سادت حالة من الهدوء بميدان التحرير، الأربعاء، فى اليوم السادس من فض اعتصام مجلس الوزراء بالقوة، وقامت قوات الجيش ببناء حائط أسمنتى هو الرابع فى محيط مجلس الوزراء، فيما نصبت مجموعة من الثوار أول خيمة اعتصام فى الخيمة الحجرية بوسط الميدان بعد قيام الشرطة العسكرية بحرق خيام المعتصمين خلال الأحداث الأخيرة، كما ألقى المتظاهرون القبض على اثنين من البلطجية، بينما نفت وزارة الصحة وفاة طالب الهندسة الذى أصيب بطلق نارى فى الصدر إثر اقتحام قوات الجيش ميدان التحرير فجر الثلاثاء .
واعتلى أحد المتظاهرين الحائط الأسمنتى بشارع الشيخ ريحان، فى محاولة لاستفزاز قوات الجيش الموجودة خلف السور، لكن عدداً من زملائه أقنعوه بالنزول، مؤكدين سلمية الاعتصام.
وقام عدد من المعتصمين بنصب خيمة داخل الصينية الموجودة فى وسط ميدان التحرير الشهيرة باسم «الكعكة الحجرية»، مؤكدين عدم انتمائهم لأى من الأحزاب أو الحركات السياسية، وأن مطالبهم تتلخص فى تسليم السلطة للمدنيين، ومحاكمة قتلة الثوار ومن قاموا بالاعتداء على معتصمى مجلس الوزراء وسحلهم وتعذيبهم.
وأنشأت قوات الجيش حائطاً أسمنتياً جديداً فى شارع يوسف الجندى، خلف الجامعة الأمريكية بمنطقة مجلس الوزراء، ليصبح هذا الحائط هو الرابع فى منطقة مجلس الوزراء وبيت الأمة.
وألقى متظاهرو ميدان التحرير القبض على اثنين من البلطجية، قبل منتصف ليل الثلاثاء، من وسط الميدان، أحدهما قام بالتحرش بإحدى الفتيات، والثانى كان بحوزته زجاجات مولوتوف فى طريقه لإشعالها. وتمكنت «المصرى اليوم»، بمساعدة المتظاهرين، من تصوير هذين الشخصين داخل مكان احتجازهما الموجود فى مكان تحت الأرض بالقرب من ميدان التحرير، قال عنه المتظاهرون إنه يتم فيه احتجاز جميع من يتم الاشتباه فيهم داخل الميدان، والمكان مظلم، حيث لا تتوافر فيه إضاءة.
واعترف أحد هذين الشخصين – تحتفظ «المصرى اليوم» باسمه – بأنه كان واحداً ممن تقاضوا مبالغ مالية مقابل اعتلاء مجلس الوزراء وإلقاء الحجارة والمولوتوف على المتظاهرين.
وتظهر على وجه الشاب علامات إصابة بآلة حادة، بعضها حديث وأخرى تدل على أنها إصابة قديمة، وعلى يده تظهر أختام غير عادية. وقال إنه تقاضى 400 جنيه مقابل افتعال الأزمات والتحريض ضد المتظاهرين وإلقائهم بالحجارة والمولوتوف، قائلاً: «مخدتش فلوس تانى هم 400 جنيه بس ومشفتش تانى وش الراجل اللى أخدتهم منه ونسيت اسمه، بس نزلت بعدها عشان أعمل أى حاجة وخلاص».
إلى ذلك قام المسؤولون بالبنك الرئيسى للتنمية والائتمان الزراعى فى شارع قصر العينى بنقل وثائق وأوراق مهمة من البوابة الخلفية للبنك التى تطل على ميدان سيمون بوليفار، إلى أحد الفروع فى الدقى.
من جانب آخر، نظم مئات المتظاهرين، مساء الثلاثاء ، مسيرة لتأبين الشهيد الإمام عماد عفت، أمين لجنة الفتوى فى دار الإفتاء، رافعين صورا للشيخ الشهيد. بدأت المسيرة من مسجد عمر مكرم إلى شارع طلعت حرب واستمرت أكثر من ساعتين، مرددين هتافات: «انزل ماتخافشى.. انزل قول للعسكر يمشى»، «لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله»، «يارب يارب ربك وحده اللى بيحمينا».
من جانبه، نفى الدكتور محمود الشناوى، مدير مستشفى الهلال، أن يكون محمد مصطفى، طالب كلية الهندسة، المصاب بطلق نارى فى ظهره خلال أحداث الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن بشارع قصر العينى الأربعاء ، قد توفى، مؤكداً أنه مازال على قيد الحياة حتى الآن ولكن حالته حرجه للغاية.