رصدت «المصري اليوم» الموقف النهائي من مشروع خفض المياه الجوفية في منطقة أبومينا الأثرية المدرجة على قائمة التراث العالمي وتنفيذه وفقا للمواصفات العالمية، وذلك عقب اجتماع اللجنة العليا لإدارة مواقع التراث العالمي، برئاسة شريف إسماعيل، مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيجية، أمس والتي طالبت بالبدء فورًا بتطوير وحماية موقع «أبومينا» الأثري، باعتباره أحد أهم المواقع القبطية في العالم، الذي تم وضعه على قائمة التراث المعرض للخطر، بسبب مشكلة المياه الجوفية التي تهدد المنطقة.
وقال مصدر مسؤول بمنطقة آثار الإسكندرية أن الطلمبات المتعاقد عليها لمشروع خفض المياه الجوفية في المنطقة يبلغ عددها 170 طلمبة ب15 ملايين جنيه لم تصل حتى الآن، مشيرًا إلى أن الشركة المنفذة للمشروع انتهت من تعديل مسارات المواسير لتحقيق الانسيابية أثناء شفط المياه من خلال الطلمبات الجديدة المقرر تركيبها بدلًا من الطلمبات القديمة التي تم تكهينها، لافتًا إلى أن الجديدة ستكون عالية الجودة والكفاءة وتتحمل العمل الشاق والبيئة المالحة الموجودة حيث إنها ستتعامل مع مياه شديدة الملوحة ما يتطلب كفاءة عالية ومقومات متفردة حتى تقوم بعملها بمنتهى الكفاءة وطبقًا للمواصفات العالمية.
وأوضح المصدر في تصريحات لـ«المصري اليوم» – أن المنطقة كانت تواجه تعديات كثيرة من جانب الإعراب المحيطين بها حيث تمكنت منطقة أثار الإسكندرية بالتنسيق مع المنطقة الشمالية العسكرية والرقابة الإدارية ومديرية أمن الإسكندرية ومركز ومدينة برج العرب من إزالة التعديات بالكامل والبالغ عددها 11 تعدى واستعادة الأراضي المغتصبة بالكامل.
وأشار إلى أن الشركة المنفذة انتهت من صيانة بعض المسارات الخاصة بمواسير الشفط وتعديل بعض المسارات الأخرى لزيادة انسيابية المياه وضمان العمل بطاقة 100% انتظارًا لقدوم الطلمبات الجديدة خاصة وأن الوزارة انتهت من الدراسات والأبحاث التي أجريت لاختيار أنواع الطلمبات التي تصلح للعمل في المنطقة وتقاوم الملوحة الشديدة للمياه الجوفية.
وأوضح المصدر أن المنطقة تواجه العديد من المشكلات لسنوات من بينها ارتفاع منسوب المياه الجوفية التي تهدد الموقع وخاصة قبر القديس أبومينا العجائبى والتي تغمره المياه بمعدل ارتفاع 7 أمتار بالإضافة إلى تعطل طلمبات شفط المياه الموجودة بالموقع والتي تم تركيبها لشفط المياه الجوفية بهدف خفضها تدريجيًا حفاظًا على الآثار بالإضافة إلى تركيب 4 طلمبات لشفط المياه في محيط القبر حيث تعد منطقة أبومينا الأثرية الاثر القبطي الوحيد في مصر المسجل على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «يونسكو» ضمن أهم 5 مناطق تراث عالمي تابع لليونسكو في مصر والأثر رقم 90 على مستوى العالم في مناطق التراث العالمي.
وأشاد المصدر باهتمام الدولة بالموقع الأثري خاصة الاجتماع التي ترأسه الدكتور شريف إسماعيل مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيجية، لا سيما أنها تعد المرة الأولى التي تُشكل فيها مصر لجنة متكاملة تشمل كل الوزارات والجهات المعنية، لتطوير تلك المناطق، ومجابهة الأخطار التي تهددها.
يشار إلى أن أبومينا يعد ضمن المواقع المصرية ال7 المسجلة ضمن قائمة التراث العالمي، وتشمل 6 مواقع «تراث ثقافي» «منف وجباناتها من هضبة الأهرام إلى دهشور- آثار النوبة من أبوسمبل إلى فيلة- القاهرة التاريخية- أبومينا- طيبة وجباناتها- سانت كاترين»، بالإضافة إلى موقع «تراث طبيعي» واحد هو محمية وادي الحيتان بالفيوم.