأس الطفل جاسيل ليست سبب الوفاة».

كانت الأم، كما يقول «صلاح»، وعدد من العاملين بالمستشفى- طلبوا عدم نشر أسمائهم- تجبر طفلها على تعاطى العقاقير المنومة، كى يخلد إلى النوم، وتستطيع الاستيقاظ مبكرًا، ومن ثم الذهاب إلى عملها كسكرتيرة بإحدى الشركات: «كانت بتمشى الصبح بدرى، ولا نراها سوى فى آخر النهار». قادت اعترافات الأم التى فوجئت بوفاة الابن، حيث علمت بالخبر بسرايا النيابة، إلى حبسها احتياطيًا، وإخلاء سبيل زوجها على ذمة التحقيقات، ويقول أحد العاملين بحضانة الطفل إنهم تقدموا بدفاع عن أنفسهم بأنهم ليس لهم علاقة بالجريمة.

كانت «دينا» تزوجت من موظف بمكتبة الإسكندرية، وغير نشاطه للعقارات فى ديسمبر الماضى، بعد انفصالها عن زوجها والد الطفل جاسيل، حيث جاء للحياة بالشيخ زايد، واستقرا بـ«شقة الروف» بالفيلا التى شهدت الجريمة ليكونا إلى جوار عمل زوج المتهمة الذى كان مسؤولًا عن تشطيبات بعض الفيلات المجاورة، أما الطفل المجنى عليه، فكان محبوبًا من الجميع: «كنا بنعطيه شيكولاتة لما يلعب مع حد فينا»، حسب بعض الأشخاص الذين يعيشون بالجوار.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية