ألقت أجهزة الأمن بالقاهرة القبض على أحد المتهمين بحرق وسرقة المجمع العلمى المصرى، بعد أن نشرت وسائل الإعلام صورته، وتم التوصل إلى هويته وضبطه بالتنسيق مع اللواء أحمد جمال الدين، مساعد الوزير لقطاع الأمن العام، واعترف بحصوله على بعض الكتب، كما تم ضبط تاجر خردة بحوزته بعض الكتب التى تبين أنها تخص المجمع.
كان اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، قد أصدر تعليمات إلى أجهزة الأمن بضرورة تكثيف الجهود لضبط المتهمين بإلقاء زجاجات المولوتوف على مبنى المجمع، مما أدى لاحتراقه وضياع عدد من محتوياته، واعتمدت التحريات التى أشرف عليها اللواء أسامة الصغير مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، على جمع المعلومات حول شخصية بعض المشاركين فى الواقعة، من خلال الصور المنشورة فى وسائل الإعلام، وتم تعميم صورة المتهم الذى كان يرتدى «بلوفر» أحمر وكوفية، وتبين من البحث أنه يدعى «المعتز بالله. إ. ع»، فنى ألوميتال، وأشارت التحريات إلى ارتباط المذكور، بكل من «فادى. أ. م» «31 سنة»، مقيم بدائرة قسم شرطة السيدة زينب، و«حمدى. ع. ح» وشهرته حمدى شفيقة «56 سنة»، نقاش، وعقب تقنين الإجراءات الأمنية اللازمة تم ضبطهم جميعا.
واعترف المتهم الأول بتواجده بين المتظاهرين فى ميدان التحرير، واشتراكه فى الحصول على مجموعة من الكتب التاريخية من داخل المجمع بعد حرقه، وقال إنه سلمها إلى ضابط القوات المسلحة المعين لتأمين السفارة الأمريكية، وهو ما تبين عدم صحته حتى الآن، وأرشد عن الملابس التى كان يرتديها أثناء الواقعة، فتم ضبطها.
وأنكر المتهمان الثانى والثالث اشتراكهما فى الحادث، وتم اتخاذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة، وتولت النيابة التحقيق.
فى السياق نفسه، ألقى النقيب سمير مجدى، ضابط مباحث قسم شرطة حدائق القبة، القبض على «صابر. م. ح«، تاجر خردة، وسبق ضبطه فى 4 قضايا، وبحوزته 4 كتب، أحدها باللغة الفرنسية صادر عام 1894، و2 باللغة الإنجليزية صادران عام 1939، والرابع يحمل عنوان « تصريحات وقحة من مجلس مجرمين»، وبمواجهته اعترف بسرقتها من المجمع العلمى، تحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق.
فى سياق متصل، قال الدكتور محمد إبراهيم، وزير الآثار، إنه تم تشكيل لجنة هندسية من قطاع المشروعات بالوزارة، لعمل مقايسة شاملة لعملية ترميم وتجديد مبنى المجمع، وتحديد التكلفة الإجمالية للترميم، وتحديد الجهات التى ستمول المشروع، سواء كانت مصرية أو خارجية من المتقدمين بعروض مثل حاكم الشارقة وفرنسا، لافتاً إلى أن هذه الجهات لم تخاطب مصر رسمياً بشأن تحمل تكلفة الترميم، وأن كل ما تردد حتى الآن عبارة عن تصريحات إعلامية، موضحاً أنه لكى تتحمل هذه الجهات تكاليف الترميم، فلابد من مخاطبة الحكومة رسمياً.
وأضاف «إبراهيم» فى تصريحات لـ«المصرى اليوم»، أنه تم وضع خطة بين الوزارة وشرطة السياحة والآثار، الأربعاء ، لتأمين المتاحف والمواقع الأثرية، وتفادى أى سلبيات متوقع حدوثها، وتمت مناقشة خطة متطورة لتأمين المتحف المصرى، خاصة فى ظل وجوده فى بؤرة الأحداث حتى لا بتعرض لمصير المجمع العلمى، مؤكداً أنه تم وضع خطة لمواجهة أى اعتداءات على المتحف قد يرتكبها الخارجون على القانون.
من جهة أخرى، كشف الدكتور صابر عرب، أمين عام دار الكتب، فى تصريحات لـ«المصرى اليوم»، عن احتراق قاعدة البيانات فى مبنى المجمع العلمى، والتى تضم حصراً بأعداد جميع الكتب والوثائق والمخطوطات النادرة، مؤكداً عدم وجود نسخة من هذه القاعدة فى أى جهة مصرية أو عالمية، ويعانى فريق العمل مأساة حقيقية خلال عمليات إنقاذ وترميم الكتب المنقولة من المجمع.
وأعلن 10 مهندسين مصريين من جميع التخصصات تشكيل لجنة وطنية لمعاينة مبنى المجمع، وكتابة تقرير شامل عن حالته، وتحديد الأضرار التى لحقت به، وقدم المهندس سيد الجابرى، رئيس اللجنة، خطاباً إلى المستشار عبدالمجيد محمود، النائب العام، يفيد بتطوع أعضاء اللجنة فى أداء عملها، والمساعدة فى كل ما تحتاج إليه عمليات التحقيق.
ويبحث الدكتور ماجد خلوصى، نقيب المهندسين، والدكتور فهمى طلبة، نقيب المهن العلمية، والدكتور خيرى عبدالدايم، نقيب الأطباء، فى اجتماعهم المقرر عقده الأربعاء المقبل، تشكيل لجنة مشتركة من النقابات الثلاث، لوضع استراتيجية لإعادة إحياء مبنى المجمع.