شهد الجمعة 4 مظاهرات صغيرة تفرقت بين شرم الشيخ والإسكندرية والقاهرة، خصص المتظاهرون منها مظاهرتان مناهضتان للرئيس السابق حسنى مبارك، فيما طالبت الثالثة بإعادة الشرطة إلى أوضاع ما قبل 25 يناير، وهتفت الأخيرة ضد السائحين الأجانب فى ميدان التحرير.
وتظاهر مئات المصلين بمدينة شرم الشيخ، عقب أدائهم الصلاة بمسجد المصطفى أمام مستشفى شرم الشيخ للمطالبة برحيل الرئيس السابق حسنى مبارك عن المدينة، وفرضت أجهزة الأمن كردوناً وحواجز حديدية حول المستشفى، ونشرت أكثر من ألفى جندى من قوات الأمن للحيلولة دون اقتحام المتظاهرين للمستشفى.
وردد المتظاهرون هتافات منها «يا مبارك يا مخلوع، ارحل قبل ما شرم تجوع»، «وحد يقول مبارك فين مش شايفينوا من شهرين»، و«سيادة النائب العام، قولى الحكم الفورى بكام».
وفى الإسكندرية، نظم نحو 150 من ائتلاف شباب الثورة وحركة كفاية و6 أبريل وقفة فى منطقة محطة الرمل، عقب أداء صلاة الجمعة فى مسجد القائد إبراهيم، احتجاجا على تأخير محاكمة الرئيس السابق حسنى مبارك إلى شهر أغسطس المقبل، بالإضافة إلى عدم الاستجابة إلى وضع دستور جديد قبل إجراء الانتخابات البرلمانية.
ورفع المحتجون لافتات تطالب بعلنية محاكمة مبارك، والكف عما وصفوه بترقيع الدستور، ورددوا هتافات مضادة للإخوان المسلمين: «من غير إخوان من غير إخوان، الثورة هتفضل فى الميدان». وفى منطقة الحسين بالقاهرة، تظاهر المئات من أهالى أحياء الجمالية والدرب الأحمر والدراسة، وزوار مسجدى الحسين والأزهر بميدان المسجد الحسينى مطالبين بعودة الشرطة إلى الشارع.
وطالب المتظاهرون بالقضاء على البلطجية الذين انتشروا فى الشوارع خاصة فى المناطق السياحية، ورددوا هتافات لمناشدة الشرطة للعودة، منها: «الشعب والشرطة إيد واحدة» و«الشرفاء يعتذرون للشرطة المصرية» و«ارجعى يا شرطة إحنا من غيرك فى ورطة» و«عايزيين الأمن والأمان، عايزين الشرطة زى زمان».
وتفاعل زوار مسجد الحسين خاصة من مريدى الطرق الصوفية مع المتظاهرين بالإضافة إلى انضمام أصحاب وعمال المقاهى والبازارات ومحال الأقمشة بمنطقة الحمزاوى بشارع الأزهر الذين تضرروا من غياب الشرطة وانتشار ظاهرة البلطجية.
ورفع عدد من المتظاهرين رجال الشرطة المكلفين بتأمين مسجد الحسين على الأعناق، مؤكدين خلال كلمتهم للمتظاهرين بأنهم تعهدوا هم وزملاؤهم بالحفاظ على استقرار مصر واقتصادها والقضاء على ظاهرة انتشار البلطجية والدفاع عن الوطن بأرواحهم. ونشر المتظاهرون سماعات مكبرة فى ميدان الحسين أذاعت أغانى وطنية لعبدالحليم حافظ وشادية بالإضافة إلى مسيرات صغيرة داخل الميدان. وفى ميدان التحرير، وقعت مناوشات كلامية بين أعضاء سلفيين من جبهة الرقابة الثورية ومتظاهرى ميدان التحرير حول من يعتلى المنصة عقب صلاة الجمعة، أمس.
وتجمع ما يقرب من 1000 متظاهر حول منصتين فى الميدان للتأكيد على مطالب الثورة، التى من أهمها محاكمة رموز الفساد والتعجيل بمحاكمتهم، وإصدار دستور جديد يحكم البلاد، ووضع حد أدنى للأجور يصل لـ1200 جنيه.
وبدأت مجموعة من السلفيين مظاهرة صغيرة لا تتجاوز 300 شخص، تندد بوجود السائحين فى الميدان قائلين «السياح كفار»، وتجاوب معهم عدد من الحضور بالقول: «إسلامية إسلامية».
وتسببت هذه الهتافات فى ثورة باقى المتظاهرين ورددوا «باطل، باطل» و«مش عايزينها ولا إخوان ولا أحزاب»، «عايزينها مدنية، عايزينها مدنية».
وبدأ أحد أعضاء جبهة الرقابة الثورية كلمته أمام المنصة بقوله «أعتقد أن الجميع يعرفنى لأننى أبات فى الميدان ليل نهار، ولكننى أريد أن أقول كلمة واحدة وهى أن الجيش والداخلية هما المياه الطاهرة لدينا، «ومينفعش تكون مصر صحراء من غير مياه». قبل أن يبعده شخص آخر وقال «المنصة دى عبارة عن برلمان شعبى لكل الناس وأى شخص سيئ النية ينزل».
فيما حملت المنصة إعلاناً كبيراً باسم الجبهة الثورية مكتوب فيه «بناء على اجتماع فصائل الثورة والتيارات السياسية، تم التصالح على مشروعان: الأول هو انتخاب مجلس قيادة الثورة، والثانى هو الهيئة التأسيسية لإعداد الدستور، على أن يكون يوم 24 يونيو المقبل يوماً للتكاتف بين جميع القوى السياسية فى ميدان التحرير وجميع محافظات مصر».
وبعد مناوشات دارت لنحو ربع الساعة، تم فيها الاعتداء على مراسلة للتليفزيون المصرى، وسط محاولة البعض التحرش بها، انفصل عدد كبير من المتظاهرين عن منصة السلفيين، وبدأوا فى مسيرة صغيرة طافت الميدان تحت شعار موحد وهو «الجيش والشعب إيد واحدة».
وبالمقابل، انتشر رجال الشرطة فى جميع أنحاء الميدان لتنظيم حركة المرور وحركة سير السيارات خاصة فى ظل الاضطراب الكبير بسبب التجمعات المتفرقة للمتظاهرين.