x

فيديو.. مهند ميمي| من عشوائيات العراق لصناعة المجد في أمم أسيا (تقرير)

الثلاثاء 15-01-2019 19:40 | كتب: محمد البرمي |
مهند ميمي لاعب منتخب العراق مهند ميمي لاعب منتخب العراق تصوير : أ.ف.ب

في صبيحة التاسع عشر من مارس 2003 كانت الآليات العسكرية الأمريكية تشق طريقها إلى المدن العراقية، بينما يسعى الكثير للاحتماء بما يمكن أن يحتمي به هرباً من القصف، ونيران الغزو الأنجلو أمريكي، وقتها لم يكن «ميمي» قد أكمل الأربع سنوات، حمله والده وفر برفقة والدته إلى إحدى الأماكن العشوائية بالعاصمة بغداد حيث استقر هناك.

مهند ميمي لاعب منتخب العراق

سنوات طويلة عانى فيها مهند على «ميمي» المولود في 20 يونيو 2000 من الفقر، والحياة بين العشوائيات ومحاولة مساعدة الأب والأم، على مواجهة شظف الحياة، لا يؤنسه سوى كرة صغيره صنعها بيديه يلعب بها مع غيره من أطفال العشوائيات.

أربعة عشر عاماً مرت يتذكر خلالها الفتى الذي أصبح نجماً لامعاً لمنتخب العراق الذي خطف كل الأضواء في أمم أسيا، وأحضر كشافة أندية أوروبية كبيرة إلى أبوظبي لمشاهدة مهارته الفذه، حتى أطلق بعضهم لقب محمد صلاح الجديد عليه، متوقعين أن يتجاوز كل ظروفه القاسية قريباً ليصبح الأفضل في أسيا.

بخطى ثابته وثقة يحسد عليها ينطلق مهند على بن الثامنة عشر بين المدافعين يمر الأول والثاني بمهارات فذه محرزاً هدف وراء هدف، وبفضل أداءه أصبح المهاجم الأول لأسود الرافدين في أمم أسيا وهو لم يتجاوز الثامنة عشر من عمره.

مهند ميمي لاعب منتخب العراق

ويعتبر مهند على أحد أصغر اللاعبين الذين سيشاركون في الحدث القاري، حيث ولد في 20 يونيو 2000، في العاصمة العراقية بغداد، وضمه السلوفيني سريتشكو كاتانيتش للقائمة النهائية التي ستشارك في النهائيات القارية.

ولدت موهبة مهند على كاظم، لاعب المنتخب العراقي الأول لكرة القدم، من خضم المعاناة، بعدما عاش أوضاعا صعبة في طفولته وسط بيئة عشوائية، لم يتوقع أبرز المتفائلين بأن يخرج منها لاعب سيقود خط هجوم العراق في كأس آسيا 2019.

ويتواجد «أسود الرافدين» في المجموعة الرابعة إلى جانب إيران وفيتنام واليمن، ومن المقرر أن يبدأ مشواره الآسيوي يوم الثلاثاء بمقابلة فيتنام في مدينة زايد الرياضية بالعاصمة الإماراتية أبوظبي.

مهند ميمي لاعب منتخب العراق

«الظروف التي عشتها تؤثر على أي شخص مهما كان يمتلك من قوة، لكن أنا راضٍ بالوضع الذي أعيش فيه، وعلي الاجتهاد والتطوير مهما كان الأمر صعبا، من أجل الحصول على عقد احترافي، وأول ما سأفعله حينها هو شراء منزل لأسرتي»

تصريحات قالها مهند متأثراً بأحواله في بداية مسيرته لم يكن قد بلغ الثالثة عشر، بعدما حاز على جائزة هداف كأس آسيا للواعدين تحت 14 عاما عندما سجل ستة أهداف في خمس مباريات، وانتزع اللقب الفردي من بين لاعبين خاضوا معسكرات تدريبية ولعبوا في مدارس كروية، وعلق مهند على على الظروف التي عاشها في تصريحات إعلامية عندما كان عمره «13 عاما»: الظروف التي عشتها تؤثر على أي شخص مهما كان يمتلك من قوة، لكن أنا راضٍ بالوضع الذي أعيش فيه، وعلي الاجتهاد والتطوير مهما كان الأمر صعبا، من أجل الحصول على عقد احترافي، وأول ما سأفعله حينها هو شراء منزل لأسرتي.

مهند ميمي لاعب منتخب العراق

في أحد الشوارع الضيقة شاهد منتخب العراق السابق عمانويل داؤد اللاعب العراقي السابق والمعروف بـ «عمو بابا» مهند يلعب الكرة مع أصدقائه وقتها أمن بأن ذلك الشاب الصغير يمكن أن يصبح الأفضل بين كل اللاعبين بما يمتلكه من موهبة.

كان مهند وقتها في السادسة من عمره، لعب معه في أكاديميته الشهيرة في العراق «مدرسة عمو بابا» وضمه إلى الفريق بدون إجراء أي اختبارات له، بعدها شارك مع منتخب الأشبال في تصفيات آسيوية قاد فيها المنتخب للمركز الأول وفاز بجائزة الهداف، بالإضافة إلى فوزه بجائزة هداف بطولتين محليتين في صغره.

عانت أسرة مهند على كثيرا، وهددت بإخلاء السكن لأنها تقطن في منطقة يطلق عليها اسم «العشوائيات»، وقال والده في تصريحات تلفزيونية: أثناء مشاركته في بطولة كأس آسيا للواعدين وصلنا تبليغ بأنه لن يكون بمقدورنا البقاء في المنزل.

[image:6:center]

وانتقل مهند على إلى الشرطة العراقي في 2013 وتمت إعارته للكهرباء في موسم 2016-2017، وعاد لفريقه في الموسم الحالي، وقال عنه الاتحاد الآسيوي في موقعه الرسمي: يمتاز مهند بقدراته الفنية العالية والقدرة على اللعب بالقدمين اليمنى واليسرى، إلى جانب التحركات الخطيرة وقوة التسديد وخطورة التمريرات.

وسجل اللاعب البالغ من العمر«18 عاما»، 17 هدفاً في الدوري العراقي الموسم الماضي، وخاض مباراته الدولية الأولى عام 2017، وشارك في 9 مباريات دولية، وسجل خلالها 5 أهداف، وتوقع الآسيوي أن يكون من المواهب الشابة التي ستخطف الأنظار في البطولة القارية.

وتلقى «ميمي» عروضا من أندية تركية وألمانية ويونانية، وقال: رفضت عروضا خليجية لرغبتي في صناعة اسم أشرف فيه العراق بالملاعب الأوروبية، من دون النظر إلى المردود المالي وما شابه ذلك.

اليوم يحصد ميمي ما زرعه من اجتهاد وصبر ليصبح الأسم الأبرز في أمم أسيا المقامة حالياً بدولة الإمارات العربية، فخلال مواجهتين للمنتخب العراقي في البطولة، سجل هدفين «رائعين» بمجهود فردي، وزاد الاهتمام باللاعب عندما اكتشف الجميع أنه أصغر لاعب في البطولة.

يعلق الكثير من العراقيين آمالهم على الموهوب الصغير لقيادتهم نحو اللقب، وبعدها الصعود نحو النجومية على خطى أبرز لاعب عربي وإفريقي وثالث أفضل لاعب في العالم محمد صلاح.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية