توالت ردود الفعل الخارجية على أحداث العنف التى تشهدها مصر منذ الجمعة الماضى، حيث طالبت واشنطن مصر بضرورة ضبط النفس أثناء التعامل مع المتظاهرين، ومساءلة قوات الأمن وغيرهم بشأن انتهاكات حقوق الشعب، كما نددت روسيا وفرنسا بالأحداث.
رفضت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، فيكتوريا نونلاند، فى مؤتمر صحفى بواشنطن الثلاثاء ، وجهة النظر القائلة بأنه فى الوقت الذى تشجع فيه الولايات المتحدة العملية السياسية والمضى قدما فى الانتخابات فى مصر فإنها تتغاضى عن وقوع اشتباكات فى الشوارع، وتترك المجال لجهات معينة لعمل ما تريد، وقالت: «نحن نرفض تماما هذا الوصف، ولا أعتقد أن أى شخص يمكن أن يشك بشأن موقف واشنطن فيما يتعلق بهذه الأمور».
وأضافت «نونلاند» أن بلادها تتوقع من السلطات المصرية ضبط النفس بالشكل المناسب، والسماح بالتظاهر بشكل سلمى، مؤكدة على حرية وسائل الإعلام فى مصر كضرورة مطلقة، مشيرةً إلى أن السفارة الأمريكية فى القاهرة اشتركت فى محاولة لإطلاق سراح صحفيين أمريكيين، معربة عن سعادة بلادها بالإقبال المرتفع نسبيا على المشاركة فى الانتخابات. وقالت: «نعتقد أن هذا هو الطريق الصحيح للمضى قدما فى مصر».
ورفضت «نونلاند» الإجابة عن سؤال أحد الصحفيين حول استيراد مصر قنابل الغاز المسيل للدموع من الولايات المتحدة، واستخدام ذخيرة أمريكية مثل الرصاص.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جاى كارنى، إن بلاده تشعر بما سماه قلقاً بالغاً إزاء العنف فى مصر، مشدداً على ضرورة أن تحترم قوات الأمن الحقوق العالمية لجميع المصريين وتحميها، ومنها الحق فى حرية التعبير والتجمع السلمى، ومحاسبة كل فرد مسؤول عن انتهاك هذه المعايير، بما فيها قوات الأمن.
وأكد «كارنى» استمرار دعم بلاده لعملية التحول الديمقراطى فى مصر بأسلوب كامل وشامل وذى مصداقية ترقى إلى مستوى ما سماه الوعد الذى شهده ميدان التحرير، موضحاً أن الوعد وجمال التطلعات الثورية التى شاهدها الجميع فى ميدان التحرير، وضبط النفس من جانب الأمن فى التعامل مع الأحداث، كان أمراً واعداً جداً حافظ عليه الشعب فيما يتعلق بما يجب أن تكون عليه مصر الجديدة.
ونددت فرنسا للمرة الثانية خلال 4 أيام بما سمته الاستخدام المفرط للقوة ضد المتظاهرين، خاصة استخدامه بشكل متعمد ضد النساء، وقررت إرسال سفيرها المكلف بحقوق الإنسان، فرانسوا زيميراى، إلى القاهرة لمقابلة مسؤولى إدارة حقوق الإنسان بجامعة الدول العربية، لتأكيد دعم فرنسا للإدارة وتشجيعها على العمل بشكل أكبر فى المنطقة، مطالبة بالتحقيق فى الأحداث وإحالة المسؤولين إلى العدالة.
وعبرت وزارة الخارجية الروسية، فى بيان أذاعته قناة «روسيا اليوم» الثلاثاء ، عن قلقها بشأن تصاعد التوتر مجدداً فى مصر. ودعت إلى ضرورة تواصل العملية الديمقراطية فى البلاد، وعدم السماح بموجة عنف جديدة بين المواطنين، مشددة على أن أى خلافات يمكن تسويتها عبر الحوار البناء، بشرط تحلى مؤسسات الدولة والقوى السياسية بضبط النفس، وإظهار قدرة التركيز على الدفع بالمجتمع قدما فى طريق الإصلاحات التى تخدم مصالح الشعب.