رجاء الجداوى واحدة من نجمات الزمن الجميل.. بدأت حياتها عارضة أزياء واستمرت فى هذا المجال نحو 24 عاماً، حققت خلالها شهرة واسعة قبل أن تعتزل فى الثمانينيات، وتصب اهتمامها فى مجال التمثيل.التقينا الفنانة المتألقة وتناولنا معها محطات عدة فى حياتها وذكرياتها عن نشأتها وتربيتها وعائلتها فى كنف خالتها الفنانة والراقصة الراحلة تحية كاريوكا، وحياتها الخاصة مع رفيق العمر حارس مرمى منتخب مصر والإسماعيلى حسن مختار.
■ ما تقييمك لمشوار عملك الطويل فى مجال عروض الأزياء؟
- أعتز بفترة عملى كعارضة أزياء، والتى امتدت أكثر من 24 عاماً سافرت خلالها إلى أكثر من 20 دولة أجنبية للترويج للقطن المصرى، حتى أطلقوا علىّ لقب سفيرة القطن المصرى، وأتذكر أول رحلة لى فى الخارج كانت للهند قبل زيارة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر لها بأيام، ووقتها طلب عبدالناصر من المسؤولين فى وزارة الزراعة زيادة عدد العارضات لإبراز اسم مصر بالخارج، فتم تشكيل فريق عارضات مصريات ضم الفنانة ليلى شعير ومنى حسن ومديحة عبدالوهاب، وكان الأجانب مهيمنين على هذه المهنة فى مصر فى ذلك الوقت، إلى أن تم تمصيرها تدريجياً.
■ وما أسباب اعتزالك عرض الأزياء بشكل مفاجئ؟
- اعتزلت عرض الأزياء عام 1986 بعد إصابتى بالغدة الدرقية وزيادة وزنى، وكنت أقول وقتها إننى طُلقت من الرجل الذى أحبه رغم أنفى وكنت أقصد عرض الأزياء لأتفرغ للتمثيل وكانت بداية عملى مع النجم عادل إمام فى مسرحية «الواد سيد الشغال».
■ ماذا يمثل لك رفيق العمر حارس مرمى الإسماعيلى ومنتخب مصر المعتزل الكابتن حسن مختار؟
- حسن مختار ليس مجرد زوج فقط.. إنه حبيب وصديق، عاش معى سنوات طويلة بحلوها ومرها ونجح زواجنا رغم رهان الكثيرين على فشله، فهو إنسان نقى جداً وكريم الأخلاق وطيبته زائدة عن الحد.
■ هل كانت لك تجارب عاطفية قبل تعرفك على زوجك؟
- لم أمر بأى تجارب عاطفية حقيقية فى حياتى قبل الزواج، ولم أحب بصدق سوى زوجى حسن مختار بعد ارتباطى به رسميا، فقد تعرفنا فى أواخر عام 1970، عندما ذهبنا لعرض مسرحية «روبابكيا» فى السودان، أثناء مشاركة المنتخب المصرى فى بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم، وبالطبع ذهبنا لتشجيع المنتخب فتم التعارف بيننا، ودعوته لحضور المسرحية، وتعددت اللقاءات بعد عودتنا لمصر، وفوجئت به يطلب منى الزواج فتزوجنا بعد أشهر قليلة من عودتنا من السودان.
■ نراك فى أعمال فنية وإعلانات كثيرة تقومين بدور الأم وتقدمين مشاهد فى المطبخ، فهل أنت طباخة ماهرة؟
- أعشق المطبخ منذ صغرى، وعندما يتوافر لدىّ وقت فراغ لا أتردد فى القيام بنفسى بطهى بعض الأكلات التى أجيدها مثل الصيادية والشركسية والملوخية والبامية والمحشى.
■ ماذا تمثل لك ابنتك الوحيدة «أميرة» وحفيدتك «روضة»؟
- ابنتى «أميرة» تتمتع بشخصية مثقفة وقوية وأعتبرها شقيقة وصديقة ومستشارة فى آن واحد، أما حفيدتى روضة «8 سنوات» فهى أغلى شىء عندى وأقضى معها وقتاً طويلاً خلال وجودى فى البيت وهى تضفى على حياتنا جواً من المرح، ورغم صغر سنها فإنها تجيد اللغة الألمانية التى أحبها وتفضل دائما أن تحدثنى بها.
■ ما أصعب المواقف التى مررت بها فى حياتك؟
- بالطبع انفصال والدى عن والدتى وأنا فى سن مبكرة أشعرنى بحرمان شديد لكن خالتى الفنانة الراحلة تحية كاريوكا أحضرتنى من الإسماعيلية التى كنا نقيم فيها واحتضنتنى وأنا عمرى ثلاث سنوات، وربتنى وعلمتنى حتى بلغت 16 سنة.
■ ما تأثير الفترة التى قضيتها فى كنف خالتك تحية كاريوكا فى الصغر فى تشكيل شخصيتك؟
- خالتى «تحية» صاحبة فضل كبير. مكثت معها حتى سن الخامسة عشرة، تولت خلالها رعايتى بتفانٍ ولم تبخل أبداً فى إنفاقها علينا وأحضرت لى مربية إيطالية علمتنىالكثير من قواعد النظام والإتيكيت، وأصرت خالتى على إلحاقى بمدرسة الفرانسيسكان الأجنبية التى لم يكن يلتحق بها سوى أبناء الأثرياء، وفى المدرسة تعلمت الفرنسية والإيطالية، وتربى بداخلى منذ الصغر الاستقرار وعشق القراءة للأدباء العالميين والعرب. كل هذا ساهم فى تشكيل شخصيتى كإنسانة وفنانة.